جمال الشكل أم جمال الروح؟!

  • 8/4/2017
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

قد يكون البحث عن الجمال حاجة لدى البعض وحلماً عند الآخرين. وقد لا يلتفت إليه البعض أيضاً. ولكن في جميع تلك الحالات البشرية لا نستطيع إنكار دخول عالم الجمال والتجميل حياتنا وأولويات تفكير واحتياجات البعض منّا، حيث كان دخوله على استحياء وبهدف طبي بحت، ولكن سرعان ما تحوّل إلى «موضة» تطلبه النساء وتبحث عنه، مما أعطى فرصة لمراكز التجميل لدخول ميدان الاحتياجات البشرية لتخوض في قانون العرض والطلب، فأصبح له منابر ومؤيدون وتصدّر المواقع التسويقية في الشبكات الإلكترونية. إنّ طبيعة المرأة وسيكولوجيتها تدفعانها للبحث عن الجمال وعن كل ما يزيدها بهاءً وجاذبيةً، ولكن ما يدفعنا للاستغراب هو ما نراه اليوم من بعض الفتيات اللاتي يتسابقن نحو عمليات التجميل في أعمارٍ مبكرة في وقت يكون فيه جمالها الذي أعطاها الله إياه ما زال في مرحلة النضوج. وكأنما تسعى لتسريع ما قد يأتيها لاحقاً لو صبرت عليه! خلال العصور السابقة تفاوتت معايير الجمال لدى المرأة، فما كان جميلاً في مرحلة ما هو أضحوكة لزمانٍ آخر، ومعايير جمال اليوم ليست كمعايير جمال الأمس، وما نراه اليوم من تدخلات بشرية على المشهد الأنثوي سيصبح غريباً ومستهجناً على نساء المستقبل، فمعايير الجمال لم يحددها فلاسفة الجمال، وعجز عن الاتفاق عليها الشعراء، فالبشر اختلفوا على ما هو الجمال المنشود! فالعيون رغم تشابه طبيعتها الفسيولوجية فإنّ لكل زمان جمالاً تفرضه البيئة قبل البشر. ولأن الله جميلٌ يحب الجمال فقد خلق كل شيء جميلاً في هذا الكون بمن فيه الإنسان. ولا يمكن تصوّر وجود إنسانٍ لا يملك جمالاً، ولكنهُ يكون على درجات متفاوتة ومتبايناً من شخص إلى آخر. فمنهم من تكون درجة جمال شكله عالية، وهناك من يتسم عقله وفكره بقوة التفكير والحكمة في التصرف، وهناك من تكون روحه رقيقة ومرحة. إن رحلة البحث عن الجمال لا بد أن يرافقها بعضٌ من جمال النفس والروح، فلا معنى للجمال الخارجي من دون الداخلي. فالجمال موجودٌ في أعماق كل إنسان، فالجمال فنٌ. وكم هو جميل أن نهتم بجمالنا الخارجي، ولكن الأجمل أن نهتم أكثر بجمال شخصيتنا وذاتنا وروحنا النقيّة التي تسمو على كل ما يخدش نقاءها. وبقاؤها خالد…. فالورد كان وما زال جميلاً رغم عدم تبديل ثوبه! د. عبد الفتاح ناجي abdelfttahnaji@yahoo.com

مشاركة :