تعرض المراهقين للعنف يدفعهم إلى تناول الوجبات الغذائية والمشروبات غير الصحية، ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة المفرطة.العرب [نُشر في 2017/08/03، العدد: 10711، ص(21)]الصرامة المفرطة تؤدي إلى نتائج عكسية واشنطن - أفادت دراسة أميركية حديثة بأن تعرض المراهقين للعنف دفعهم إلى تناول الأطعمة والمشروبات غير الصحية، وجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة المفرطة. وللوصول إلى نتائج الدراسة قام الباحثون بجامعة ديوك الأميركية بمتابعة 651 من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما فى الأحياء منخفضة الدخل بولايتي كارولينا الشمالية وكاليفورنيا لمدة 30 يوما. ولتقييم التعرض للعنف سئل المشاركين عما إذا كانوا قد شاركوا في مواجهات عنيفة وعراك جسدي في المنزل أو المدرسة أو الحي أو في مكان آخر. كما أبلغ المراهقون عن نوعية الوجبات الغذائية والمشروبات التي تناولوها في الأيام التي تعرضوا خلالها للعنف، وعدم استهلاكهم للفاكهة والخضروات وعدم ممارسة النشاط البدني. وتشمل خيارات النظام الغذائي غير الصحي زيادة استهلاك المشروبات التي تحتوي على الصودا كالمشروبات الغازية، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل الوجبات السريعة. ووجد الباحثون أن الأيام التي تعرض فيها المشاركون للعنف زاد فيها استهلالكم للمشروبات التي تحتوي على الصودا، وانخفض تناولهم للفواكه والخضروات، كما أعرضوا عن ممارسة الأنشطة البدنية، وكان ذلك مؤشرا قويا على زيادة الوزن في مرحلة المراهقة المبكرة. وكانت دراسات سابقة كشفت أن الأطفال الذين يتعرضون للمضايقات والبلطجة والعنف من زملائهم في الدراسة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وإدمان التبغ والمخدرات والخمر في مرحلة المراهقة. وأضافت أن تعرض الأطفال للتجارب السلبية في مرحلة الطفولة، مثل العنف الأسري أو تعاطي الوالدين للمخدرات، يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر إصابتهم بالربو وبأمراض القلب والسكري عند الكبر. كما أشارت الكثير من الدراسات إلى خطر الصرامة المفرطة واستخدام العنف في تربية الأطفال، حيث يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية وآثار سلبية على شخصية الطفل وسلوكه وتواصله مع محيطه وقد يبقى معه هذا السلوك في المراحل اللاحقة من حياته ويستخدم العنف مع أطفاله في ما بعد. وأكد مدير معهد الطب النفسي بمستشفى هامبورغ الجامعي في ألمانيا ميشائيل شولته ماركفورت أن المناخ الأسري السيء ينطوي على عوامل خطيرة كثيرة بالنسبة للأطفال تنذر بسلوكيات نفسية غير عادية وأن ذلك ينعكس على التطورات العدوانية لهم أكثر مما ينعكس على الاضطرابات. وقال “إذا تعرض الأطفال للعنف داخل الأسرة فإنهم يصبحون أكثر لجوءا إلى استخدام القوة مع أبنائهم في ما بعد، فالأطفال الذين يُضرَبون يصبحون آباء مستخدمين للضرب، وهذه معادلة نفسية، والاستثناء يؤكد القاعدة”. وأظهرت دراسة حديثة أن التربية الصارمة لا تؤدي حتما إلى أداء جيد في الدراسة، بل في الغالب إلى الفشل الدراسي. وتوصل باحثون في دورية “تشايلد ديفيلوبمنت” الأميركية إلى أن المراهقين الذين تمت تربيتهم على نحو صارم يجنحون بشكل أكبر إلى أصدقائهم بدلا من آبائهم. ويفضل هؤلاء المراهقون قضاء وقت مع أصدقائهم بدلا من أداء فروضهم المنزلية أو يفضلون انتهاك القواعد للاحتفاظ بالأصدقاء. وعرّفت الدراسة “التربية الصارمة” بالتربية القائمة على الزجر والضرب والتهديد بعقوبات لفظية أو بدنية.
مشاركة :