«بك وصلنا فوق أحلام الخيال»، لعل هذا الصدر من البيت التاسع عشر في قصيدة «شيخ الرجال» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يشكل المدخل الرئيسي الذي يبني عليه الشاعر معماره الفني طوال القصيدة. هذا الصدر بمثابة الذروة التي تصل إليها القصيدة، ولذلك يقع في قلبها تقريباً، تتكون القصيدة من أربعة وثلاثين بيتاً، حيث يؤهل سموه المتلقي طوال الأبيات الافتتاحية لقصيدته التي تشدو بخصال ومكارم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تلك الخصال الاستثنائية لأبي خالد «شيخ الرجال» التي أوصلت الإمارات إلى أحلام فوق الخيال.يخاطب الشاعر في البيت الأول أخاه، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بقوله «سر بنا صوب العلا شيخ الرجال»، وهي رسالة موجهة من قائد إلى قائد، تبدأ بما تحدثه كلمة «سر» من جرس في أذن المتلقي، ومن دلالة توحي بقوة القائل وثقته في نفسه وفي من يخاطبه، ولذلك لا بد أن يكون المسير صوب العلا، وتحت قيادة من يبدأ الشاعر في تصوير خصاله «إنته يا من في العزم مضرب مثل»، هنا يوظف الشاعر تلك المفردات القوية التي توحي بالعزم والتصميم وقوة الإرادة والقدرة على الفعل. وتتصاعد الوتيرة الدرامية في البناء الفني للقصيدة رويداً رويداً وعلى مهل، فهذا القائد مضرب المثل في العزم يتبعه بالتأكيد شعب وجيش ويقف معه أخوه، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فضلاً عن إخوة كرام يسارعون إلى تلبية أي دعوة يوجهها «شيخ الرجال».تتأسس خصال «شيخ الرجال» في القصيدة على عدة أبعاد، يسردها الشاعر بسلاسة وعذوبة ولغة رائقة تخاطب العقل والوجدان. هناك إرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، والذي يتمثله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في السخاء و«زكيات الفعال»، ومن جدوده تعلم «شيخ الرجال» تحمل الشدائد الثقال، ومن أسرته اكتسب العديد من الخلال الكريمة «بيت ما به لا نقيصة ولا بخل»، وهناك السمات الشخصية مثل: التواضع «شيخ توقف للضعيف والطفل»، والوفاء بالعهد. إذن تتناثر طوال القصيدة ملامح لصورة «شيخ الرجال»، صورة نابضة بقوة حب الشاعر لأخيه، وتعبير الشاعر عن مواطنيه، وإحساس الشاعر ببلاده، وفهم الشاعر لمعنى الرجولة الذي يتكامل في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: «والمراجل مب ترى غتره وعقال/ هي فعايل منها يتحرك جبل».ويتكون من مفردات هذه الصور الباذخة، والتي يعرفها الجميع، وتجسدها أفعال «شيخ الرجال» في كل موقف، بنيانا شامخا لا يمكن لأي غبار أن يؤثر فيه، ف«شيخ الرجال» في علو مقامه أشبه ب«زحل»: «الغبار إمتى قدر يوصل زحل».وتصل القصيدة إلى ذروتها في شطر البيت الذي أشرنا إليه في البداية «بك وصلنا فوق أحلام الخيال»، ثم يتكرر المعنى مرة أخرى لاحقاً، ثم يركز الشاعر على مفردات حماسية حول الوطن: «تضحياتك للوطن عز وجلال/ منتصر والله لجندك ما خذل»، وهذه الثقة في النصر تتأسس على إيمان بالله أولاً، وثانياً على خصال الكرم والعدل والشهامة التي يتمتع بها «شيخ الرجال» في تعامله مع شعبه المحب له، العاشق لأفعاله، و تتأسس ثالثا على وحدة الرؤية والهدف بين قادة البلاد الكرام، وعلى دعم ومساندة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: «يعضدك سلمان في كل الحوال»، ويصفه بالقول: «نعم به سبع الجزيرة والبطل».ويختتم الشاعر القصيدة بصورة تخاطب المشاعر الوطنية، «عشت بو خالد ومجدك في إكتمال/ حصن دولتنا ومن فيه الأمل». فشيخ الرجال الذي وصلت به الإمارات فوق أحلام الخيال، هو حصن هذا الوطن ودرعه، هو الأمل بكل ما تحمله هذه الكلمة من مفردات في خطاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشعري، وبكل ما تزرعه من تفاؤل تجاه مستقبل هذا الوطن الراسخ بحكمة قيادته الرشيدة.المحرر الثقافي
مشاركة :