الرياض – نجحت قوات سعودية خاصة الأربعاء في تطهير العوامية بشرق المملكة من عناصر ارهابية بعد نحو خمسة أشهر من مواجهات مسلحة مع ارهابيين من الأقلية الشيعية. وأعلنت القوات الخاصة سيطرتها على حي المسورة حيث تحصن الارهابيون. وشهد الحي أعمال عنف على خلفية مشروع عمراني، بحسب ما أعلن الأربعاء شهود ومسؤول ووسائل إعلام. وأكدت صحيفة "سبق" الالكترونية أن أجهزة الأمن أنهت الثلاثاء "فرض سيطرتها الأمنية بحي المسورة بالعوامية وطهرت الحي من الإرهابيين المتحصنين فيه وذلك بعد عمليات أمنية نفذتها أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين والقبض على مجموعة آخرين". وتقع بلدة العوامية حيث حي المسورة، في محافظة القطيف وهي مسقط رأس رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي أعدم في يناير/كانون الثاني 2016 بعد ادانته بتهمة الارهاب. وكان النمر أحد مؤججي العنف الطائفي في 2011 بشرق المملكة. وعثر الأمن السعودي بعد السيطرة على الحي كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة والمتفجرات ومصنع استخدمه المطلوبون لتجهيز القذائف والعبوات الناسفة. وتمكنت القوات الخاصة من القضاء على عدد من الإرهابيين فيما بادر عدد آخر بتسليم أنفسهم. ويشهد حي المسورة منذ مارس/اذار مواجهات مسلحة بين قوات الأمن ومسلحين مطلوبين بتهم تتعلق بالارهاب. وتقول السلطات إن الحي تحول في السنوات الأخيرة إلى "وكر للإرهابيين ومروجي المخدرات". وبدأت المواجهات مع بدء أعمال مشروع عمراني يهدف إلى تحويل الحي إلى مقصد تجاري وثقافي عبر بناء مجمع تجاري وسوق تراثي ومركز ثقافي. ويشمل المشروع هدم عدد من المنازل القديمة والمهجورة والآيلة للسقوط في الحي وهو ما يرفضه سكان تعللوا بالحفاظ على الجزء التاريخي منه. والأربعاء قال وزير الإعلام السعودي عواد العواد في تغريدة على حسابه في تويتر "حزم القيادة الرشيدة في القضاء على الارهاب وبسط الأمن والأمان في جميع ربوع وطننا الغالي تجسد في نجاح أبطالنا رجال الأمن في تطهير حي المسورة". كما ذكرت صحيفة "عكاظ" المحلية أن الأجهزة الأمنية "أعادت الأمن والاستقرار" إلى العوامية. وفي منطقة قريبة من الحي الذي يضم نحو 500 منزل ويعيش فيه ما يقارب ثمانية آلاف أسرة، قال سكان ان عمليات اطلاق نار سمعت بشكل متواصل على مدى الأسبوعين الاخيرين، قبل أن تتوقف الثلاثاء ويعم الهدوء المنطقة. وأكد هؤلاء أن قوات خاصة سعودية تنتشر عند مداخل الحي وفي أزقته. ولم تعلن السلطات الأمنية رسميا بعد سيطرتها على المسورة، لكنها اصطحبت الأربعاء مجموعة من الصحافيين إلى الموقع للقيام بجولة في الحي. كما لم يحدد تاريخ بدء العملية الأمنية الأخيرة التي انتهت بالسيطرة عليه. وظهر في تسجيلات مصورة جرى تناقلها على موقعي تويتر وفيسبوك عسكريون أمام منازل قديمة يعلنون الانتصار في المسورة. وكتب على أحد الجدران خلف هؤلاء "تم بحمد الله تطهير العوامية برجال قوات الأمن الخاصة". وكتب على جدار آخر "رجال سلمان"، في إشارة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.