سألت إحدى المعلمات طالبتها بالمرحلة الابتدائية عن أمها هل وضعت مولودها أم لا زالت؟ فأجابت الطفلة "بنعم" وأردفت قائلة لقد جابت بنت، عندها قالت المعلمة ومن باب الملاطفة من أحلى أنت والا هي ؟ وبكل براءة وبدون تردد أجابت الطفلة بأنني "طبعا". ذهبت المعلمة ولم تعلم أنها فجرت قنبلة بسؤالها. لعلني أتخيل شعور هذه الطفلة في تلك الليلة والتي أخالها من أطول ليالي هذه الطفلة البريئة. وفي الصباح قفزت مسرعة إلى حقيبتها المدرسية، وفي غفلة من أمها قامت (بإسقاط) أختها القبيحة (من وجهة نظرها) بداخل حقيبتها الصغيرة وذهبت بها على عجل إلى المدرسة دون أن يراها احد ويعطل هذا الدليل المادي الذي تريد ان توصله الى من اتهمها بالقبح (لم تقل المعلمة ذلك ولكن الطفلة فهمت من سؤالها أنها تعني كذلك)، وبكل براءة وفي دهشة وانبهار من قبل المعلمة قامت الطفلة البريئة بإخراج أختها الرضيعة من الحقيبة قائلة وبكل براءة: (هاه يا أبله من أحلى أنا والا هي)؟ هل تخيلتم الموقف؟ موقف ظريف أليس كذلك، ولكن ألا يستحق منا وقفة تأمل؟! ألا زلنا نصر أن الأطفال لا يفهمون؟ وإذا كانت هذه الكلمة البسيطة عملت الهوايل في هذه الطفلة البريئة فما بالكم بسوء المعاملة العاطفي أو ما يعرفEmotional Abuseفما بالكم بالإهمال بأنواعه المختلفة Negligence نحن في العالم العربي وفي الخليج بالذات لدينا اعتقاد خاطئ بأن الكلمة القوية تحرق في القلب ولكنها تصنع ال"رجال" وال "حرات" من حرة ولا ندري أنها تؤذي الطفل وتؤدي به إلى اضطرابات نفسية كما أثبتت ذلك العديد من الدراسات الخليجية والعالمية.