جدة عبد العزيز الخزام قبيل بداية الموسم الثقافي الجديد، تواجه المؤسسات الثقافية المحلية أزمات ومواقف تركها الموسم الثقافي السابق، سوف تلقي بظلالها على الموسم الجديد بشكل أو بآخر. لعل أبرز ما يمكن حصره من هذه الأزمات، هو الأثر الذي أحدثه الحكم القضائي تجاه انتخابات نادي أبها الأدبي، وتعيين مدير عام للأندية الأدبية مرتين خلال أقل من أربعة أشهر، لأسباب مختلفة. وتدخل الإدارة العامة للأندية الأدبية، على وجه الخصوص، الموسم مع مدير جديد (الأمير سعود بن محمد)، بكثير من الآمال والتطلعات لقضاء موسم مثمر يقدم مزيداً من الحصاد الثقافي والأدبي للساحة المحلية التي تعاني من البطء الشديد للحراك الثقافي. وقال رئيس مجلس إدارة نادي جدة الأدبي الدكتور عبد الله السلمي: «إن التطلعات لا تحد، والطموحات لا تعد، لكن حتمية استحضار الواقع تجعلنا في نادي جدة ندقق بلا اندفاع، ونخطط بتريث، وننتقي من الأفكار والطموحات ما يستجيب للمرحلة ويتسق مع التطلع ويكون في حدود الممكن». وأشار السلمي إلى أنهم في مجلس إدارة النادي لا يؤمنون بجعل مراحل العمل في المؤسسات حقباً تاريخية: «لكننا دائماً نتواصى على أننا سنبني على ما وجدناه ونعززه، وفاء لهذه المؤسسة وحرصاً على نجاحها، وستكون خططنا التطويرية وفق متطلب المرحلة سواء على مستوى آليات العمل أو على مستوى المناشط أو على مستوى الشرائح المستهدفة من المجتمع». وقال: «إن من الحكمة، أن أي فريق عمل، إذا جاء إلى مكان ما، يُفترض به ألا ينسف الماضي، أو يتنكر له، أو يعمد إلى تجاهله أو تسفيهه، وعلى أي مجلس أن ينظر إلى المنجز، فما يراه محتاجاً إلى بناء إضافي يضيفه، وما يحتاج إلى تطوير يطوره». وبين أن التحدي الأكبر أمامهم، هو جعل النادي منبراً للشباب يغشونه كل حين، يرعى مواهبهم ويحقق طموحاتهم وينمي انتماءهم ويصقل إبداعاتهم. وفيما يخص المنتديات والمؤسسات الثقافية الخاصة، فإن صاحب ومؤسس «أسبوعية القحطاني» في جدة، الدكتور عبد المحسن القحطاني، يؤكد أنه سيعمل على تقديم مزيد من الحراك الذي سيقدم إضافة للمشهد الثقافي، موضحاً اعتقاده أن المنتديات والمؤسسات الثقافية الخاصة ليست بديلاً، وإنما «حقل ثقافي جديد»، مشيراً إلى أن «المنتديات الأدبية لن تكون في يوم من الأيام بديلاً من الأندية الأدبية، بل رافدة ومضيفة للأندية، والمساحة تتسع للجميع». وشدد القحطاني على أن أسبوعيته الثقافية تحرص على الخوض في الحراك الثقافي بكل ثقة من أجل المستقبل والوطن، لكنه، لا ينسى التأكيد مرة أخرى: «المنتديات الخاصة، أو المؤسسات المدنية، إن تحولت إلى مؤسسات، فسوف تقدم كثيراً للساحة، لذلك إنني أطالب كل من يستطيع أن يفتتح مجلساً للحوار، أو منتدى، أن يفعل ذلك».
مشاركة :