منى الحمودي (أبوظبي) أكد الدكتور أحمد الألمعي استشاري ورئيس قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في مدينة الشيخ خليفة الطبية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» أن لعبة «الحوت الأزرق» وغيرها من الألعاب المشابهة لها لا تزال تحصد أرواح المراهقين حول دول العالم. وقال: «للأسف الشديد، مع الاهتمام الواسع من قبل السلطات في كل الدول لا يزال مثل هذه الألعاب متاحاً على الإنترنت بل ومجانا، ومن السهل الوصول إليها والمشاركة في التحدي الذي يصل إلى الانتحار، لذلك لابد من الحذر حتى لا يكون شبابنا عرضة لهذه الألعاب الغامضة». ولفت إلى أن السلطات الكويتية تحقق مؤخراً في ثلاث حالات انتحار في أقل من شهر يعتقد أنها مرتبطة بلعبة «تحدي الحوت الأزرق»، لافتاً إلى أن الكثير من الألعاب الإلكترونية لها أهداف ترفيهية وتدر على مخترعيها والشركات المنتجة لها مليارات الدولارات سنويا، وكثير من هذه الألعاب تهدر الوقت والمال، وليس لها هدف سوى ذلك، ويجب أخذ الحذر من بعض الألعاب التي تسبب الإدمان النفسي وتؤثر على عمل الدماغ والتركيز عند الأطفال الصغار خاصة. وأشار إلى أن هناك قلة من الألعاب الإلكترونية يمكن أن تكون لها فوائد معرفية مثل تنشيط الذاكرة وزيادة الانتباه، إذا ما اسُتعملت باعتدال ولا ينصح باستخدام الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية لمن هم تحت سن الثلاث سنوات. وذكر أن لعبة الحوت الأزرق تغسل دماغ المراهقين، وتتحكم في عقولهم وتجعلهم يقومون بمهام معينة منها مشاهدة أفلام الرعب، أو الاستيقاظ في ساعات غريبة من الليل وغيرها، وهدف كل هذه التحديات واضح وهو تهيئة المراهق نفسياً على مراحل للإقدام على التحدي الأخير وهو الانتحار بطريقه معينة يطلبها مسؤول المجموعة، والتي تشمل طرق مثل قطع الرسغ، والقفز من سطح بناية مرتفعة، أو أمام قطار متحرك بسرعة عالية مثل ما حدث في كثير من الحالات التي شاركت في اللعبة وأقدمت على الانتحار. وأضاف الألمعي : « في نظرة إلى مخترعي مثل هذه الألعاب يتبين أنهم أشخاص يعانون أساساً من أمراض نفسية، ومنهم على سبيل المثال مخترع لعبة الحوت الأزرق وهو « فيليب بوديكين» روسي الجنسية ويبلغ من العمر 21 عاما، ومعتقل منذ نهاية العام 2016 بسبب تهم تتعلق بدفع مراهقين للانتحار من خلال هذه اللعبة».
مشاركة :