لماذا تفشل المشاريع الصغيرة والمتوسطة

  • 8/1/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

امتلاك وسائل وأدوات الإنتاج أفضل كثيرا من الوظيفة، وتلك القاعدة التي يفترض أن تؤسس عليها الموارد البشرية والجهات ذات الصلة المبدأ الذي يدفع الشباب باتجاهات الكسب والعمل، ومن خلال تجارب كثير من الدول فإن تأثير ذلك على الاقتصاد الكلي عظيم الأثر وبالغ الأهمية؛ لأنه جاء بنتائج إيجابية. ذلك يقودني إلى إعادة النظر في وضع المشاريع الصغيرة والمتوسطة لدينا، والتي تشرف عليها هيئة مختصة نتوقع أن يكون لديها منهجية واضحة فيما يتعلق بتعزيز دور هذه المشاريع واستيعابها في منظومة تنموية تدعم الاقتصاد والنشاط الاستثماري، وتوفر فرص الرزق والدخل المناسب لشرائح واسعة من المواطنين، غير أنه من واقع الحال نجد أن هناك اخفاقا في المشاريع القائمة رغم نجاحها في دول أخرى، ما يدفع بالتساؤل عن الأسباب. في تقديري، أن تلك المشاريع تفشل لأن إدارتها تعتمد بالدرجة الأولى على الإقراض فقط، ولا تعتمد على دراسة المشروع وما إذا كان يتناسب مع إمكانيات الشخص أم لا، ثم إن أي مقترض يقع في عدد من الأخطاء ولا يجد أي دعم حقيقي، خاصة وأن أصحاب تلك المشاريع في مستهل حياتهم العملية ولا يمتلكون سوى الإرادة والعزيمة والطموح ولكن السوق لا يقف عند ذلك وإنما يتطلب مهارات وخبرات وأدوات وتكتيكات، إذا انتظر المستثمر الصغير لحين اكتسابها فإنه يفشل ويتوقف في منتصف الطريق، ويبقى يدفع قروضا طائلة، فبدل من أن يصبح هذا الشخص مستقلا ماديا نكتشف بعد فترة بسيطة انه اصبح عبئا ومطالبا بدفع أموال كبيرة؛ نتيجة هذا الاقتراض غير المدروس. التنظيم والتخطيط السليم والناجح يختصر طريق النجاح، وحين توجد هيئة أو جهة تقف بجانب المستثمر إلى أن يقف على قدميه ويمتلك المهارات الاستثمارية ومعرفة السوق واحتياجاته بنحو دقيق، فإنه ولا شك سيستمر طالما أن لديه حافز النجاح والحرص على ذلك، ولكن من واقع الحال فإنه يمضي وحيدا ولا تقف معه جهة غير الجهة التي تموله وتطارده بالأقساط دون أي تقدير للخسارة، وذلك هاجس يمتص الطموح ويقتل العزيمة، ما يتطلب دورا مباشرا على الأقل في المرحلة الأولى للمشروع من هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة. دعم تلك المشاريع ولو بالاستشارات يوفر مساحات كبيرة للنجاح، ولا بد أن يشعر المستثمر أن الجهات التي تدعمه لا تتوقف عن ذلك، وإنما مستمرة معه إلى أن يتجاوز عتبات المرحلة الأولى التي ينطلق فيها إلى السوق ويلبي طلباته بآلية عمل سلسة وضامنة للنجاح؛ حتى لا يسقط في فخ الفشل والخسائر والعودة إلى المربع الأول بلا مشروع أو طموح.

مشاركة :