إعداد:وائل بدر الديناستعاد الدولار الأمريكي أخيراً بعضاً من بريقه الذي فقده خلال الفترة الماضية، بينما تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات العشر سنوات إلى أدنى مستوياته منذ شهر كامل في تداولات أمس الأول، وذلك بعد أن عززت بيانات الوظائف الأمريكية من توجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية في فرض استراتيجيات نحو تطبيع إجراءاته وسياساته المالية. وحلقت الأسواق الأمريكية عند إغلاق تداولات الجمعة قرب مستويات تاريخية، بأن سجل مؤشر داو جونز الصناعي 22089.05 نقطة خلال التداولات، بعد الأداء القوي للقطاعات المالية الذي تعزز بقوة النتائج الربعية. كما أنهت الأسواق الأوروبية تداولاتها الأسبوعية عند مستويات مرتفعة، بعد أن تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي، بينما لم يرقَ مستوى أداء أسهم قطاعات الطاقة إلى الأداء العام للبورصات حول العالم على الرغم من ارتفاع أسعار النفط العالمية في تداولات الجمعة بمقدار 0.7%.في الأسواق الأمريكية، أغلق مؤشر «اس آند بي 500» القياسي تداولاته الأسبوعية بارتفاع بلغ 0.14%، وتم تداول الأسهم في البورصات الأمريكية عند مستويات مرتفعة جداً، وسجل مؤشر «دوا جونز» الصناعي ارتفاعا لليوم التاسع على التوالي، وذلك بفضل التوقعات الجيدة للاقتصاد الأمريكي وتقرير الوظائف الذي جاء إيجابياً. وفي أوروبا، أنهى مؤشر «فاينانشيال تايمز 100» البريطاني القياسي تداولاته يوم الجمعة بارتفاع أسبوعي بلغ 1.95%، وهو أكبر ارتفاع أسبوعي للمؤشر طوال العام الجاري، بفضل صعود سهم رويال بنك بمقدار 2% مخالفا التوقعات.وقد عزز هبوط اليورو مقابل الدولار الأمريكي من صعود مؤشر «يوروفيرست 300» الأوروبي في تداولات الجمعة، في أكبر صعود يومي له منذ 3 أسابيع، ليغلق تداولاته بارتفاع بلغ 1.20% على أساس أسبوعي، بدعم من أرباح القطاعات المالية وارتفاع العائد على السندات الحكومية في أوروبا.ولم يلحق مؤشر «نيكاي 225» الياباني ركب الصعود العالمي وأغلق تداولاته الأسبوعية بتراجع بلغ 0.03% نتيجة لانخفاض التفاؤل المرتبط بنتائج الشركات المدرجة في اليابان.وتركز اهتمام المستثمرين في تداولات الجمعة على الاقتصاد الأمريكي، حيث سجلت الوظائف غير الزراعية وفقاً لبيانات الوظائف ارتفاعاً ب 209 ألف الشهر الماضي، في مستوى فاق التوقعات، فيما تراجع معدل البطالة إلى 4.3 مقارنة ب 4.4% وفقاً لبيانات شهر يونيو. وارتفع متوسط الأجر الساعي بمقدار 0.3% في يوليو وفقاً لما كان متوقعاً، ليبلغ ذلك الارتفاع 2.5 على أساس سنوي، مقارنة بالتوقعات السابقة التي أشارت إلى 2.4%.وقال محللون إن تراجع معدل البطالة إضافة إلى ارتفاع الأجور يساعد الاحتياطي الفيدرالي على اتخاذ خطوات إيجابية، ربما تتضمن رفع الفائدة في ديسمبر القادم، مشيرين إلى اعتقادهم بأن تقرير الوظائف سيمكن الاحتياطي من المضي قدماً في برامجه، بيد أن المشكلة الأساسية تتمحور حسبما أشاروا إلى أن التشدد في سياسات سوق العمل ليس العامل الأوحد في ارتفاع معدل الأجور.ويمثل تقرير الوظائف الإيجابي وفقاً لمحللين حماية للدولار الأمريكي من التقلبات المستقبلية قصيرة المدى، حيث ارتفع الدولار بمقدار 0.8% مقابل سلة العملات العالمية، بينما تراجع اليور بمقدار 0.9% ليبلغ 1.1755 دولاراً، بعد أن سجل صعوداً طفيفاً تخطى به 1.19 دولار يوم الأربعاء. كما ارتفاع الدولار مقابل الين والجنيه الإسترليني، لينهي بذلك الجنيه بعضاً من المكاسب التي حققها طوال الأسبوع الماضي.وسجل العائد على السندات البريطانية ذات ال 10 سنوات ارتفاعاً أسبوعياً بمقدار 1.17% على الرغم من أنه خسر 5 نقاط أساس، فيما سجل العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات ال 10 سنوات انخفاضاً بمقدار 2.2% على أساس أسبوعي، بعد أن تركزت أنظار متداولي السوق على التعرف إلى معالم فضيحة روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية. وتراجع أيضاً العائد على السندات الحكومية الألمانية ذات ال 10 سنوات وخسر 7 نقاط أساس طوال الأسبوع، وهو أكبر تراجع يحققه العائد منذ إبريل/نيسان الماضي.وحقق سعر النفط العالمي بعض التقدم في خضم مراقبة المستثمرين لآفاقه المستقبلية المرتبطة بالإمدادات وحجم المعروض النفطي، حيث ارتفع خام برنت القياسي بمقدار 0.7% في تداولات الجمعة، إلا أنه سجل تراجعاً أسبوعياً بمقدار 0.3% ليغلق البرميل سعره عند 52.35 دولار. وقد عزز صعود الدولار الأمريكي من خسارة الذهب بعضاً من بريقه، حيث أنهى تداولاته الأسبوعية بخسارة 11 دولاراً ليبلغ سعر الأوقية 1256 دولاراً.
مشاركة :