حققت الشركات البريطانية متعددة الجنسيات أرباحاً جيدة في النصف الأول من العام الحالي، خلافاً لتوقعات بتراجع النمو في المملكة المتحدة التي تجري مفاوضات حول خروجها من الاتحاد الأوروبي.وحظيت البنوك وشركات الطاقة خصوصاً بأرباح قوية، انعكاساً للوضع في الولايات المتحدة، رغم أن ذلك يأتي نتيجة خفض التكاليف وتقلبات العملات بشكل موات أكثر من نتيجة قوة كامنة عند هذه الشركات.قال المحلل نيل ويلسون من «إيتكس كابيتال» لوكالة فرانس برس «إذا نظرتم إلى الشركات الكبيرة، فإنها تقوم بعمل جيد».وأضاف «حقق مصرفا إتش إس بي سي وستاندرد تشارترد أرباحاً جيدة، كما أن شركات النفط عادت إلى تحقيق أرباح، في حين يستعيد قطاع المناجم عافيته بقوة».وأكد ويلسون أن «هذه الشركات مفتوحة أمام أسواق دولية بعيدة كلياً عن مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأعتقد أنه من الجدير ذكر الطابع الدولي لبورصة لندن وحجم الأرباح من الخارج».ويتم تداول أسهم شركات عملاقة مثل بريتش بتروليوم ومجموعة التعدين ريو تينتو وصانع الأدوية «أسترازينيكا» في مؤشر فاينانشال تايمز 100 في لندن وتصدر أرقامها بالدولار، وبالتالي، فإنها استفادت من تراجع الجنيه الاسترليني.بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الشركات وإلى حد كبير ليست عرضة لمجريات الاقتصاد البريطاني نظراً للطبيعة الدولية لأعمالها.ارتفاع التضخممن جهتها، قالت كارولين سيمونز نائبة مدير الاستثمارات في بنك «يو بي اس» السويسري لإدارة الثروات في المملكة المتحدة إن «سبعين في المئة من مبيعات مؤشر الفايننشال تايمز في بورصة لندن مصدرها من الخارج. وبالتالي فإن الأرباح تعكس بشكل أكبر النمو العالمي أكثر ما تعكس الاقتصاد البريطاني».وخفض البنك المركزي الخميس توقعاته للنمو في المملكة المتحدة تزامناً مع تحذير حاكمه مارك كارني من أن ارتفاع التضخم الناجم عن تراجع العملة الوطنية ألحق أضراراً بالإنفاق الاستهلاكي.وصدر تحذيره بعد أن ترك البنك معدل الفائدة الرئيسي عند مستوى قياسي منخفض بنسبة 0,25 في المئة خلال اجتماع لمجلس السياسات هذا الأسبوع، ما أدى إلى تراجع الجنيه إلى أدنى مستوى في تسعة شهور مقابل اليورو.وأضافت سيمونز إنه مع شعور المستهلكين بتراجع قدرتهم الشرائية، فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يؤثر في بعض القطاعات بشكل سلبي «وخصوصاً المالي والمستهلكين والمشروبات وغيرها».وتابعت «لكن إذا شهدت عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تعقيدات، فإن ذلك قد يؤدي إلى ضعف الجنيه الاسترليني ما يفيد الشركات العالمية في القطاعات الأخرى».وبين البنوك، حقق «إتش إس بي سي» و«رويال بنك اوف سكوتلاند» مكاسب، مع إعلان هذا الأخير الجمعة أرباحاً في الربع الثاني.وقال الرئيس التنفيذي للبنك روس ماك إيوان «نفعل ما قلنا إننا سنقوم به في فبراير/ شباط من زيادة الدخل وخفض التكاليف وتحسين عوائد المساهمين، مع البدء في تقديم خدمة أفضل للعملاء».وكان قد أعلن بنك «إتش إس بي سي» ارتفاع أرباحه في النصف الأول من العام مع خفض التكاليف وعودة الإيرادات في ظل تعافي الأسواق المالية.وبفضل صافي أرباح قفز بنسبة 10 في المئة إلى ما لا يقل عن سبعة مليارات دولار، أعلن البنك أنه سيعيد شراء ما قيمته حوالي ملياري دولار من أسهمه الأمر الذي دفع بسعر السهم عالياً.مخاوف عقاريةبعيداً عن الشركات متعددة الجنسيات الناجحة، واجه قطاع البناء والممتلكات في بريطانيا صعوبة أكبر في الأشهر الأخيرة.وأكدت شركة العقارات في لندن «فوكستونس» مؤخراً أنها وقعت ضحية لانخفاض الطلب مع كشفها انخفاضاً بنسبة 64 في المئة في الأرباح قبل الضرائب للأشهر الستة الأولى من العام.وقال رئيسها نيك بودن في بيان إن أداء الشركة «تأثر أيضاً بسبب عدم الوضوح الاقتصادي والسياسي غير المسبوق».ويشكل بيان فوكستونس آخر مؤشر إلى تباطؤ سوق العقارات في بريطانيا لأن ما يحدث في لندن قد يكون له تأثير في جميع أنحاء البلاد. (أ.ف.ب)
مشاركة :