يصادف اليوم الأربعاء الثاني من شهر أغسطس لهذا العام 2017 الذكرى السابعة والعشرين وهي ذكرى مؤلمة وقاسية وحزينة على أهل الكويت الذين أصبحوا في الصباح الباكر ليفاجئوا بغزو على أمنا الغالية الكويت في يوم الخميس الثاني من شهر أغسطس عام 1990 وليجدوا أنفسهم أن بلدهم اختطف وكاد أن يمحو من خريطة العالم لولا عناية الله سبحانه وتعالى ووقوف وتعاطف الدول الشقيقة والصديقة بحكوماتها وشعوبها وبالتحالف الدولي للدفاع عن بلد مستقل عضو في الأمم المتحدة ويحتل لمدة سبعة أشهر عجاف وليعود محرراً في اليوم السادس والعشرين من شهر فبراير عام 1991. إن هذه الذكرى المؤلمة يجب أن لا تغيب عن بالنا ولا يجب أن ننساها أو نتناساها ويجب أن تكون راسخة في قلوبنا وفي عقولنا نذكرها لأبنائنا وأحفادنا الذين لم يعوا هذا الغزو الغاشم لأنهم في ذلك التاريخ إما في بطون أمهاتهم لم يولدوا بعد أو يعيشون في طفولتهم لا يفهمون ما الذي حدث لبلدهم . واليوم كبروا في العمر وهم يسمعون عن هذا الغزو إعلامياً الذي بلا شك سيتحدث عن الغزو العراقي الغاشم في نشرات الأخبار والتعليقات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والأفلام الوثائقية والمقابلات الشخصية من داخل الكويت ومن خارجها وفي الفضائيات العربية والأجنبية إلى جانب الأحاديث المتداولة بين الأهل والأصدقاء ولا يعرف هذا الجيل الواعد عن ماذا يتحدثون وما مناسبة هذه الذكرى التي يتحدثون عنها . إن علينا يا أحبائي أن نعي الدرس جيداً الذي لا يزال البعض من الذين عايشوا أحداثه وذاقوا مرارة فقدان وطن وتشرد الأهل والأصدقاء وفي يوم وليلة يصبح أكثر من مليون إنسان عاش على هذه الأرض الطيبة مواطنوها والمقيمون فيها في خارج هذا البلد المعطاء . إننا في هذه المناسبة نحيي أهل الكويت الأوفياء ومعهم أيضاً المقيمين المخلصين في هذا البلد بالدفاع عن بلدنا الغالي بالتضحية بالغالي والنفيس وبالشهداء والأسرى سواء من بقي في الكويت صامداً يدافع عن أرض بلده أو الذين غادروها في ظروف خارجة عن إرادتهم وأخذوا يدافعون عنها بأنه لا بديل عن الشرعية شرعية حكم آل الصباح الكرام وإبقاء الهوية الكويتية بالانتماء إلى بلده الكويت حاملاً جنسيتها وجواز سفرها ومفتخراً بعلمها الوطني الخفاق الذي ظل يرفرف عالياً على سفارات الكويت في الخارج حتى في أثناء الغزو الغاشم . وعلينا يا أحبائي الكويتيين ألا ننشغل بالعيش الرغيد وبالنعمة التي أنعمها الله سبحانه وتعالى علينا وضعوا نصب أعينكم وأنظاركم أن الكويت كانت محظوظة من الظروف الدولية والتوازنات العالمية التي كانت في صالحنا في ذلك الوقت وهذه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى . وأما الآن يا أحبائي الكويتيين فقد تغيرت الظروف تغيراً كاملاً في هذا العالم عالم الحروب والاقتتال والمفارقات العجيبة بين مختلف دول العالم فزماننا الذي عشناه في شهور الغزو الغاشم ليس مثل زماننا الحالي الذي نعيش فيه . فاحمدوا الله أن بلدنا عاد إلينا محرراً ونحن نعيش الآن في كنفه بالأمن والأمان والسلام .آخر الكلام : رسالة محبة من مواطن كويتي يحب الكويت مثل ما تحبونها أبعثها لأحبائي الكويتيين في هذه الذكرى المؤلمة الحزينة بأن نحافظ على وطننا الغالي ونشد من أزره بالتواصل والتكاتف والمحبة والإخاء وأن نكون على قلب واحد رجالاً ونساء وشبابا وشابات ضد كل من يحاول أن يسيء إلى بلدنا الكويت ويحسدها وينكر عليها نعمتها أيا من كان علينا أن نتقبل ذلك بسعة صدوركم الواسعة وإيمانكم بالله سبحانه وتعالى الذي يمهل ولا يهمل ولا تحملون في قلوبكم أي ضغينة لأحد بل ردوا الإحسان بالإحسان وعيشوا حياتكم عيشة رغيدة هانئة بأمن وأمان وسلام في وطننا الغالي تحت القيادة الحكيمة التي يديرها بحكمته المعهودة أمير البلاد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبمعيته ولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما . وبالتواصل والشد على أيدينا بعضنا البعض الشعب الكويتي الوفي لفت أنظار العالم وإعجابه بتكاتفنا وتواصلنا في السراء والضراء . ولقد أثبتت محنة الغزو العراقي الغاشم هذه الملحمة الوطنية الصادقة من خلال المؤتمر الشعبي الذي انعقد في جدة في المملكة العربية السعودية الشقيقة في أثناء الاحتلال والذي جمع بين أطياف المجتمع الكويتي من أهل الكويت موحدين ومتآزرين من أجل الكويت . لذلك علينا أن نحافظ على وحدتنا الوطنية وحسنا الوطني وألا تمر هذه الذكرى المؤلمة مروراً عابراً بل يجب أن نؤكد على وحدتنا من أجل أمنا الكويت وألا تلهينا مشاغل الدنيا وزخرفتها وحلاوتها وتنسينا أو نتناسى الخميس الأسود الموافق الثاني من شهر أغسطس عام 1990 والذي هذا السواد الأعظم يتراءى أمام أعيننا وناظرينا وأفكارنا ولا يفارق مخيلتنا على مدى الحياة . وسلامتكم .بدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com
مشاركة :