(أ ف ب) – توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظام بيونغ يانغ بـ”النار والغضب” فيما هددت كوريا الشمالية اليوم الأربعاء، بقصف منشآت في جزيرة غوام التابعة للإدارة الأمريكية في المحيط الهادئ. وأعلنت بيونغ يانغ أنها “تدرس بعناية خطة العمليات لإقامة حزام ناري في المناطق المحيطة بجزيرة غوام بواسطة الصاروخ البالستي متوسط المدى هواسونغ 12″، وفق ما اوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. وأضافت الوكالة أن هذه الخطة قد يتم تنفيذها “في أي لحظة، فور اتخاذ كيم جونغ أون القائد الاعلى (…) قرارا بذلك”. قبل ذلك بساعات، وجه دونالد ترامب تحذيرا بالغ الشدة إلى النظام الشيوعي، متوعدا بـ”النار والغضب”. وقال الرئيس الأمريكي من نادي الغولف الذي يملكه في بدمنستر بولاية نيوجيرسي حيث يقضي إجازة “سيكون من الافضل لكوريا الشمالية ألا توجه مزيدا من التهديدات إلى الولايات المتحدة”. وأكد أن هذه التهديدات إذا ما تواصلت “ستواجه بالنار والغضب”، ملوحا برد “لم يشهد العالم له مثيلا”. ويشكل تهديد ترامب تصعيدا كبيرا في خطاب واشنطن حيال البرنامجين البالستي والنووي لكوريا الشمالية اللذين كلفا بيونغ يانغ الاسبوع الماضي دفعة سابعة من العقوبات الصادرة عن الامم المتحدة. ودعت وزارة الخارجية الألمانية الاربعاء كوريا الشمالية والولايات المتحدة الى “ضبط النفس”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن شايفر “نتابع بقلق بالغ الخطاب التصعيدي حول شبه الجزيرة الكورية، الأوضاع بالغة الخطورة”. غوام مستعدة تضم جزيرة غوام التابعة للولايات المتحدة، ومساحتها حوالى 550 كيلومترا مربعا، قاعدة بحرية وقاعدة عسكرية أمريكيتين. وهي تشكل مركزا متقدما للقوات الامريكية على طريق آسيا. وتنشر الولايات المتحدة 6 آلاف جندي في قاعدتي اندرسون الجوية وغوام البحرية في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 162 الف نسمة. وقلل حاكم غوام ادي كالفو من أهمية التهديدات الكورية الشمالية الا انه شدد على ان الجزيرة “مستعدة لكل الاحتمالات”. وحلقت قاذفات اميركية من نوع بي-1بي متمركزة في غوام في أجواء شبه الجزيرة الكورية في تحرك “يثبت” بحسب الوكالة الكورية الشمالية ان “الاميركيين الامبرياليين هم دعاة حرب نووية”. وكشفت صحيفة واشنطن بوست الثلاثاء معلومات عن التقدم الذي حققته كوريا الشمالية في برنامجها النووي. ونقلت الصحيفة الثلاثاء عن تقرير سري أنجزته وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية الشهر الماضي أن النظام الشيوعي نجح في تصغير رؤوسه النووية لتثبيتها على صواريخ عابرة للقارات، ما يمكنه من التهديد بشن هجوم نووي على القوة الأولى في العالم. وهذا التقدم يسمح لبيونغ يانغ بأن تصبح قوة نووية فعلية قادرة على تحقيق الهدف المعلن لزعيمها كيم جونغ أونغ، وهو ضرب الولايات المتحدة. مبارزة دبلوماسية واختبر نظام بيونغ يانغ حتى الآن عدة صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وأجرى اختبارين ناجحين لصاروخين بالستيين عابرين للقارات قادرين على بلوغ الأراضي الأميركية. غير أن قدرته على تصغير حجم رأس نووي إلى حد يسمح له بتثبيته على صاروخ كان لا يزال موضع تشكيك. وكان المحللون وعناصر أجهزة الاستخبارات مقتنعين حتى الآن أنه على الرغم من مضي عشر سنوات على أول اختبار نووي أجرته بيونغ يانغ في تشرين الأول/أكتوبر 2006، فإن كوريا الشمالية بحاجة إلى عدة سنوات قبل أن تمتلك تقنية تصغير الرؤوس النووية. لكن بحسب التقرير الذي يحمل تاريخ 28 تموز/يوليو وتلي مقطع منه لصحيفة واشنطن بوست، فإن “أجهزة الاستخبارات تعتبر أن كوريا الشمالية صنعت أسلحة نووية يمكن تثبيتها على صواريخ بالستية، بما في ذلك صواريخ بالستية عابرة للقارات”. وتوصلت وزارة الدفاع اليابانية إلى الاستنتاج ذاته، وفق الصحيفة. وتطرح تهديدات بيونغ يانغ المتكررة وتجاربها الصاروخية المتتالية خلال الأشهر الأخيرة مشكلة كبيرة لدونالد ترامب منذ وصوله إلى السلطة. وطالب الرئيس الأميركي بإصرار الصين، الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية، بالتحرك لضبط الدولة المجاورة لها. خط أحمر وعلى الصعيد الدبلوماسي، صادق مجلس الأمن الدولي بالإجماع السبت على قرار يعزز بشكل ملحوظ العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ، ما سيحرم كوريا الشمالية من مليار دولار من العائدات السنوية. وتسعى الأسرة الدولية من خلال استهداف هذا البلد ماليا لإرغامه على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولا سيما بعد إطلاق صاروخين عابرين للقارات في تموز/يوليو. وفرضت الأمم المتحدة منذ 2006 سلسلة عقوبات على كوريا الشمالية بدون أن تنجح في ثني زعيمها. وأجرت بيونغ يانغ آخر تجربة نووية في 9 أيلول/سبتمبر 2016 واعتبرت قوة الانفجار أقوى بمرتين من القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما. في واشنطن، ارتفعت عدة أصوات منددة بتصريحات الرئيس. وكتب البروفسور في جامعة يونسي في سيول جون ديلوري في تغريدة على تويتر “المزايدة في التهديدات مع كوريا الشمالية أشبه بالمزايدة في الصلوات مع البابا”. وانتقد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الديموقراطي إليوت إنغل “الخط الأحمر السخيف” الذي رسمه ترامب إزاء تهديدات بيونغ يانغ المتواصلة. وقال “إن أمن أميركا لا يقوم على قوة جيشنا فحسب، بل كذلك على مصداقية القائد الأعلى لقواتنا المسلحة”، منددا بأطباع الرئيس “النزقة”. كما شكك السيناتور الجمهوري جون ماكين في رد ترامب فقال ان “القادة العظماء” لا يهددون أعداءهم إلا إذا كانوا جاهزين للتحرك مضيفا “لست واثقا بأن الرئيس ترامب جاهز للتحرك”. ورأى الأمين العام السابق للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن تصريحات ترامب “تهدف إلى إخافة بكين وبيونغ يانغ على السواء” محذرا “لكن الخطوط الحمر الرئاسية التي تبقى حبرا على ورق تولد سوابق خطيرة”.
مشاركة :