إمام الحرم المكي: تسييس الشعائر لن يجلب خيراً للأمة

  • 8/5/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شدد إمام وخطيب الحرم المكي، الشيخ الدكتور صالح بن حميد، على موقف السعودية الحازم في «المنع الصارم لتحويل الحج إلى منابر سياسية تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب وأنظمة الحكم؛ مما يعني بلا شك الانحراف الخطير عن أهداف الحج وغاياته».وأكد الشيخ بن حميد في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام، أن «من ثوابت السعودية منذ أن استرعاها الله على الحرمين الشريفين - خدمة وعناية ورعاية وتشريفاً وتكريماً وتكليفاً - إبعادَ الحج عن أي تشويش على مظهر هذه الوحدة الإسلامية التي تعيشونها، أو التعكير على الغايات السامية التي تنشدونها من ذكر الله، والتزود من البر والتقوى، وأنها لا تمنع أحداً قصد هذا البيت، مهما كان موقفه السياسي أو توجهه المذهبي. ومعاذ الله أن تصد أحداً قصد البيت الحرام أو مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل هو محل الترحيب والإكرام».وأضاف، أن «من الثوابت أن المملكة لا تزايد على أداء المسلمين الفريضة أياً كانت جنسياتهم ومذاهبهم، من كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ فهي مملكة استطاعت عبر تاريخها المجيد وعبر كل المواسم أن تتعامل مع الانتماءات الإسلامية كافة، وهم جميعاً ينعمون برغد العيش وجليل الخدمة وجميل الترحاب، ومن الثوابت أيضاً أن الحج والديار المقدسة ليست ميداناً للعصبيات المذهبية، فلا دعوة إلا لله وحده، ولا شعار إلا شعار التوحيد: لبيك اللهم لبيك، فلا يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤذي مسلماً أو يروع آمناً، فهو في حرم الله المحاط بالهيبة والتعظيم الذي لا يسفك فيه دم، ولا ينفر فيه صيد، ولا يعضد فيه شجر».وأوضح الشيخ بن حميد، أن «السعودية سخّرت إمكاناتها المادية والبشرية، ورسم الخطط والبرامج لإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما، وخدمة قاصديهما، وبذل كل السبل من أجل راحتهم وأمنهم، فإن لديها الإمكانيات والكفاءات والقدرات على إدارة هذه المناسبة الإسلامية العظيمة، وتقديم أفضل الخدمات وأكملها لضيوف الرحمن من غير تمييز، وهي لا ترجو منة ولا جزاء ولا شكوراً، بل ترجو ثواب الله... ثم أداء مسؤوليتها نحو إخواننا المسلمين».وشدد على أن «هذه البلاد لا تسمح باستغلال الدين ومواسم العبادة وتجمعات المسلمين في المشاعر المقدسة لأغراض مسيسة، وصرف الأنظار إلى معاناة يعيشها من يعيشها ومشكلات واقع فيها صاحبها، فالفريضة المقدسة مبعدة ومنزهة عن كل هذه الأغراض، فتسييس الشعائر لن يجلب خيراً لأمتنا، وأحوال الأمة خير شاهد في ظروفها وخلافاتها».وقال إمام وخطيب المسجد الحرام، إن «حكومة خادم الحرمين الشريفين، ورجال دولته، وشعبه، يبذلون الغالي والنفيس في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما حجاجاً وعماراً وزواراً، قربة إلى الله وشعوراً بالمسؤولية. وبرهان ذلك ما تقر به عين كل مسلم من الأعمال والخدمات والإنجازات والتسهيلات منذ دخول الحجاج والمعتمرين إلى البلاد عبر منافذها الجوية والبرية والبحرية، مما يراه ويشاهده ضيوف الرحمن وكل قاصد لهذه الديار المقدسة ولسوف يرون المزيد والمزيد». ودعا الجميع إلى «تقدير ذلك والتفرغ للعبادة، واستغلال أوقاتهم أياماً وساعات ودقائق لينالوا فضل الحرمين الشريفين وبركتهما».وأضاف، أن «المملكة هي المؤتمنة بفضل الله على ضيوف الرحمن وخدمتهم ورعايتهم، وهي ملتزمة كذلك ومسؤولة عن اتخاذ كل التدابير الحازمة والصارمة للحفاظ على أمن البلاد، وأمن الناس، والمواطن والمقيم والعاكف، والباد والحاج والزائر والمعتمر، وأمن البلاد والمقدسات لا يسمح بأي عمل أو تصرف يعكر هذه الأجواء الإيمانية، أو يضر بالمصالح الخاصة، أو يمس احترام مشاعر المسلمين».

مشاركة :