بعد ثلاث سنوات على الابادة.. جراح الايزيديين ما زالت مفتوحة

  • 8/4/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ثلاث سنوات على الابادة.. جراح الايزيديين ما زالت مفتوحة أحيى الايزيديون في العراق يوم الخميس ذكرى الهجوم الذي شنه ضدهم تنظيم الدولة الإسلامية قبل ثلاث سنوات والذي وصفته الأمم المتحدة بأنه إبادة جماعية لكن محنتهم ما زالت مستمرة رغم طرد المتشددين الإسلاميين من أراضيهم. وطرد المتشددون من آخر معقل لهم في أراضي الايزيديين في شمال العراق في مايو أيار الماضي لكن أغلبهم لم يعد بعد إلى القرى التي فر منها عندما اجتاح التنظيم المتشدد سنجار في صيف عام 2014 فقتل وأسر الآلاف بسبب عقيدتهم. وما زال تنظيم الدولة الإسلامية يحتجز نحو ثلاثة آلاف امرأة وطفل من اليزيديين في حين تتنافس فصائل مسلحة متناحرة ورعاتها في المنطقة على السيطرة على سنجار. كما أن تحقيق العدالة في الجرائم التي تعرض لها الايزيديون ومنها الاستعباد الجنسي ما زال بعيد المنال. وقال رجل في الاحتفال الذي حضره ألوف الايزيديين يتقدمهم رئيس البلدية وعدد من كبار الشخصيات المحلية عند معبد في سفح الجبل في سنجار “جراح اليزيديين ما زالت تنزف”. وأضاف “الحكومة العراقية والكورد يتشاحنون على سنجار ونحن ندفع الثمن”. وقالت لجنة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة يوم الخميس إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يرتكب إبادة جماعية بحق الأقلية الايزيدية في العراق وإن العالم ما زال متقاعسا عن القيام بواجبه في معاقبة المجرمين. وأضافت اللجنة في بيان “الإبادة الجماعية مستمرة ولم يتم التصدي لها إلى حد بعيد رغم التزام الدول… بمنع الجريمة ومعاقبة المجرمين”. وقتل مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية ألوف الأسرى من الرجال أثناء هجومهم على الايزيديين وهم طائفة تضم عقيدتهم عناصر من العديد من الأديان القديمة في الشرق الأوسط. ويعتبر تنظيم الدولة الإسلامية الايزيديين من عبدة الشيطان. ونشرت صور الايزيديين الفارين وقد تناثروا على الجبل تحت حرارة الشمس الحارقة في مختلف أنحاء العالم مما دفع الولايات المتحدة لتوجيه أولى ضرباتها الجوية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وأكدت دراسة وثقت عدد الايزيديين المتضررين، ويمكن اعتبارها دليلا في أي محاكمة بتهمة الإبادة الجماعية، أن 9900 ايزيدي عراقي على الأقل قتلوا أو أسروا خلال أيام من بدء هجوم تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014. وأفادت الدراسة التي نشرت في دورية بي.ال.أو.اس الطبية أن 3100 يزيدي قتلوا -أكثر من نصفهم بالرصاص أو بقطع الرأس أو الحرق أحياء- ونحو 6800 خطفوا لاستغلالهم في الاستعباد الجنسي أو استخدامهم كمقاتلين. وقالت الأمم المتحدة إن هناك تقارير تفيد بأن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاولون الفرار من هجوم تقوده الولايات المتحدة على معقلهم في الرقة بسوريا يبيعون النساء والفتيات الخاضعات للاسترقاق. * النزاع على سنجار وتتنافس القوات التي طردت تنظيم الدولة الإسلامية من سنجار حاليا على السيطرة علي المنطقة القريبة من الحدود العراقية مع سوريا وتركيا. وسيطرت قوات البيشمركة الكوردية على نحو نصف سنجار في عام 2015 وضمتها فعليا إلى المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي التي يأملون في تحويلها إلى دولة كوردية مستقلة. ومن المقرر إجراء استفتاء على الاستقلال في سبتمبر أيلول لكن الحكومة في بغداد تعارض ذلك. كما سيطرت قوات أمن أغلبها من الشيعة بعضها مدعوم من إيران على بقية أراضي الايزيديين في مايو أيار لتصبح على بعد بضعة أمتار من المنطقة التي يسيطر عليها الكورد. وحصل حزب العمال الكوردستاني المحظور على موطئ قدم كذلك في سنجار واشتبك مع البيشمركة في وقت سابق هذا العام. وتسبب وجوده في المنطقة في جعلها هدفا لتركيا التي تخوض حربا ضد مسلحي الحزب على أراضيها منذ ثلاثة عقود. وقال الجنرال أشتي كوجير قائد الشرطة الكوردية المحلية المعروفة باسم الأسايش “الناس خائفون من العودة” وأضاف “منطقة (سنجار) أصبحت منطقة حرب”. وقال كوجير ومسؤول محلي آخر إن المناخ السياسي يمنع المنظمات الدولية من العمل على إعادة إعمار وإعادة تأهيل سنجار مما يعزز مخاوف الايزيديين من العودة. فالمياه تنقل بالشاحنات والكهرباء تأتي من مولدات خاصة والمدارس مغلقة واقرب مستشفى في دهوك على مسافة تقطع بالسيارة في نحو ثلاث ساعات. وقال جلال خلف مدير مكتب رئيس بلدية سنجار “نقص الخدمات والمشكلات السياسية تمنع الأسر من العودة”. سراب/12

مشاركة :