ما جرى على أرض مصر يوم الأربعاء 14/8/2013م أقبح صورة للاحتجاج، أو لما أدّعي أنه اعتصام ومظاهرات سلمية، وكشفت للشعب المصري أن من حكمهم سنة كاملة لم ينظر فيها إلى مصالحهم، ولم يوفر لهم نظامًا ديمقراطيًّا، بل حاول أن يكمم أفواههم، وأن يمضي في تحقيق منافعه، التي جاء من أجل أن يحققها لتنظيمه، الذي كشف اليوم عن سوءاته. وقد حذر العقلاء منه منذ زمن ليس باليسير، الذين اطلعوا على نظامه المكتوب، وأدبياته التي يخاطب بها أفراد جماعته، وتلك التي خاطب بها عامة الناس، ولكنه لا يطبق منها شيئًا أبدًا. فمنذ نشأة هذا التنظيم وهو جماعة عنف، لديها هوس في إزهاق الأرواح، وإسالة الدماء، ووفر لهم النظرية سيد قطب الذي اعتبر شعبه كله ما عدا جماعته يعيش في جاهلية جهلاء، وعلى جماعته أن يسرّوا غاياتهم في إقامة دولة بزعمه للإسلام، فأقدموا معه على الخروج على الناس في ذاك الزمان البعيد، ولم ينجح، ولن ينجح بعده أحد فيما يريد، فشعوب المسلمين -ومنهم الشعب المصري الشقيق- كلهم مسلمون، ومكفّرهم يفكر حتمًا؛ لأنه هو الذي يبوء به. وشاهدنا يوم الأربعاء الوجه الحقيقي للإخوان أرادوا حرق مصر، اعتدوا على منشآت الدولة كلها، يقتلون من يجدونه في طريقهم، يعتدون على الكنائس، عسى أن يشعر المسيحيون في مصر أن المسلمين يستهدفونهم بذلك، ولم ينجحوا، وهذه الزوبعة مهما علا صوتها، ومهما كانت خسارتها إلاّ أنها القاضية على الإخوان، فلن يكون لهم في مصر بعد الآن قبول من الناس. فالشعب كله سيكون ضدهم، ولن يعودوا إلى ساحة السياسة فيها بعد أن فشلوا فيها فشلاً ذريعًا، فقد كان لا همّ لهم إلاّ الوصول إلى سدّة الحكم بأي ثمن، ولو كان وصولهم إليه غير مشروع، وبأساليب ملتوية، وعبر صفقات هنا وهناك، ولما قامت على رئيسهم ثورة كالتي قامت على مَن قبله، الذي قبله، الذي قبل الأمر وتنازل عن الحكم ليبقى في وطنه كرئيس سابق، ولكن تنظيمهم قام بالمظاهرات التي تطالب بمحاكمته، وتسعى لتدبير تهم له، ولا تجعله يخرج من السجن حتى، وإن كانت هذه التهم موهومة، ورأينا تهمًا توجه لمن كان في إدارته لما وصلت القضاء، لم يجد القضاء لها أدلة مقنعة يمكن من خلالها أن يحكم، فإذا برّئ أحدهم من هذه التهم، قدموا للنيابة تهمًا أخرى ليستمر سجنهم.. ولمّا جاء الدور على رئيسهم، فعزل من منصبه عبر ثورة مثل الثورة السابقة، وبآلياتها، فَقَدَ التنظيم عقله، ورأينا أفراده يخرجون إلى الشوارع يحملون السلاح، ويقتلون كل من يختلف معهم في الرأي، بل إنهم يضربون ويعذبون كل من شكّوا أنه يختلف معهم، وجاءتهم حالة هوس إن لم يكونوا في الحكم فليحرقوا وطنهم، ويدمروا منجزاته، ولم يتركوا مكانًا في مصر إلا واعتدوا فيه على الناس وعلى المنشآت الحكومية والأهلية، واتخذوا من المساجد أوكارًا لهم يجتمعون فيها، ويخزنون السلاح في ركن من أركانها، ليخرجوا منها كالعاصفة التي لا تبقي ولا تذر، واعتصموا عند مسجد رابعة العدوية، وبنوا لهم فيه تحصينات واتخذ قادتهم من المسجد مسكنًا، ومنعوا أن يصلي فيه سواهم، وآذوا جيران المسجد والساكنين حوله المطلة عماراتهم على معتصميهم، والذي يخرجون منه ومن تحصيناتهم الأخرى عند تمثال نهضة مصر في غزوات حاشدة، يروّعون بها الناس، ويقطعون الطريق عليهم، ثم يعودون آخر اليوم إلى تحصيناتهم تلك والتي أصبحت خطرًا على أمن الناس، ولا بد من فضها، فلما فُضت ومع عدم استخدام سلاح أصابهم الجنون، واستعدوا لحرب هم فيها ولا شك الخاسرون، ولعل هذه الأحداث أعادت إلى مؤيديهم هنا في بلادنا عقولهم، ورأوا ببصائرهم ما يصنع هؤلاء. رد الله الجميع إلى الصواب، وأعاذ مصر من كل شر، وحماها من كل شرير لا يهمه سوى الهدم، فهو مجيب الدعوات. alshareef_a2005@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (15) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :