إيمان الهاشمي: ألتهم صفحات الكتب في أي مكان

  • 8/6/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: نجاة الفارس تمتلك الكاتبة إيمان الهاشمي، ثروة لغوية أهلتها لكتابة الشعر والمقالات الأدبية الساخرة التي تحاكي فيها فن المقامة إلى حد ما، صدرت لها خمسة كتب تحمل العناوين التالية، «تفاحة إيمانيوتن»، «جواز سفر»، «الضحكباء»، «أنت تخدعك»، «في غمضة أين؟»، ولها قيد النشر كتاب (في لحظة سهو) الذي يشتمل على 300 قصيدة باللغة العربية الفصحى. في حوار ل«الخليج» ذكرت الهاشمي أنها تقرأ في كل شيء وعن كل شيء، مشبهة نفسها بدودة كتب نهمة، تلتهم الصفحات في أي وقت وأي مكان، موضحة أن جميع كتبها تسعى لتحقيق حلمها الأكبر، وهو إثبات مدى جمال اللغة العربية، و تسعى لتوضيح مدى أهميتها وسلاستها ومرونة حروفها، وأن أهم طموحاتها المستقبلية أن ينشأ جيل كامل يتغنى بحب اللغة العربية عالمياً. كيف كانت بدايتك مع رحلة الكتابة؟ نشأت العلاقة بيني وبين القلم منذ اليوم الأول الذي تعلّمتُ فيه الكتابة، كأي طفلٍ يتعلق بجمال جميع الأشياء الجديدة من حوله في البداية، إلاّ أن هذا الشغف قد كبر معي أكثر ولم يتغير أبداً، كسائر بعض الأطفال الذين اكتشفوا مواهبهم ونمّوا شغفهم في أمورٍ شتى. كيف تنتقين كتبك، وما المجال المفضل لديك؟ أقرأ في كل شيء وعن كل شيء، لإضفاء المزيد من النور على ثقافتي العامة، فالثقافة كالبستان المليء بشتى أنواع الزهور والورود المختلفة، ولكنني بشكلٍ عام أميل إلى كتب علم النفس والفلسفة والمنطق، وقصص التاريخ وطبعاً الأدب العربي والانجليزي والعالمي والشعر بشكلٍ خاص. صدرت لك خمسة كتب لغاية اليوم، قدمي لنا نبذة عن كل منها. جميع كتبي تسعى لتحقيق حلمي الأكبر، وهو إثبات مدى جمال اللغة العربية، والعمل على إحيائها لئلا تندثر، والتشجيع على تذوق حلاوتها، والتفنن بتفكيك حروفها وهندسة كلماتها وإيجاد مصطلحات جديدة تتناسب مع فكرتي الجمالية، أول كتاب (تفاحة إيمانيوتن) احتوى على مقالات ساخرة وفيه دمج لاسمي مع العالِم نيوتن مكتشف الجاذبية، الكتاب الثاني «جواز سفر»، وفيه بيان معاني الكلمات باللغة العربية عبر طريقة نطق بعض الكلمات باللغة الإنجليزية، أمّا الكتاب الثالث فهو (الضحبكاء) وهو ربط كلمتي الضحك والبكاء في كلمة واحدة للحصول على معنى مشترك بينهما، وكذلك كتابي الرابع (أنتَ تخدعك) الذي يحاور النفس بطريقة فلسفية ويعالج المشكلات الاجتماعية بطريقة ساخرة وعميقة، ليكون كتابي الخامس (في غمضة أين؟) حيث ترى فيه براعة التلاعب بالكلمات وتقليب الحروف وتغيير الأقوال المعروفة لاكتشاف أقوالٍ جديد تحث على معالجة شتى القضايا في المجتمع. هل لديك طقوس خاصة بك للقراءة والكتابة وما هي؟ لا أظن ذلك، فأنا دودة كتب نهمة، ألتهم الصفحات في أي وقت وأي مكان، مع مراعاة حرمات المكان والتوقيت، لذلك فقد تجدني أقرأ حتى في عيادة الطبيب للمراجعة الدورية أثناء انتظار دوري، ولكنني حقاً أطير فرحة عندما يكون المكان من حولي هادئاً، ويا حبذا لو كانت هنالك بعض الموسيقى الكلاسيكية الهادئة، وفنجان قهوة ساخن، أما بالنسبة للكتابة فلا وقت لها على الإطلاق، فقد يأتيني الإلهام في أي وقت، وإن لم يكن مناسباً، لذلك أعتمد على تدوين الفكرة الأساسية بسرعة دون أن استطرد في كتابة، إلى أن يحين الوقت المناسب للكتابة. كيف تنظرين إلى المشهد الثقافي في الإمارات؟ لقد أثبتت دولة الإمارات في زمنٍ قياسي بأننا شعب ذو ثقافة عالية، ويسعى دائماً لتطوير نفسه في سبيل بناء الوطن على أسس ثقافية قوية، ولذلك أشعر بفخر شديد وبسعادة لا توصف. كيف تصفين علاقتك بالفنون الأخرى، كالرسم والموسيقى والمسرح؟أنا والحمد والشكر لله، أول ملحنة إماراتية للأوركسترا (من العنصر النسائي) في الدولة، وأول من دمجت الآلات الغربية والعربية بمقطوعات من تأليفها بشكلٍ كامل، كما أنني أول من مثلَّت الدولة في الخارج بالعزف على البيانو في إيطاليا اكسبو ميلان 2015، وأول من لحّنت لحناً عسكرياً بآلات عسكرية تحت عنوان (الشهيد)، وأيضاً لدي محاولاتٍ جيدة في الرسم، حيث أستخدم ألوان الباستيل والزيت في لوحاتٍ بسيطة تعبّر عما في داخلي، والجميل أنني بدأتُ كشاعرة أكتب الشعر باللغتين العربية الفصحى والعامية وباللغة الإنجليزية، ومن هنا انطلقت لأحاول الكتابة في مجال السيناريو والمسرح وغيرها. ما أهم التحديات التي تواجهك، وما هي طموحاتك المستقبلية؟ أهم التحديات التي تواجه أي إنسان تكمن في ذاته أولاً، حيث الإنسان وحده من يستطيع تذليل الصعاب، وأن يقف في وجه كل العقبات في طريق تحقيق أحلامه وأهدافه، ولهذا فإن أهم طموحاتي المستقبلية بأن ينشأ جيل كامل يتغنى بحب اللغة العربية عالمياً، وأن يكون هنالك العديد من الفتيات الملحنات المتمرسات في الدولة، لأننا جميعاً شعب يعشق وطنه. تمتلكين ثروة لغوية. كيف تشكل لديك هذا المخزون اللغوي؟ منذ طفولتي وأنا متعلقة بشكلٍ خاص برائحة الكتب، فلطالما أعجبت بأسلوب المتنبي، وفلسفة جبران خليل جبران، وخيال إيليا أبو ماضي، وعشق غادة السمان، وسلاسة فدوى طوقان، ومصداقية أمل دنقل، وكذلك الجدل الهجائي بين جرير والفرزدق، وغيرهم مما لا يحضرني الآن.

مشاركة :