قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع، إن الأزمة الخليجية "خلاف سياسي عميق بامتياز" لا يُحل إلا بالحوار. وأضاف العطية في حوار مع الجزيرة مساء الاثنين :" الخيار العسكري مستبعد لأسباب كثيرة لكن الأزمة الخليجية عميقة وكلما أطلنا فترة الامتناع عن الجلوس والحوار كلما عقدنا المسألة أكثر وأكثر". وأكد أن الحوار يتطلب أولا رفع الحصار وعدم المساس بالسيادة القطرية وهو ما أكد عليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في خطابه الأخير. ونفى العطية صحة اتهامات وزير الخارجية البحريني ، خالد آل خليفة، لدولة قطر. وكان آل خليفة اتهم قطر بنقل إحداثيات وجود قوات التحالف العربي في مأرب باليمن للحوثيين. وردا على ذلك قال العطية :" الشيخ خالد آل خليفة غير صادق فالقوات القطرية لم تكن موجودة أبدا في مأرب وكانت مهمتها حماية سبع نقاط على الحدود الجنوبية للمملكة ولم يطأ قدم أي فرد من القوات المسلحة القطرية مأرب". وجدد العطية تأكيد بلاده على انفتاحها على الحوار مع الدول الشقيقة داعيا المملكة العربية السعودية أن تضع كل ثقلها خلف وساطة أمير الكويت، مؤكدا على أن أي تأخير في بدء الحوار سيعقد المسائل في منطقة الخليج بما لا يصب في صالح الجميع. وحول التحالف العسكرية القطرية قال العطية إن التحالف العسكري الوحيد لدولة قطر هو درع الجزيرة وهو تحالف بين دول مجلس التعاون الخليجي وبجانب ذلك هناك شراكات استراتيجية مع تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك تعاون عسكري مع دول أوروبية عديدة من بينها فرنسا وهي شراكات مبنية على سيادة الدولة مشددا على أنه لا يستطيع أحد أن يملي على قطر أن تتعاون مع طرف دون آخر. ودعا العطية دول الحصار إلى تصحيح الخطأ الذي وقعت فيه حفاظا على كيان مجلس التعاون الخليجي قائلا:" مجلس التعاون آخر ركيزة استقرار في المنطقة التي لديها ما يكفي من الأزمات". وقال سعادته إن حقيقة الحصار على قطر ظهرت في تصريحات سفير الإمارات في واشنطن والتي قال فيها إن الخلاف ليس دبلوماسيا وإنما فلسفيا مفسرا ذلك بتطلع دول الحصار إلى أن تتحول المنطقة إلى علمانية. وحذر العطية من هذا التحول قائلا :" اللعب في العقيدة الوسطية السمحة في المنطقة خطير جدا جدا وما قاله السفير الإماراتي كلام خطير". وأضاف العطية "هناك من ينسى أو يتناسى أن المشكلة بدأت بقرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية وبث أخبار كاذبة عن سمو الأمير وأن قطر هي التي تتعرض لتدخلات في شؤونها الداخلية". وحول تداعيات الحصار أكد العطية أن الحصار أعطى قطر الثقة بالنفس والقدرة على التحرك والانفتاح على مصادر متعددة، مبينا أن معظم دول العالم قدمت يدها لمساعدة قطر حتى أن الشعب القطري والمقيمين في قطر بالكاد شعروا بأن هناك حصار لكنه أكد أيضا أن حكومة بلاده تتحرك بالأدوات القانونية المتاحة لفك الحصار بالطريق القانوني. وتابع :" الغيمة ستنقشع ولكن سيبقى الجرح فترة من الزمن لأن هذه الأزمة تختلف عن الأزمات السابقة إلا أن الشعب الخليجي يربطه أواصر دم وسيتجاوزها".;
مشاركة :