«السيرك السياسي مسرح دبلوماسي… في السيرك السياسي فيه لحظة حقيقة والباقي سياسي»، بهذه الأغنية ذات الإيقاع الراقص والجو الهزلي الساخر يبدأ عرض «السيرك السياسي» لهشام جابر، على مسرح مهرجانات بيت الدين في لبنان. والعرض هو الثاني لهشام جابر ومجموعة «مترو المدينة»، بعد «بار فاروق»، الذي يقدم في بيت الدين بإنتاج خاص من لجنة المهرجانات التي قررت دعم المواهب الشابة اللبنانية والخوض معها في التجريب المسرحي. لكن الانبهار الذي تركه عرض «بار فاروق» العام الماضي في نفوس المشاهدين والبهجة التي طغت على المسرح وامتدت إلى أجساد الجمهور الذي ترك مقاعده ليرقص ويغني مع أبطال المسرحية، اختفيا ليلة البارحة ليحل محلهما ترقب وأسئلة وكوميديا سوداء تفضح الواقع السياسي. فكرة «السيرك السياسي» مستوحاة مما يدور على الساحة السياسية في العالم وخصوصا في لبنان، ومقارنته بما يدور في خيمة السيرك الذي وجد ليسلي الناس ويضحكهم. وعلى مدى ساعتين عمل العرض على توصيف «الفوضى السياسية»، التي تخرج عن السيطرة على الأرض ليحولها إلى استعراض مليء بالفانتازيا والتجريب والألوان والسحر والخدع والغناء والموسيقى البديعة والحركات البهلوانية والأزياء المشغولة بعناية وفن. تدور الأحداث حول مهرجان انتخابي في بلد خرافي اسمه «خربة الأحلام»، كما يقول الراوي الذي يقوم بدوره هشام جابر. ورغم التنويه قبل بداية العرض أن هذا البلد قد يكون لبنان أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو أي بلد عربي أو أجنبي، فإن الإسقاطات والغمزات واللعب على الكلام الذي برع فيه جابر من خلال النص، هي أقرب إلى الحياة السياسية في معظم الدول العربية. وقد ساعدت الأغاني التي كتبها جابر أيضا وشارك في تلحينها مع الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يشارك أيضا في التمثيل على خشبة المسرح قائدا للفرقة الموسيقية ضمن السيرك على التأكيد على هذه الإسقاطات. فالألحان أقرب إلى الهوارة والزفة والأغاني الجبلية اللبنانية، ومنها ما هو أقرب إلى اللحن المصري وأخرى مستوحاة من المقامات الشامية. إنه مهرجان بكل ما للكلمة من معنى أو كما يقال بالمصرية العامية «مولد»، بالفوضى المقصودة على المسرح والسينوغرافيا الموظفة بشكل ملائم مع الإخراج والأقنعة والحيوية التي ينقلها 60 فنانا لبنانيا وأجنبيا على الخشبة. وأجمل ما فيه منظمة المهرجان الانتخابي «اللهلوبة»، وتؤدي دورها الممثلة ياسمينة فايد، إذ تتنقل بصوتها وأدائها بسلاسة بين أدوار الإغراء والجدية والهزلية والكوميدية. وقالت ماجدة (45 سنة)، بعد المشاهدة، «إنه عرض جميل لكنه طويل، يذكرني بعروض زمان التي تنتقد الواقع بضحكة وإبداع». ويكمل «السيرك السياسي»، عرضه اليوم الخميس وغداً الجمعة في بيت الدين.أخبار ذات صلةأنجلينا جولي منزعجة من رد فعل الجمهور على مشهد مرتجلوفاة الممثل التونسي سليم محفوظ عن 75 عامامحمد خروب يكتب: «عِنب» الخليل و«حرمها» أو.. الهستيريا الصهيوأمريكية!
مشاركة :