زغرب .. مدينة حديثة بملامح القرون الوسطى

  • 8/5/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: قرشي عبدونفي حين تشبه وسط أوروبا المعاصرة في المظهر والروح إلا أنها تحمل السمات المميزة للقرون التي أمضتها تحت سيطرة فيينا وبودابست لكنها تظل كرواتية الأصل بشدة. إن السياح الذين يأتون إلى عاصمة هذا البلد العضو الجديد بالاتحاد الأوروبي يجدون خيارات متنوعة من أماكن الإقامة الآخذة في الازدياد بشكل دائم، فضلاً عن العديد من المطاعم والملاهي، وفرص زيارة أكثر المعالم الثقافية الهامة لكرواتيا.ترتفع تلال مديفيدونيكا عالياً في اتجاه الشمال من المدينة التي تجلس فوق سهل مطلة على نهر السافا، وتتكون المناظر الطبيعية الخلابة لغروني غراد (البلدة العليا) من شوارع مرصوفة تختلط حابلها بنابلها، ومبان يمتد تاريخها من القرون الوسطى إلى القرن التاسع عشر.وعلى النقيض، بلدة دوني غراد (البلدة السفلى) تتبع خطة شبكة هندسية، بجانب العديد من السوح الخضراء تحيط بها مبان هنغارية نمساوية منتصبة منذ أواخر القرن التاسع عشر فصاعدا.أما رائحة القهوة فتملأ أنوف السابلة في المدينة، ففي الواقع ثقافة المقاهي في زغرب تضاهي تلك التي في فيينا، إنها ليست مكاناً لمحال إستاربكس والجالسين وراء حواسيبهم المحمولة، المقاهي في زغرب نابضة بالحياة ومفعمة بالحيوية، إنها الأماكن التي يذهب إليها الناس من أجل تجاذب أطراف الحديث وللاستمتاع بالاسبرسو، حيث يقصدونها بملابس خاصة.ويمكن للسياح في كل صباح من أيام السبت حضور شعائر «السنبلة» الزغربية، عندما يرتدون ملابسهم الأنيقة ويمشون الهوينا من مقهى إلى مقهى بشوارع ترغ بيتار و بوغوفيزفا، أما في الأمسيات الدافئة يتجه كل الناس إلى عشرات المقاه المنتشرة بشارع تيكلكيتشفه في جورني غراد، حيث شرفات المقاهي المحشورة داخل كل مساحة متاحة أمام البيوت الكلاسيكية الجديدة المطلية بألوان الباستيل، إنها تذكر المراكز التاريخية لبراغ وبودابست ولكنها بعدد قليل جداً من الحشود. ومع رحلات الطيران الزهيدة التي تصل إلى عاصمة كرواتيا، لقد بدأ السياح يكتشفون أن زغرب وجهة سياحية جذابة في حد ذاتها، وأن في هذا البلد المضياف والمحبوب الكثير، أكثر من منتجعاتها الساحلية.زغرب التاريخمن مستوطنتين جبليتين متنافستين يعود تاريخهما إلى القرون الوسطى تفتقت زغرب خلال الألفية لتصبح مدينة أوروبية حديثة مزدهرة، ويعرف أن شعوب العصور الحجرية، من الكلتيين والرومان وصولا للبقعة التي بها زغرب الحالية التي بدأت مسيرتها في القرون الوسطى، لقد بدأت الحياة في المدينة بكيانين منفصلين: كابتول وغرادتش اللتين تمثلان اليوم جورني غراد التاريخي (البلدة العليا)، مبنية حول الكاتدرائية التاريخية في المدينة، لقد كان كابتول مركزاً دينياً، بينما كان غرادتش موطناً للحرفيين والتجار. فالمجموعتان لم تتقابلا وجها لوجه. كما أن الغرباء يشيرون إلى المستوطنتين ك«زغرب» ويعني «وراء الأكمة»، على الرغم من أنهما لم تكونا متحدتين رسميا باسم مدينة زغرب حتى 1850.عندما حان وقت الازدهار، في أواخر القرن التاسع عشر والذي تميز بوصول خطوط السكك الحديدية وبناء دوني غراد (البلدة السفلى)، أنشئت شبكة دقيقة من الشوارع الواسعة والساحات الكبرى والحدائق الأنيقة التي يراها المرء في زغرب اليوم. شهدت زغرب انتفاضة في القرن العشرين، ملؤها التفاؤل، فعندما مدت كرواتيا علاقتها مع الامبراطورية النمساوية الهنغارية في 1918، وشكلتا اتحاداً جديداً مع صربيا وسلوفاكيا ومونتنيغرو، زاد عدد سكان زغرب وازدهرت المدينة.وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت كرواتيا جزءاً من يوغسلافيا، ومع ذلك استمرت زغرب في النمو جغرافيا واقتصاديا، فدائما وقفت في ظلال بلغراد، فعندما أعلنت كرواتيا استقلالها في عام 1991 استعادت زغرب بعض كبريائها المفقود وأصبحت عاصمة مرة أخرى.أبرز المعالم السياحية:** ساحة سينت مارك: كانت زغرب مقراً للبرلمان الكلاسيكي الجديد حتى القرن التاسع عشر وكذلك قصر ساحة بان، أما كاتدرائية سينت مارك عبارة عن تحفة معمارية فريدة أوقات الزيارة 24 ساعة يومياً.** متحف العلاقات الفاشلة: من متاحف زغرب الأكثر حداثة يرتاده السياح من جميع أنحاء العالم، تحكي مقتنياته العجيبة والمحببة من قصص الحب الضائعة وعلاقات الغرام الفاشلة، وفساتين الزفاف التي لم ترتد، إلى فأس استخدم في كسر أثاثات حبيب سابق.**عين زغرب: ينصح السياح الذين يودون الاستمتاع بمناظر الطبيعة الخلابة لزغرب، بما في ذلك كابتول، وغرادتش، والبلدة العليا والسفلى، التوجه إلى عين زغرب التي تقع في الطابق السادس عشر لناطحات السحاب بساحة بان جوزيب جيلاسيك، إنها من بقعة ساحرة لمشاهدة مناظر المدينة بزاوية 360 درجة والريف المحيط بالمنطقة، تذكرة واحدة تسمح بالدخول عدة مرات خلال اليوم.** منتزه ماكسيمير: يوجد في الناحية الشرقية من مركز زغرب، فوق أرض يبلغ مساحتها 316 هكتاراً، ويعود تاريخه إلى أواخر القرن الثامن عشر ويعتبر أكبر ساحة خضراء في المدينة، حيث تم إعادة تشكيل المروج وغابات أشجار البلوط في 1843 على غرار المناظر الطبيعة الانجليزية، ويشمل ذلك البحيرات الصناعية والمجاري المائية والمروج والمواقع الرومانسية، كما أن هناك حديقة حيوان صغيرة وملعب كرة قدم فذاك هو موطن دينامو زغرب والمنتخب القومي الكرواتي.

مشاركة :