زايد.. رؤية ثاقبة رسخت لجذور الثقافة الإماراتية

  • 8/7/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» آمن المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالعلم والثقافة والمعرفة، واعتبرها ركائز أساسية للدولة القوية، وقد تمتع، طيب الله ثراه، بشخصية قيادية عز نظيرها، فهو بحق من أبرز قادة القرن العشرين، حيث أخذ على عاتقه بناء دولة حديثة ونموذجية، على مستوى المنطقة والعالم، بما تميز به من بعد نظر، ورؤية ثاقبة وملهمة، استشرفت آفاق المستقبل، فكانت بحق مثار إعجاب القاصي والداني في العالم. الأثر الثقافي في عهد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هو أحد هذه الإنجازات المهمة في عهده، لما للثقافة من دور في التنمية الشاملة، وفي هذا الإطار فقد عمل، طيب الله ثراه، على ترسيخ الفعل الثقافي بإطلاق سلسلة من المشاريع التي شجعت الجمهور على التفاعل معها، ومنها على سبيل المثال معرض الكتاب الذي أطلقه عام 1981، تحت اسم «معرض الكتاب الإسلامي»، ثم ما لبث أن تحول إلى «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» عام 1986، الذي أصبح حدثاً سنوياً ثابتاً منذ عام 1993، ونُقل إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض.يعد معرض أبوظبي الدولي للكتاب منصة لقاء للناشرين، والوكلاء والمنظمات الثقافية، وهو يشكل لبنة أساسية في اهتمام الإمارات بالكتاب، كما اعتبر جزءاً من الاستراتيجية الهادفة إلى تحويل أبوظبي إلى مركز رئيسي في عالم النشر. كانت خطوات التأسيس الثقافي في عهد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من العلامات التي يشار إليها بالبنان، بوصفها شكلت عنصراً من عناصر انفتاح دولة الإمارات على العالم، إلى جانب التطور الملحوظ في العمران والنهضة الشاملة في الصحة والتعليم، وكان معيار النجاح في كل تأسيس ثقافي في عهد المغفور له، بإذن الله، مدروساً بعناية، ويسلط الضوء على الإرث الثقافي والفكري الذي تميز به، طيب الله ثراه، الذي قام أيضاً بتأسيس دار الكتب في العام 1981 ضمن ما كان يعرف وقتئذ باسم مجمع المؤسسات الثقافية والوثائق، وهو المجمع الذي تغير اسمه مرة أولى في عام 1984 إلى المجمع الثقافي، ومرة ثانية عام 2005 إلى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وغدت دار الكتب واحدة من أضخم كنوز المعرفة في الإمارات، ومقتنياتها تصل إلى نحو مليوني مجلد تشمل الكتب والدوريات والمخطوطات، علاوة على المواد الإلكترونية، وأصبحت بحق نبعاً ثقافياً ينهل منه الكتاب والباحثون والعلماء، وتتولى الدار منذ تأسيسها مسؤولية إنشاء المكتبات الإقليمية والمحلية، ومكتبات الأطفال، إضافة إلى المكتبات المتنقلة.لنا أن نتخيل الدور الذي لعبته دار الكتب الوطنية الإماراتية في التأسيس لنهضة ثقافية تعتبر الكتاب نافذة رئيسية للمعرفة، وهي التي أخذت في التطور سنة بعد أخرى، كما تزايد عدد المستفيدين من هذه الدار عاماً بعد عام، لتقوم بتقديم خدمة متواصلة وقوائم لا حصر لها من الكتب في شتى ميادين المعرفة، وباللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.اهتمام المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالثقافة، كان عنواناً شاملاً لكل مكونات الثقافة المادية والمعنوية، ومن ذلك إيلاؤه اهتماماً خاصاً بالتراث، باعتباره مكوناً رئيسياً من مكونات الهوية الوطنية، ومن ذلك سعيه، رحمه الله، لإنشاء مؤسسات خاصة تعنى بهذه المهمة ك«نادي تراث الإمارات» في 1993، و«قرى التراث» هذه القرى التي شكلت منذ تأسيسها رافداً مهماً من روافد التراث الإماراتي، وتعريف المواطنين والزائرين إلى شكل الحياة الشعبية، وفنونها، وحرفها، وكل ما تختزنه من قيم وعادات وتقاليد راسخة حتى اليوم، وفي هذا الجانب فقد عرف عنه، طيب الله ثراه، اهتمامه بالشعر في شقيه الفصيح والنبطي، بوصف الشعر يمثل إحدى دعائم الثقافة العربية والخليجية، وقد تجسد هذا الاهتمام في سعي المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، إلى احتضان الشعراء، لا سيما وأنه، رحمه الله، كان شاعراً مجيداً، وله مساجلات موثقة مع عدد من أبرز شعراء الإمارات والخليج، وقد امتد هذا الاهتمام نحو تكوين حلقات منتظمة للشعراء، وإنشاء مجالس شعرية في أنحاء الدولة كافة، لما كان يكنه من حب لهؤلاء المبدعين الذين لم يبخل عليهم بالدعم والتشجيع المتواصلين. فالشعراء بالنسبة إلى المغفور له، بإذن الله، كانوا أولئك القابضين على جمر الكلمة، الذين يصلون ما بين التراث الثقافي والمادي.وورد عن المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قوله «إن العلم والثقافة أساس تقدم الأمة، وأساس الحضارة، وحجر الأساس في بناء الأمم، وأنه لولا التقدم العلمي لما كانت هناك حضارات، ولا صناعة متقدمة، أو زراعة تفي بحاجة المواطنين».ومن هذا المنطلق استمر سعي المغفور له، بإذن الله، في توطيد دعائم الثقافة، وهو الذي كان له الفضل في ما بذله، طيب الله ثراه، من سن للقوانين والتشريعات التي تؤسس لثقافة جادة يكون للإعلام دور بارز فيها، وهنا لا بد من التذكير بما بذله، رحمه الله، ومنذ تأسيسه للاتحاد من توفير كل الإمكانات لدفع عجلة الثقافة من خلال مؤسسات راسخة، كوزارة الإعلام والثقافة التي تغير اسمها الآن إلى وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، التي تسعى إلى تعميق جذور الثقافة الإماراتية ودعمها بما تستحق.وفي فكر المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فإن التعليم نافذة وعتبة مهمة من عتبات الثقافة والفكر، حيث تأسست جامعة الإمارات العربية المتحدة في عهده، وهي الجامعة التي كان لها دور في استضافة المفكرين والأدباء العرب، وقد أثرت الجامعة في حينه، ولا تزال الكثير من الحوارات الثقافية.والشيء بالشيء يذكر، فإن النهضة المسرحية التي تعيشها دولة الإمارات اليوم، هي بكل تأكيد وليدة ذلك التأسيس الذي رسخه الشيخ زايد، رحمه الله، حين كانت المدارس الإماراتية في عهده تحتضن العديد من العروض المسرحية، وهو الذي ذكره أكثر من فنان مسرحي، فالمدرسة كانت الركيزة الأساسية في تاريخ المسرح الإماراتي، وأكثر من ذلك فقد رعى، طيب الله ثراه، أول ورشة تدريبية نظمت للمسرح واستمرت لوقت ليس بالقصير، وتعلم فيها كثيرون أصول وفنيات المسرح، كما أن معظم الفرق المسرحية على قلتها حينذاك، حظيت بدعم متصل من المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، طيب الله ثراه.هذه الشخصية المتفردة، رسخت دولة الإمارات، دولة قوية معروفة في أرجاء الأرض، لأنها كانت مسندة بتصميم وعزم لا يلين، من قائد فذ وضع نصب عينيه أن يؤسس دولة حديثة، لها مكانتها في المنطقة العربية والعالم، فكانت الإمارات العربية المتحدة بحق، من الدول النموذجية التي يشار إليها بالبنان.إن الوقوف عند شخصية نموذجية كشخصية المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، هو بالضرورة وقوف عند مسيرة نهضة شاملة وناجحة، ربطت بين القول والفعل وارتكزت على خطط وبرامج ومنهج واضح من العمل الدؤوب، الذي كان يسعى على الدوام لتثبيت أركان الدولة، ومدها بكافة مقومات التقدم والنجاح، وهي فلسفة أثبتت تفوقها في كل الميادين الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، العلمية، الثقافية وغيرها، وهو الذي يدلل بكل تأكيد، على فكر متقدم، يستند إلى وعي مبكر في زمن كانت فيه معظم الدول العربية، تعيش تحديات التأسيس وصعوبة تثبيت أركانها.

مشاركة :