«آسيان» تتمسك بمعارضة طلب واشنطن طرد بيونغيانغ

  • 8/6/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبدى وزراء خارجية دول رابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان)، خلال اجتماعهم في مانيلا، قلقهم البالغ من تزايد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية بسبب اختبار كوريا الشمالية صواريخ طويلة المدى اخيراً، والتي قالوا إنها «تهدد بشدة السلم والأمن في العالم». وبلهجة أشد من السابق، طالب الوزراء في مسودة البيان الختامي للمنتدى الذي يصدر الاثنين، كوريا الشمالية بالامتثال لقرارات مجلس الأمن الخاصة ببرامجها النووية والصاروخية والمساهمة إيجاباً في إرساء السلام في المنطقة. لكن موقف «آسيان» يظل أخف من الخط الأكثر تشدداً الذي تريده الولايات المتحدة، ويتمثل في مطالبتها دول الرابطة بخفض علاقاتها مع كوريا الشمالية التي تعاني من عزلة فعلية، وهو ما تعتبره دول «آسيان» امراً صعباً لأن أعضاءها لا تربطهم علاقات قوية أصلاً بكوريا الشمالية. وقال وزير الخارجية الفيليبيني آلان بيتر كايتانو الذي يرأس اجتماعات مانيلا في حضور 27 وزير خارجية دولة بينها روسيا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة والصين وكوريا الشمالية: «لن تفكر آسيان في طرد كوريا الشمالية من المنتدى، والأفضل الدخول في حوار معها، واستغلال فرصة نادرة يلتقي فيها الأطراف المعنية بالقضية». ولدى وصولها الى مانيلا، اكدت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانغ كيونغ وا استعدادها لقاء نظيرها الكوري الشمالي ري يونغ هو. وقالت: «سيشكل اللقاء فرصة كي نعبر للشمال عن رغبتنا في أن يوقف استفزازاته ويتجاوب بطريقة بناءة مع عرضنا خوض حوار»، في اشارة الى اقتراح قدمه الرئيس مون جاي إن بعد تسلمه السلطة في ايار (مايو)، والذي عكس كونه أكثر انفتاحاً على التفاوض من الرئيسة السابقة بارك جيون هاي. على صعيد آخر، دعت فيتنام دول الرابطة الى تشديد اللهجة في شأن الطموحات التوسعية لبكين في بحر الصين الجنوبي، وعارضت في لقاء غير رسمي لوزراء خارجية الرابطة الجمعة جهود الفيليبين لمراعاة بكين في هذه المسألة. وقال أحد الديبلوماسيين الحاضرين: «تستخدم فيتنام وحدها اللهجة أكثر قسوة في شأن بحر الصين الجنوبي، في حين لا تريد كمبوديا والفيليبين تأييد هذا الموقف»، علماً ان مانيلا تحاول منذ وصول الرئيس رودريغو دوتيرتي إلى السلطة تحسين العلاقات مع بكين، سعياً الى اجتذاب بلايين الدولارات من المساعدات والاستثمارات. وكانت «آسيان» تفادت خلال قمتها السابقة في مانيلا نهاية نيسان (ابريل) توجيه انتقادات لبكين، او الإشارة إلى وصف محكمة لاهاي في تموز (يوليو) 2016 ادعاءات بكين بالسيادة شبه الكاملة على بحر الصين الجنوبي بأنها «غير شرعية». ونفذت الصين في السنوات الاخيرة أعمال ردم كبيرة وبناء جزر اصطناعية صغيرة ومنشآت يمكن استخدامها قواعد عسكرية في شعاب صغيرة في هذا البحر، على رغم مطالبات من تايوان وأربع من دول آسيان هي الفيليبين وبروناي وماليزيا وفيتنام. وفيما يبحث المنتدى قضايا الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ اوردت مسودة البيان الختامي أن الدول العشر الأعضاء في الرابطة و17 دولة شريكة في الحوار معها «ستتفق على آلية إقليمية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مواجهة نشر الإرهابيين روايات على الإنترنت عن التطرف العنيف». وسيناقش المنتدى إنشاء آلية لتعزيز الجهود المتصلة بأمن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تطوعت اليابان وماليزيا وسنغافورة لقيادتها، علماً ان الفيليبين تعتبر احدى أكثر الدول تضرراً من الإرهاب، إذ تقاتل قواتها منذ أكثر من شهرين متشددين سيطروا على أجزاء من مدينة ماراوي (جنوب) ذات الغالبية المسلمة، ما ادى الى مقتل حوالى 700 شخص ونزوح أكثر من 400 ألف. وتقول السلطات إن «فكر تنظيم داعش يترسخ في جنوب البلاد مع استخدام جماعات محلية وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة أساسية لتجنيد مقاتلين بعضهم من اندونيسيا وسنغافورة وماليزيا. وهي تعتقد بأن المشكلة تتجاوز ماراوي وأن المتشددين ربما يكونون في طور تحضير هجمات على مدن أخرى. وقال الناطق باسم الجيش الفيليبيني الفريق رستيتوتو باديلا إن «دولاً كثيرة تحقق تقدماً في مجال التصدي للروايات المتطرفة على الإنترنت، لكن آسيان يجب ان تبذل المزيد». وتابع: «نستطيع أن نفعل أكثر من التعاون العسكري التقليدي»، معترفاً بالدعم المقدم من اندونيسيا وماليزيا عبر تبادل معلومات استخباراتية وتنفيذ دوريات منسقة على الحدود البحرية.

مشاركة :