كيف تتعامل المسابح في ألمانيا مع حالات ارتداء البوركيني؟

  • 8/7/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طالب منتجع سياحي في فرنسا سيدة مسلمة بدفع تكاليف تنظيف مسبح بعد نزولها مرتدية البوريكني. ألمانيا شهدت حالات فريدة منعت فيها سيدات من النزول إلى المسابح مرتديات البوركيني، فهل المنع قانوني؟ من جديد برز النقاش حول البوركيني في أوروبا، وهذه المرة بعد أن طالب منتجع سياحي بمدينة مارسيليا، جنوبي فرنسا، سيدة مسلمة بدفع تكاليف تنظيف حمام السباحة الخاص بالمنتجع،على خلفية قيامها بالسباحة فيه مرتدية "البوركيني". فقد طالب مالك منتجع سياحي زوج السيدة المسلمة بدفع غرامة "لتنظيف حمام السباحة." حسبما نقلت مواقع فرنسية. وفي ألمانيا، جارة فرنسا، يدور النقاش منذ مدة حول ارتداء البوركيني في حمامات السباحة، لا سيما أن "لباس البحر الإسلامي" يشهد إقبالا متزايدا من بعض المسلمات في ألمانيا، وازداد هذا الإقبال عليه مع تزايد أعداد اللاجئين.  أحمد عويمر المتحدث الإعلامي باسم المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ويرى أحمد عويمر المتحدث الإعلامي باسم المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أن لبس البوركيني لا يتعارض مع القوانين الألمانية ولا مع الدستور، إلا أنه اعترف بأن هناك نوع من المضايقات تطال بعض النساء اللواتي يرتدينه. وانتقد عويمر من يحاول منع هذا اللباس المحتشم بدعوى أنه غير مناسب قائلا " هذا اللباس تم وضعه، بعد مراعاة جميع شروط السلامة، والحركة، والنظافة. وتابع " دوافع المنع هي لأسباب عنصرية للأسف، ولا يوجد لها داع". وحاولت DW عربية أن تستطلع آراء نساء مسلمات يرتدين البوركيني من أجل معرفة ماهية الظروف النفسية، وكيفية تقبل الآخرين لهذا اللباس الإسلامي. كما حاولت التقصي، عما إذا كان ممنوعا في ألمانيا بحسب القانون. ولا توجد نصوص صريحة في القانون الألماني تمنع لبس البوركيني، إلا أن الأمر يكون متروكاً عادة لإدارة المسابح في ألمانيا حيث تنشر عادة إن كان هذا اللباس مسموح به أم لا. وعبرت بعض النساء لـ DW عربية أنهن يرتدين لباس البوركيني بشكل مستمر، ولم يتعرضن لأية مضايقات، إلا أن بعض النساء لم تكن تجربتهن طيبة مع ارتداء البوركيني كالمصرية سميرة، التي تعيش في ألمانيا منذ فترة طويلة. وتتعجب سميرة من ردود فعل النساء في المسبح خاصة. وتقول، "لم يفرقوا بينه وبين الحجاب، وقلت لهم هذه ملابس سباحة إسلامية"، وبالرغم من تدخل الإدارة ومحاولة تلطيف الجو وتطييب خاطر سميرة، إلا أنها لم تتمكن من السباحة، وجعلها غير قادرة على الحضور مجددا، خوفا من رد فعل مماثل. وتقول سميرة، "استأجرت المنزل مقابل المسبح، ولم أستطع من دخوله مجددا بالرغم من امتلاكي اشتراكا سنويا". حالات منع السباحة بالبوركيني جاءت غالباً كحالات فردية، ففي عام 2016 منع مسبح في بلدة نيوشتراوبلنغ سيدة من السباحة بسبب ارتدائها البوركيني بحجة عدم ملائمته للشروط الصحية. ونقل موقع التلفزيون البافاري  BR عن أن منع البوركيني يعود لنفس السبب الذي يدفع المسابح لمنع ارتداء بناطيل الجينز القصيرة  أو الملابس الرياضية خلال السباحة في المسابح. غير أن حالة مشابهة في مدينة كونستانز جنوب ألمانيا طلبت إدارة المدينة من جامعة كونستانز البحث عما إذا كان ارتداء البوركيني في المسبح غير ملائم للشروط الصحية، فكان جواب الجامعة بعد البحث: بلا، حسبما نقل موقع "أن تي في". يذكر أن المحكمة الإدارية العليا في ألمانيا حكمت في عام 2013 على أن التلميذات المسلمات لا يجب عليهن طلب الاعفاء من مادة السباحة، لأن "هناك إمكانية لارتداء  ما يسمى بالبوركيني"، حسبما نقل موقع shz. الإخباري.   ويرى عويمر أن على الألمان احترام هذا الزي حتى وإن لم يعجبهم، ويقول إن التعري موجود على الشواطئ أيضا، إلا أنه لا يستطيع أن يمنعه، لأنه من حق الناس ارتداء ما تريد، لذلك على الرافضين أن يحترموا اختيار النساء اللواتي يردن أن يمارسن هوايتهن في السباحة وحقهن في الترفيه. وشدد عويمر على أن أي امرأة تواجه مثل هذه المشاكل في ألمانيا عليها أن تتوجه إلى المجلس الإسلامي الأعلى للمسلمين، وهم سيتابعون هذا الأمر مع الجهات المعنية. نساء يتكلمن عن تجارب إيجابية عن لبس البوركيني في ألمانيا يذكر أن لباس البحر البوركيني ظهر عام 2004، وينسب إلى مصممة الأزياء الأسترالية من أصل لبناني عاهدة زناتي، وحصل على براءة اختراع، وصار علامة تجارية عام 2007، وكان موجها للسباحات كلباس بديل عن لباس السباحة المتداول، "البكيني". وشهد البوركيني إقبالا منقطع النظير، وصرن النساء يرتدينه على الشاطئ وفي المسبح، وصارت له محلات في أوروبا ومواقع متخصصة لتسويقه على شبكة الإنترنت. أما من الناحية اللغوية، فكلمة البوركيني مكونة من كلمتين أولهما "بور" وهي اختصار للبرقع.

مشاركة :