حزب صالح يتهم السفير الأميركي بزرع الفتنة مع الحوثيين

  • 8/2/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اتهم حزب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، بمحاولة زرع الفتنة بينه وبين حلفائه الحوثيين. فبعد أقل من 24 ساعة على التصريحات التي أدلى بها تولر وقال فيها إنه رصد «إشارات إيجابية» من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، تجاه المبادرة الأممية الخاصة بميناء الحديدة، نفى الحزب هذه الأنباء، وقال إن الهدف من تصريحات السفير الأميركي هو «الدس لإثارة البلبلة» داخل تحالف الحزب مع جماعة الحوثي المسلحة التي ترفض خُطة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد. ونقل الموقع الرسمي للحزب (المؤتمر نت) عن مصدر في الحزب قوله إن «الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام هو المخوّل بتمثيل المؤتمر في الداخل والخارج والتحدّث باسمه وفقا للنظام الداخلي للمؤتمر، وليس لأحد آخر حق تمثيل المؤتمر أو التحدّث باسمه إلا بتفويض من قيادة المؤتمر». وكان السفير تولر قال، خلال مؤتمر صحافي الأحد، إن حزب علي عبد الله صالح أبدى موافقة ضمنية على خطة ولد الشيخ بشأن الانسحاب من الحديدة، لافتا إلى أن الحوثيين ما زالت لديهم «ملاحظات»، وهم الذين يعرقلون الحل. بدوره، علق المتحدث باسم الحكومة اليمنية الشرعية راجح بادي، على رد حزب صالح، قائلا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «تابعنا للأسف رد المؤتمر الشعبي العام على تصريحات السفير الأميركي بخصوص تلقيه إشارات إيجابية من المؤتمر الشعبي حول مبادرة الحديدة، وبعد أقل من 24 ساعة على تلك التصريحات خرج نفي رسمي من الحزب واتهم السفير الأميركي أنه يسعى لزرع الفتنة والشقاق بين تحالف الحوثي صالح». وسخر بادي، من جهة أخرى، من الدعوة التي أطلقها الحوثيون لإعلان هدنة خلال موسم الحج، قائلا: «الحوثيون يدعون إلى هدنة أثناء موسم الحج وهم يطلقون الصواريخ على مشعر المسلمين المقدس مكة المكرمة، كيف نصدق مثل هذه الدعوات (...) هي محاولة لجر التحالف والسعودية لموضوع تسييس الحج، وأعتقد أن الدعوة لا تستحق حتى أن يلتفت لها». ولفت بادي إلى أن مثل هذه الأفعال تكتيك دأب عليه الحوثيون وصالح طيلة الفترة الماضية، مشيرا إلى أن صالح هو الآخر دعا قبل أسبوعين إلى مصالحة وطنية وفي الوقت نفسه أرسل تعزيزات عسكرية لكل الجبهات ومحاصرة محافظة تعز. وتابع: «كيف يدعو الحوثيون إلى هدنة أثناء موسم الحج وهم يطلقون الصواريخ على مكة المكرمة؟ وكيف نصدق مثل هذه الدعوات؟». وأوضح بادي أن الجميع بانتظار ما يحمله المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال جولته المرتقبة للمنطقة، وقال: «ننتظر جميعا ما يحمله المبعوث الأممي لليمن في جولته المرتقبة. ليست لدينا معلومات حول موعدها، لكنها قريبة». وحول ما إذا كانت هناك استعدادات لتحرير الحديدة من قبضة الانقلابيين بعد تحرير معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي في تعز، أكد بادي أن الحكومة اليمنية الشرعية تسعى ليس لتحرير الحديدة فقط بل لتحرير كل اليمن وإعادة الشرعية، وأردف: «هذا هو الهدف الأساسي والرئيسي للشرعية والتحالف؛ تحرير كل اليمن وموانئه وعاصمته السياسية والتاريخية». وأسهب المتحدث باسم الحكومة الشرعية في توضيح استراتيجية الانقلابيين في التعاطي مع المبادرات الأممية لحل الأزمة اليمنية بقوله «كل الجهود السياسية تصطدم بتعنت وصلف تحالف الحوثي صالح، وكل الأفكار الجديدة التي يأتي بها المبعوث الأممي للمنطقة تقابل مباشرة برفض الحوثي صالح». وأوضح بادي أن تحالف الحوثي صالح كان ينهج في الماضي استراتيجية تقضي بالترحيب والموافقة على أي أفكار جديدة يأتي بها المبعوث الأممي وفي الأخير يصلون إلى مرحلة الرفض والانقلاب التام على كل الوعود. ودلّل على ذلك بمشاورات الكويت «التي قطعنا فيها أياما طويلة حتى توصلنا إلى مشروع تسوية وقع عليه وفد الحكومة الشرعية، وفي آخر لحظة تراجع وفد الحوثي وصالح وانتهت المشاورات رغم أن هذا الوفد كان قد وقع على المشروع». وتطرق بادي إلى «الحدث الثاني» عندما التقى وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري في مسقط مع وفد الحوثي صالح، وتوصلوا إلى ما سمي حينها «خطة كيري»، لكن بعد أقل من 48 ساعة على ذلك، أعلنوا تشكيل ما سمي حكومة صنعاء، وأعلنوا رفضهم لكل المبادرات. واعتبر بادي أن حلف الحوثي وصالح بات الآن ينتهج تكتيكا جديدا يتمثل في «الإعلان مباشرة عن رفض أفكار المبعوث الأممي، ووصل بهم الحال حتى رفض مقابلته، وكلنا يتذكر حادثة إطلاق النار التي تعرض لها إسماعيل ولد الشيخ أحمد في صنعاء وموكبه، وهكذا تنتهي كل الجهود». وخلص راجح بادي إلى أن المجتمع الدولي والشرعية اليمنية أمام ميليشيات مسلحة وتحالف لا يفهم سوى لغة السلاح والقوة، مبينا أنه منذ أن أُنشئت الميليشيات الحوثية وهي لا تؤمن إلا بلغة السلاح والقوة للأسف رغم أعداد المدنيين الذين يسقطون في اليمن.

مشاركة :