صيف شباب الكويت.. لا إجازة ولا ترفيه

  • 8/10/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حسين الفضلي | ينتظر الجميع العطلة الصيفية بفارغ الصبر، بعد موسم مُتعب من العمل للموظفين والدراسة للطلبة، ففي غالب الأمر يتجه هؤلاء برفقة عائلاتهم أو أصدقائهم إلى السفر للسياحة أو الراحة والاستجمام بعيداً عن الضغوط والحر اللاهب. التخطيط لقضاء العطلة الصيفية وكيفية استغلالها بالشكل السليم أمر يختلف من شخص إلى آخر، خصوصاً لدى الشباب الذين يشغلون الجزء الأكبر من المجتمع الكويتي بنسبة تتجاوز %72، وللسفر خارج البلاد النصيب الأكبر من تخطيطات مجتمعنا. يتساءل البعض لماذا يلجأ المواطن إلى السفر في العطلة الصيفية؟ ولماذا لا يقضيها في البلاد بأوقات ممتعة؟ ربما عدم وجود أماكن ترويح عن النفس وفعاليات ترفيهية سبب ذلك، وكما قلنا فإن المجتمع الكويتي مجتمع شبابي، مما يستوجب من الجهات المعنية تنظيم الأنشطة والفعاليات الصيفية الجاذبة، ليس فقط للشباب بل ولأُسرهم بمختلف الأعمار كذلك. «أين ستقضي العطلة الصيفية؟».. سؤال وجهته القبس إلى عدد من الشباب، المتزوج أو الأعزب، الموظف أو الطالب، لمعرفة كيف يخططون لاستغلال الإجازة الصيفية بشكل إيجابي. في البداية، قال المواطن غازي العنزي إنه ينوي السفر وقضاء العطلة الصيفية في إحدى الدول التي لم يتم تحديدها بعد، وذلك برفقة «أم العيال» وأبنائه، مبيّناً أنه يستغل هذه العطلة سنوياً في السفر والسياحة مع زوجته للترفيه والابتعاد عن ضغوط العمل. وأشار إلى أن غياب الأماكن الترفيهية في البلاد قد يكون أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع المواطنين إلى السفر للخارج، مضيفاً أنه لا بد من توفير أماكن سياحية وترفيهية لمختلف الفئات العمرية، وذلك من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من المواطنين. رحلة استكشافية أما الطالب محمد الشمري، فأكد أنه سيقوم برحلة استكشافية إلى جزيرة فيلكا خلال هذا الصيف برفقة زملائه في الجامعة، للاطلاع على ما تمت دراسته مؤخراً من أماكن تاريخية وآثار الغزو، واستكشاف طرق بنيان البيت الكويتي القديم، إضافة إلى دراسة الطرق وكيفية العيش في الماضي والمرور والتنقل بين الفرجان. وبيّن أنه زار فيلكا أكثر من مرة، وشاهد هناك المطاعم والأماكن السياحية وحديقة حيوانات وصالة للألعاب، لافتاً إلى أنه يقوم بالحجز والذهاب عن طريق «اليخوت» أو «الطراد»، بحيث تكون الرحلة لمدة ساعات أو أيام قليلة. حفل زفاف الشاب خالد المشوح، ذكر أنه يسافر برفقة الأصدقاء أو الأهل للسياحة في كل عطلة صيفية، لكن خلال عطلة هذا العام يستعد لحفل زفاف أشقائه، مبينا أن ذلك منعه من السفر لأنه يقوم بالترتيبات الأخيرة للعائلة و«المعاريس». ولفت إلى أن أشقاءه أعلنوا منذ أشهر نيتهم في الزواج في الصيف لتفرغ الأهل والأصدقاء بالكامل، ما جعل الأقارب يستعدون لحفل زفافهم وعدم السفر لقضاء العطلة بالخارج، موضحا أنه يقوم حاليا بالتسوق مع عائلته للانتهاء من استعدادات الحفل بشكل كامل. اما سالم حمود فيوضح انه سافر مع مجموعة من الأصدقاء إلى تركيا في أول يوم بالإجازة الصيفية، وزاروا مدينة بورصة وأهم معالم اسطنبول كالمسجد الأزرق وقصر السلاطين، مشيرا إلى أنه سيعاود الدوام خلال الأيام القليلة المقبلة. وذكر أن السفرة جاءت بناء على رغبة الأصدقاء في قضاء الإجازة الصيفية في تركيا، خصوصا أنهم في كل عام يقومون برحلة سياحية إلى العديد من الدول، لافتا إلى أنهم يلجؤون للسفر بقصد الترفية والسياحة، مختتما «إذا ما سافرنا وين نروح؟». ضغوط الدراسة أما الطالب عيد التركي، فيقول: بالنسبة لي ليس هناك عطلة صيفية وذلك بسبب الدوام الصيفي، مبينا أن تخصصه الدراسي يتطلب منه الدوام الصيفي للتخرج بأسرع وقت ممكن، وأن ضغوطات الدراسة في الوقت الحالي لا تسمح له بالسفر أو الترفيه. وتحدث التركي عن تخطيط الشباب للسفر، مؤكدا أن ذلك جاء لعدم وجود متنفس وأماكن حاضنة لهم، خصوصا في الفترة الصيفية، ما يجعلهم يخططون قبل العطلة بالسفر وقضاء الإجازة خارج البلاد، مطالبا الجهات المعنية بضرورة احتضان الشباب واستثمار طاقاتهم بشكل ايجابي خلال العطلة وبالطرق السليمة من خلال الأنشطة والبرامج الجاذبة. محطة حياتية مهمة يعتبر عدد كبير من الشباب الإجازة الصيفية واحدة من أهم المحطات الحياتية التي ينتظرونها بشغف بعد العمل وانتهاء السنة الدراسية، وان السفر إلى الخارج يفيد الفرد من حيث اكتساب الأصدقاء الجدد واستكشاف المعالم في الدول الأخرى، واشار بعضهم الى انهم يحرصون فيها على التفرغ لزيادة حصيلتهم المعرفية والمهارية في مجالات تخصصهم ومواهبهم. سالم حمود – محمد الشمري – غازي العنزي «هيئة الشباب»: أنشطة وبرامج صيفية للجنسين خالدة السلاحي أعلنت الهيئة العامة للشباب عن إعداد عدد من البرامج والأنشطة خلال الفترة الصيفية للشباب من الجنسين، وانها تشمل مختلف الأعمار الشبابية، وتتناول قضايا وجوانب اجتماعية ورياضية وفكرية وتربوية وثقافية وفنية وغيرها من الأمور التي تعود بالمنفعة على الشباب من خلال استغلال أوقات الفراغ بالشكل الايجابي. وأشارت الهيئة إلى أن هذه البرامج والأنشطة تأتي ضمن خطتها في استثمار الطاقات الشبابية، خصوصا في الفترة الصيفية، ومن أبرز البرامج نادي مكارم الصيفي للفتيات الذي يُعد ناديا تربويا لغرس القيم، ويقدم مجموعة من البرامج والفعاليات الممتعة والمفيدة مجانا، من خلال فريق تربوي كويتي متخصص، خلال فترة الصيف من يوليو وحتى سبتمبر المقبل. خدمات تربوية بدوره، يقول مدير نادي مكارم الصيفي للفتيات خالد المطيري، انه تم عمل لقاء تعريفي لأولياء الأمور عن أنشطة وفعاليات النادي لإشراكهم في جميع الأمور المتعلقة بأنشطة النادي الصيفي، موضحا أن النادي يسعى إلى تقديم خدمات تربوية للفتيات من عمر 5 حتى 11 سنة، ويعتمد على الحركة والبحث واللعب كمنهج تعليمي، كما يسعى إلى غرس مكارم الاخلاق والقيم الحياتية والقيادية لدى الأبناء، واكتشاف الذات والقدرات والمهارات والهوايات من خلال مجموعة من البرامج والفعاليات الممتعة والمفيدة. وأشار المطيري إلى أن نادي مكارم يهدف الى التشجيع على التحلي بمكارم الاخلاق وكسب محبة الناس والعيش بسلام ومودة وغرس أهمية القيم الإسلامية التربوية لبناء الشخصية المتزنة، كالتعاون والصدق والأمانة واحترام الآخرين وبر الوالدين وحب الوطن ومساعدة الآخرين، والمساهمة في خدمة المجتمع والعمل على البذل والعطاء والتعاون والتكافل الاجتماعي بين المجتمع، وكسب مهارات جديدة كالرسم والطبخ والتصوير والكاراتية والكتابة والقراءة والعمل التطوعي والمناظرة والرياضة والسباحة وفن الخطابة. شخصية متزنة من جانبها، ذكرت المديرة التنفيذية الميدانية للنادي خالدة السلاحي، أن النادي يعمل على بناء الشخصية المتزنة عن طريق مزاولة بعض الهوايات والأنشطة والفعاليات المفيدة بجو من الحركة واللعب من خلال إقامة دورات تدريبية محددة، ويتم التنفيذ في مركز شباب الشامية لمدة يومين من كل أسبوع ولمدة ثلاث ساعات، حيث يتم تقسيم الفتيات على مجموعات حسب العمر والهوايات وتقسيم الدورات على خمسة أسابيع. وبيّنت أن الأسبوع الأول سيتناول فيه قيمة التعاون وسيتم فيه فقرات متنوعة متمثلة في صندوق العجيب رسم وتلوين وسيتم عمل رحلة الى صالة التزلج وتكليفات للفتيات بالمنازل، أما الأسبوع الثاني فعن قيمة احترام الآخرين وستقدم فقرات متنوعة تتميز بالإثارة والتشويق وتعتمد على اللعب والحركة للفتيات وسيتم عمل رحلة لمركز سلوى للسباحة، فيما تتناول قيمة حسن الخلق في الأسبوع الثالث، على أن يكون الأسبوع الرابع عن قيمة الكرم وعمل أنشطة كالطاهية الصغيرة من خلال ألعاب وغرس القيم عبر اللعب وعمل زيارة الى المركز العلمي وجولة متكاملة بداخل المركز، إضافة إلى أن الاسبوع الخامس سيكون عن قيمة الصدق وفيه سيتم غرس مبادئ الثقة بالنفس لدى الفتيات وحكي قصص تربوية تعليمية، والاستعداد لحفل الختام بمشاركة أولياء الأمور.

مشاركة :