دعا ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف البرلمان العراقي أمس الى انتخاب رئيس له في جلسته الثانية المقررة اليوم، معتبراً أن الاخفاق في ذلك يعرض العراق لمخاطر الانزلاق "في حالة من الفوضى". وقال ملادينوف بحسب ما نقل عنه بيان "أدعو جميع البرلمانيين لحضور الجلسة القادمة لمجلس النواب"، مضيفا انه "بينما تسعى الكتل السياسية نحو الاتفاق على الشخصيات الرئيسية، فان الخطوة الاولى هي انتخاب رئيس جديد للبرلمان خلال جلسته المقررة غداً (اليوم)". واعتبر في البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أن "الاخفاق في المضي قدما في انتخاب رئيس جديد للبرلمان ورئيس جديد للدولة وحكومة جديدة يعرض البلد لمخاطر الانزلاق في حالة من الفوضى"، مشدداً على أن الوقت الحالي "ليس وقت تبادل الاتهامات". ومن المقرر ان يعقد البرلمان العراقي اليوم الاحد جلسته الثانية اثر فشله في الجلسة الاولى في انتخاب رئيس له بحسب ما ينص الدستور وسط استمرار غياب التوفقات السياسية حول الرئاسات الثلاث، وخصوصا رئاسة الوزراء. ويظلل تمسك رئيس الحكومة نوري المالكي بمنصبه المشهد السياسي، بعدما اكد انه لن يتنازل "ابدا" عن السعي للبقاء على راس الحكومة لولاية ثالثة، على الرغم من الانتقادات الداخلية والخارجية له والاتهامات الموجهة اليه باحتكار الحكم وتهميش السنة. ميدانياً صدت القوات العراقية هجوما كبيرا لمسلحين متطرفين استهدف مدينة حديثة في غرب البلاد، وشنت في موازاة ذلك عملية عسكرية بهدف استعادة السيطرة على مناطق في شرق العراق، بحسب ما أفادت أمس مصادر امنية وكالة فرانس برس. وقال ضابط رفيع المستوى في الشرطة ان "مسلحين من داعش (الدولة الاسلامية) شنوا هجوما كبيرا على حديثة (210 كلم شمال غرب بغداد) عند الساعة الثالثة فجراً واستمر حتى الساعة 11،00(08,00 تغ)". وأضاف ان "الهجوم اسفر عن مقتل 13 من عناصر داعش واعتقال 31 بعد اصابتهم بجروح، واحراق 11 من سياراتهم" ، كما قتل بحسب المصدر ذاته "أربعة من عناصر الشرطة وأصيب 11 آخرون بجروح". وتعتبر حديثة احدى اهم المدن في محافظة الانبار الغربية اذ تضم اكبر محطات الكهرباء واكبر سد للمياه ومصفاة للنفط، وقد تعرضت على مدى الشهر الماضي لعدة محاولات لاقتحامها من قبل مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" وتنظيمات متطرفة أخرى. وفي شرق العراق، قالت مصادر أمنية ان "قوة من الجيش والشرطة وباسناد متطوعين شنوا عملية عسكرية لاسترجاع المناطق التي خرجت عن سيطرتهم في شمال المقدادية" الواقعة الى الشمال من مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد). وكان مسلحون فرضوا سيطرتهم على بعض نقاط المراقبة التابعة للجيش في مناطق الهارونية والصدور وقرية نوفل وجميعها تقع شمال المقدادية بعد انسحاب عناصر الجيش منها. وأضافت المصادر أن "هذه المناطق تعرضت لهجمات متكررة وهي تشكل الحد الفاصل بين المناطق التي يفرض عناصر داعش سيطرتهم عليها والمناطق التي يتواجد عناصر الجيش فيها". في موازاة ذلك، أعلن عقيد في الشرطة ان مسلحين مجهولين اختطفوا مساء الجمعة مدير مفوضية ديالى عامر لطيف ال يحيى وقتلوه بعد ساعات.
مشاركة :