دخل ناصر اليعقوبي عالم السينما من أوسع أبوابه، وقدم أعمالاً من صميم المجتمع الإماراتي، حظيت بمشاهدة جماهيرية، وتم الاحتفاء بها على منصّات التتويج. برز اليعقوبي في عالم السينما التسجيلية، وفي جعبته الآن ستة أفلام، عكست طموحه الدؤوب، لتعزيز مكانة السينما الإماراتية عند عرضها في المهرجانات والمنتديات التي شارك فيها، خطر له أنها تمثل سوقاً لترويج أعماله، مثل مهرجان الخليج، الذي نظمته الإمارات، ومثله مهرجان الجزائر ومصر، ومهرجان غازان في روسيا. جاهزية يؤكد ناصر اليعقوبي أن «جميع أعماله السينمائية عبارة عن رسالة وطنية بامتياز، وتنطلق من صميم العادات والتقاليد والهوية الوطنية»، مشيراً إلى جاهزيته للمضي قدماً في تحقيق إنجازات في عالم السينما الوطنية، ويشرح أكثر أن «تلك الجاهزية تتمثل في الخبرات المهنية التي حصدها من ممارسة العمل في مجال السينما لبضع سنوات، علاوة على امتلاكه استديو في رأس الخيمة مجهزاً بكل ما يتطلبه التصوير السينمائي من الآلات والتقنية العصرية، وأن بعض أعماله اقتضت التصوير في دول خارجية، مثل مصر والهند». ويقول ناصر اليعقوبي: «بدايتي كانت بالصعود إلى خشبة المسرح في رأس الخيمة مشاركاً بالتمثيل في أعمال مسرحية عام 1985، ومن ثم انطلقت بخُطى ثابتة في مجال العمل السينمائي، مستفيداً من اهتمام الدولة بمسابقات أفلام الفيديو، وكنت ضمن الجيل الثاني من مخرجي السينما المشاركين في تلك المسابقات، وأذكر منهم: وليد الشحي، هاني الشيباني، ياسر القرقاوي، عمر إبراهيم، عبدالله حسن وأحمد زين». من وجهة نظر المنتج والمخرج اليعقوبي، أن «مسابقات أفلام الفيديو شكلت شرارة للانطلاق بخُطى واثقة في مجال الإخراج السينمائي، وتحقيق المزيد من الإنجازات، التي تمثلت في تنفيذه 25 فيلماً سينمائياً تمثيلاً وإخراجاً». وقبل أن يتأبط اليعقوبي كاميرا السينما اتجه لدراسة التصوير والإخراج في معهد متخصص في جمهورية مصر العربية، فكان ذلك عاملاً مهماً له، لصقل هوايته وتطوير مهاراته الفنية، خصوصاً في عالم السينما، وأثناء ذلك تعززت في نفسه قناعة مفادها بأن السينما الإماراتية ينبغي أن تكون أداة موجهة لخدمة الوطن. قائلاً في هذا الخصوص: «بالطبع من أجل ذلك أمسكت بكاميرا التصوير السينمائي، ولا أرى غضاضة في ذلك، فالأعمال السينمائية في كل بلاد الدنيا، خصوصاً في مصر والهند وأميركا، نجدها تنطلق من تلك القناعة، أي الحرص على الاستفادة منها في طرح هموم الوطن والمجتمع». ويتابع قائلاً: «من حسن حظ السينمائيين أن دولتنا مهتمة بتمكين السينما من لعب دور ثقافي ومجتمعي مؤثر، من خلال تحفيز القائمين عليها ومساعدتهم على تطوير قدراتهم، من خلال المهرجانات التي يتم تنظيمها بين الفينة والأخرى، مثل: الخليج السينمائي، ودبي الدولي، وأبوظبي الدولي، إضافة إلى مهرجان الطفل السينمائي». وبالنسبة لليعقوبي، فقد شكلت تلك المهرجانات محطة مهمة لتقديم أول أفلامه الوثائقية، وكان بعنوان «القرار»، ويتحدث في مضمونه عن احتلال جزر الإمارات، كما أخرج فيلماً آخر بعنوان «حنين»، الذي يحكي عن الوافدين الذين عاشوا فترة طويلة من حياتهم في الإمارات، ثم عادوا إلى بلادهم بصورة نهائية، وأثناء تجميع المادة السينمائية سافر إلى الهند، حيث قابل مجموعة منهم تحدثوا بحنين، وأحياناً بالدموع عن ذكرياتهم في الفترة التي قضوها في المجتمع وعلى أرض الإمارات. ونظراً لأن اليعقوبي أصلاً يعمل موظفاً في قطاع الشرطة، فقد حرص على تسليط كشافات آلة التصوير السينمائي على بعض القضايا المجتمعية، التي في صدارة الاهتمام، من قبيل المخدرات والتسوّل والحوادث المرورية، فصنع منها «اسكتشات»، أي أفلاماً قصيرة تم عرضها، أخيراً، على جمهور المجالس الرمضانية. ويقول: «في مرات عدة أجد نفسي مشدوداً لما يدور من القضايا في كل مكان، بغية الاستفادة منها في إنتاج أعمال سينمائية قصيرة، تسهم في دفع جهود توعية المجتمع، وحماية الوطن من الأخطار المحتملة لتلك القضايا، وقد أثمرت جهوده في إنتاج مجموعة الأعمال، التي وجدت عند عرضها قبولاً من الشرطة والجمهور، وبعض أعماله السينمائية تم تصويرها في دول خارجية مثل مصر والهند».
مشاركة :