رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، ماريا انتونيا كالفو، الأحد، إلى العاصمة صنعاء، في زيارة مفاجئة، للقاء وفد جماعة الحوثي "أنصار الله"، والرئيس السابق علي عبدالله صالح. وعقب زيارة استمرت لعدة أيام إلى مسقط ومشاوراته مع المسؤولين العمانيين، وصل ولد الشيخ أحمد إلى الأردن، اليوم، ويتوقع أن يلتقي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. ومن المقرر أن يزور ولد الشيخ الرياض، الثلاثاء، للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية، وفق مصادر للأناضول. وتتقاطع زيارة ولد الشيخ للأردن، مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية اليمني ورئيس الوفد التفاوضي، عبدالملك المخلافي. ولا يُعرف ما إذا كانت القيادة الأردنية ستقوم، بناء على طلب أممي، بدور لإقناع الحكومة الشرعية بضرورة وقف الحرب والعودة للمشاورات. وعلى الرغم من تلك التحركات، إلا أن التصعيد العسكري لا يزال هو المهيمن على الأزمة اليمنية منذ أيام، مع إصرار طرفي النزاع على الاتجاه نحو مرحلة أشد عنفا، وخصوصاً من قبل الحوثيين وقوات صالح. وأعلن وزير الدفاع في حكومة الحوثي وصالح، غير معترف بها دولياً، اللواء محمد العاطفي، الأحد، أن الإستراتيجية العسكرية في مواجهة التحالف "انتقلت إلى مرحلة جديدة أكثر شمولية وتفوقا وقوة". وتوعد بـ"مفاجآت كثيرة ستكون أشد إيلاماً للتحالف عسكرياً واقتصادياً". وفي تصريح نقلته وكالة سبأ، الموالية للحوثيين، قال وزير الدفاع، قليل الظهور في وسائل الإعلام، إن أولويات المرحلة القادمة "تعزيز جبهات الحرب الداخلية وجبهات ما وراء الحدود (السعودية) بكافة الوسائل المادية والبشرية والأسلحة والمعدات الحديثة". وتأتي تصريحات المسؤول العسكري، في أعقاب تصريحات لزعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، منتصف يوليو/تموز الماضي، أعلن فيها، أن اليمن "سيشهد تصعيداً عسكرياً حتى نهاية العام الجاري". ومنذ إطلاق الحوثي لتلك اللتصريحات، بدأت وتيرة المعارك في التصاعد بشكل غير مسبوق، وخصوصا في الشريط الحدودي مع السعودية (شمال). ويدفع الحوثيون وصالح بعشرات المقاتلين لمهاجمة قوات حرس الحدود السعودية، فيما تعلن السلطات السعودية تصديها لتلك الهجمات، وقتل جميع المهاجمين. وبعد تنفيذ هجومين على مواقع سعودية في جازان وعسير، نفذ الحوثيون، الأحد، هجوما على مواقع بمنطقة الشرفة بنجران، لكن القوات السعودية قامت بالتصدي له ما أسفر عن مقتل 15 عنصراً حوثياً، وفق وسائل إعلام سعودية. وأعلن الحوثيون، مساء الأحد، شن قصف مدفعي على موقع عسكري سعودي في قطاع الداير بجازان، وتعرض مناطق " آل الشيخ"، و"البقعة" بمديرية "منبه"، بمحافظة صعدة، شمالي اليمن، لقصف مدفعي وصاروخي سعودي، و12 غارة جوية، وفقا لقناة المسيرة الحوثية. وفي صحراء مديرية "ميدي"، التابعة لمحافظة حجة، شمال غربي اليمن والقريبة من الحدود السعودية، تدور معارك هي الأعنف منذ شهور. ومساء الأحد، أعلن الحوثيون، أن التحالف شن 14 غارة جوية بالمنطقة، لترتفع عدد الغارات خلال الثلاثة الأيام الماضية، إلى أكثر من 100 غارة بالتزامن مع تحركات للقوات الحكومية في مواقع الحوثيين. وفي شرقي العاصمة صنعاء، استؤنفت المعارك بمديرية "نهم"، خلال اليومين الماضيين، حيث تشن القوات الحكومية هجمات على مواقع الحوثيين بالسلاسل الجبلية للمديرية الاستراتيجية، بهدف تحقيق اختراق جوهري، بعد اقتصار المعارك على تبادل القصف المدفعي منذ أكثر من عام. ويرى مراقبون، أن التصعيد العسكري الحالي قد "يشوش" على التحركات الدبلوماسية لإحياء عملية السلام، لكنه لن يعرقلها، بل سيظل مترافقا معها حتى النهاية. وقال ماجد المذحجي، المدير التنفيذي لمركز "صنعاء للدراسات الإستراتيحية" ( غير حكومي)، إن التصعيد يوجد حاليا في مناطق قتال، لكن ارتفعت فيها الوتيرة فقط، ولم يتم فتح جبهات جديدة. وفي حديث للأناضول توقع المذحجي أن يستمر التصعيد بالتوازي مع الجهود الدولية لإحياء عملية السلام. ويرى المحلل السياسي أن خسارة الحوثيين لمعسكر خالد الاستراتيجي في مديرية موزع، غربي البلاد، جعلهم يصعّدون على الشريط الحدودي مع السعودي بشكل كبير، بهدف خلق توازن للخوف لدى الطرفين. وقال: "يريد الحوثيون إيصال رسالة للسعودية مفادها أنه إذا قمتم بإزعاجنا في جبهات الداخل سننتقم بالشريط الحدودي". ومنذ 26 مارس/آذار 2015، تدور حرب في اليمن بين القوات الحكومية مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية من جهة، ومسلحي الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، المتهمين بتلقي دعم عسكري إيراني، من جهة أخرى، والذين يسيطرون بقوة السلاح على محافظات بينها صنعاء منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :