النادي الأدبي بالأحساء والسياحة الفكرية

  • 8/6/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كنت أظن كغيري من الظانين أن فعاليات الأندية الأدبية في فصل الصيف قد تضمحل أو تتوقف، وهو ظن لا يجانبه الصواب في بعض الحالات، فما يمارسه النادي الأدبي بالأحساء بدد من ذهني هذا الظن الخاطئ، فالفعاليات التي يمارسها النادي في فصل الصيف تحديدا تعطي انطباعا أوليا بأنه غير متوقف عن أنشطته وأنه يمارسها في هذا الفصل بنفس الروح الواثبة التي يمارسها في سائر فصول السنة. هذا المرفق الأدبي الحيوي بمحافظة الأحساء يلعب دورا متميزا في فصل الصيف تحديدا، وكأن القائمين عليه يؤكدون أن «السياحة الفكرية» مطلوبة في هذا الفصل دون غيره من فصول السنة، وهو تأكيد صحيح يدعم الصناعة السياحية بالمملكة، فالسياحة الفكرية لا يمكن أن تتوقف في هذا الفصل بالذات حيث يجد فيه الأدباء والمهتمون بالثقافة متنفسا جيدا قد يغنيهم عن السفر إلى خارج الحدود. وازاء ذلك فان انخفاض الفعاليات وانكماش الأنشطة الثقافية في هذا النادي لا يمثلان حقيقة على أرض الواقع، فالنادي لم تتوقف أنشطته المعتادة في هذا الفصل بل ظلت محتفظة بوهجها المعتاد، ومازالت فعالياتها مستمرة رغم اشتداد الحرارة وارتفاعها في هذه المحافظة كبقية مدن ومحافظات الشرقية، فالسياحة الفكرية التي نوهت عنها مازالت ماثلة في كل أنشطة النادي التي يزاولها في الوقت الحاضر. النادي الآن يعمل بنشاط لتقديم ما يمكن تقديمه من فعاليات في الاحتفال باليوم الوطني المقبل وثمة برامج نوعية يقوم النادي باعدادها لاستقبال هذه المناسبة الوطنية المجيدة والعزيزة على قلوب المواطنين، وأنشطته المنبرية لاتزال قائمة ولعل آخرها الحفل التكريمي الذي نظمه النادي للأستاذ عبدالعزيز العيد مدير القناة الثقافية السعودية سابقا وكبير المذيعين ورئيس ملتقى «اعلاميون». وقد كسر النادي الفكرة الخاطئة باضمحلال أنشطته وفعالياته وتوقفها في فصل الصيف من خلال ما يمارسه المقهى الثقافي المفتوح يوميا للمثقفين من أبناء المجتمع، اضافة إلى ملتقى الأديبات الواعدات وتوزيع جائزة الشاعر الناشئ وبرامج نوعية أخرى ليس على مستوى الأحساء فحسب بل على مستوى المملكة يقوم النادي في الوقت الحاضر بالاعداد لها وتحقيقها في القريب العاجل. ولابد من تقديم الشكر والعرفان لكل القائمين على ادارة هذا الصرح الأدبي العملاق الذي مافتئ يقدم الكثير من الخدمات الملموسة لأدباء هذه المحافظة الخضراء ولشعرائها ومفكريها، فهو قد حرك المسارات الثقافية بالأحساء إلى الأمام بفضل فعالياته المتعددة التي لم تتوقف سواء في الصيف أو في بقية فصول السنة، ولدى النادي مشروعات كبرى سوف ترى النور قريبا ليضيف المزيد من النجاحات التي حققها منذ انشائه حتى اليوم. والاصدارات التي لايزال النادي مهتما بها والأنشطة المنبرية والأمسيات الشعرية والقصصية والاحتفال بالرموز الثقافية والأدبية والفكرية في هذه المحافظة وغيرها من محافظات ومدن المملكة كلها دليل واضح على أهمية ما يمارسه هذا النادي من فعاليات كبيرة كلها تصب في روافد خدمة الحركة الثقافية في هذا الجزء العزيز من أجزاء المملكة المترامية الأطراف، وتضيف بعدا جديدا لكل الأبعاد الثقافية التي تتمتع بها هذه المحافظة.

مشاركة :