الجامعة العربية تطالب بتحرك دولي لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين

  • 7/18/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن الجامعة لن تتوانى عن التعاون مع دولة فلسطين لاستخدام جميع السبل القانونية لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين قضائياً في جميع المحافل ومحاكمتهم على مختلف الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تشكيل لجنة تقصي حقائق أممية للتحقيق في جرائم الحرب التي تقترفها إسرائيل في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات والآليات اللازمة لملاحقة مقترفيها. وقال العربي، في كلمته أمس أمام أعمال الدورة الحادية والعشرين الطارئة للاتحاد البرلماني العربي حول العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني التي عقدت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم ومشاركة رؤساء المجالس النيابية والشورى العربية والتي جاءت بناء على طلب سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وبمشاركته، إن النكبة الإنسانية التي يعيشها الأشقاء في قطاع غزة تتطلب تنسيق العمل لتقديم كل الدعم الممكن لرفع بعض المعاناة الإنسانية وتدهور الحياة المعيشية في غزة جراء العدوان الحالي والحصار المتواصل وصولاً إلى إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب. وأكد العربي أهمية الدور الذي يلعبه الاتحاد البرلماني وباقي البرلمانات العربية لدعم القضية الفلسطينية على الساحة البرلمانية الدولية، وأثر هذا الجهد الإيجابي في كسب نصرة كثير من برلمانات العالم للشعب الفلسطيني، وأيضا دوره في توجيه بوصلة حكومات هذه البرلمانات لصالح القضية الفلسطينية. وأشار العربي إلى أن اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي عقد منذ يومين على مستوى وزراء الخارجية واجتماع الاتحاد البرلماني العربي من أجل نصرة الشعب الفلسطيني ودعم صموده ونضاله بعث برسالة قوية إلى جميع الشعوب فى كل مكان مفادها أن أياً كان الظرف السياسي الذي يمر به الوطن العربي فسوف تظل الدول العربية حكومات وبرلمانات وشعوباً تعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضيتها المركزية المحورية الأولى وأنها لن تتأخر يوماً عن نصرة الشعب الفلسطيني ودعم حقه في النضال بكافة أشكاله من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة. الغانم : الصراع العربي الإسرائيلي لايزال العامل الأهم في رسم حاضر المنطقة ومستقبلها ونوه العربي بنتائج اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري يوم الاثنين الماضي حيث اتخذ قراراً يدين بكل قوة العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد المدنيين الذي يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم ،كما أنه دّعم المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار، ويقف بكل قوة إلى جانب الوفاق الوطني الفلسطيني. ووجه العربي تحية تضامن واحترام واعزاز للشعب الفلسطيني في غزة وبقية الأراضي العربية المحتلة الذي يقاوم بكل صمود آخر معقل من معاقل العنصرية الابارتايد والاستعمار في القرن الواحد والعشرين، مشيرا إلى أنه ولليوم التاسع على التوالي تتواصل آلة الاحتلال العسكرية الإسرائيلية العنصرية سعيها الغاشم لسحق صمود الشعب الفلسطيني المقاوم في غزة وتستمر قوات الاحتلال الإسرائيلية في قصف الشعب الفلسطيني الأعزل لكتم صوته الذي يطالب بنيل حقوقه الأساسية المحروم منها وفي طليعتها حقه في الحياة بحرية دون احتلال أو حصار أو هدر لآدميته كي يصل عدد الشهداء إلى ما يزيد على مائتي شهيداً من بينهم 36 طفلاً و30 امرأة بالإضافة إلى ما يزيد على ألف وأربعمائة جريح ومئات المنازل المدمرة بشكل كلي أو جزئي جراء القصف . وقال العربي إنه أيضا لليوم التاسع على التوالي يفشل مجلس الأمن الدولي كما فشل على مدار السنوات السبع وستين الماضية في اتخاذ تدابير تجبر قوة الاحتلال الإسرائيلية على الانسحاب من الأراضي المحتلة أو تضمن حماية الشعب الفلسطيني من التنكيل والمجازر المتكررة التي تطال أفراده دونما تمييز بين طفل أو امرأة أو كهل. ومن جانبه، قال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم ،في كلمته، إن هذا الاجتماع الطاريء يأتي تكريسا وتأكيدا لعهدنا بنصرة غزة وأهلها الذين يتصدون لإحدى أكثر القوى العسكرية قوة ولؤما وتوحشا وجرما وأكثر التحالفات الدولية تحيزا غطرسة وتآمرا . ووجه الغانم الشكر للدكتور نبيل العربي لسرعته في الاستجابة لطلب استضافة اجتماع الاتحاد البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية،لافتا إلى أن الجهد العربي المشترك ليس له إلا مصب واحد لانحيد عنه ولانميل لسواه هو الجامعة العربية بكل ما تمثله وما ترمز اليه. وشدد الغانم على أن الهدف الأساسي الذي نعمل عليه هو حل القضية الفلسطينية حلا عادلا شاملا يضمن للشعب الفلسطيني المرابط كامل حقوقه في الأرض والقدس والدولة المستقلة. وأوضح الغانم أن الجريمة الإسرائيلية التي ترتكب بحق غزة أخطر بكثير من أن تغيب عن اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي وجهوده ومساعيه خاصة وأن القضية الفلسطينية بكل أبعادها لم تغب يوما عن فكر الاتحاد وهمومه وأولوياته بل الأكثر من ذلك أن القضية الفلسطينية بالذات وعلى وجه الخصوص كانت بشكل أو بآخر من مبررات قيام هذا الاتحاد ومنطلق رسالته. وأشار الغانم إلى أن كل تظاهرات الوعيد والتهديد والتنديد لاتشفي جراح طفل من أطفال غزة فضلا عن كل الأصوات الهادرة في الشوارع والساحات وفي الاذاعات والفضائيات لاتشفي شعورنا العميق بالتقصير ولاتغسل الاحساس بالقهر والعجز. وشدد الغانم على أنه كان لابد من الاجتماع ليس فقط للتنديد بالجريمة الاسرائيلية وادانة الوحشية الاسرائيلية حيث إنه لسنا بحاجة للتذكير بأن اسرائيل قامت على الاغتصاب وتوسعت العدوان وتحصنت بالظلم واستقوت بالظالمين وبالتالي أي استضافة في هذا الكلام لن يعزي أمهات الشهداء، وإنما انطلاقا من المسؤولية القومية للاتحاد وللتعبير عن روح الأمة على الرغم من أن الاتحاد لايملك السلطات والأدوات التي تتيح لها دورا فاعلا في نصرة غزة. وأضاف الغانم أن الصراع العربي الاسرائيلي لايزال العامل الأهم في رسم حاضر المنطقة ومستقبلها وفي تحريك أدواتها وأحداثها،مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تمثل أيضا محور الخطاب السياسي العربي الرسمي والشعبي حيث إنه بسببها عاشت المنطقة في حالة توتر دائم وانفجر عنها أربع حروب رئيسية. وأعرب الغانم عن أمله في أن يسهم الاجتماع في إعادة قضية العرب الأولى دورها في توحيد الصف العربي ،مشددا على أن الإجرام الإسرائيلي ليس حالة استثنائية أو مفاجئة، والتقصير العربي ليس جديدا أو طارئا. وأضاف أن الإجرام هو أسلوب اسرائيل منذ قيامها ، والتقصير العربي هو حصاد متراكم لتفرق متواصل واختلاف متجدد منذ استقلال دول المنطقة . وطالب بضرورة أن يكون الاجتماع دعوة للعمل من أجل إيجاد آليات وقنوات جديدة أقرب للواقعية من مجرد الشجب والإدانة والاستنكار، ومن أجل منع مذابح جديدة ومن أجل توحيد العرب حول قضيتهم الفلسطينية ومن أجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية. ومن ناحيته، أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ،في كلمته، أن العدوان الاسرائيلي الغاشم القائم على قطاع غزة الآن والذي بدأ في القدس هو تتويج لسلسة طويلة من الاعتداءات والانتهاكات المستمرة من اغتيالات وتدمير للمنازل واجتياحات واعتقالات ومصادرة للأراضي وبناء المزيد من المستوطنات والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري والسماح لقطعان المستوطنين المدججين بالسلاح بممارسة جميع صور الاذلال والتحرشات والاعتداءات ضد أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاته من عقارات ومزروعات ومؤسسات ومنازل إضافة إلى تدنيس مقدساته الاسلامية والمسيحية . وقال الزعنون إن إسرائيل دائما تسعى إلى قلب الحقائق حيث استغلت دولة الاحتلال حادثة خطف ومقتل ثلاثة مستوطنين التي لم تعلن أية جهة فلسطينية مسؤوليتها عنها رغم سلسلة الجرائم التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني يوميا وقامت بتعبئة الرأي العام لديها بمزيد من الحقد والكراهية ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف الزعنون أن الكيان الغاصب لايزال يقوم بعدوان شامل على قطاع غزة من البحر والجو والأرض ويستخدم كل أدوات القتل والتدمير الجهنمية التي يمتلكها بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا – كما جاء فى شهادة الطبيب النرويجي - مستهدفا المنازل وسكانها والمؤسسات المدنية والبنية التحتية بما فيها المساجد مما أوقع أكثر من مائتي شهيد وأكثر من ألف من الجرحى إلى جانب تشريد عشرات الآلاف من السكان من منازلهم . وأعرب الزعنون عن أمله في أن تنجح المبادرة المصرية في لجم العدوان الاسرائيلي الهمجى على قطاع غزة مع عدم تكراره وأن يتم رفع الحصار الاسرائيلي الظالم الذي يفرض بالقوة العسكرية المسلحة المعتدية على الشعب الفلسطيني وأن يتم فتح المعابر . وأوضح الزعنون أن هناك جملة من الأهداف يريد الكيان المغتصب تحقيقها من وراء هذا العدوان أولها ضرب المصالحة والوحدة الوطنية التي انجزت مؤخرا وثانيها الخروج من أزمته الداخلية على مستوى الائتلاف الحاكم وثالثها محاولة تلميع وجه حكومة الاحتلال المتطرفة أمام الرأي العام العالمي بشكل عام والأوروبي بشكل خاص بعد المقاطعة الواسعة لمنتجات مستوطناتها وبوادر عدم الرضا من سياستها الاستعلائية والاستيطانية وإفشالها لأي حل سياسي قائم على حل الدولتين بالتظاهر بأنها تدافع عن مواطنيها ضد إرهاب فلسطيني يستهدف حياتهم وكيانهم موظفين آلتها الإعلامية ولوبياتها المتعددة في أمريكا وأوروبا بتحقيق هذا المسعى ..كما يهدف هذا العدوان الآثم إلى التغطية على محاولات إسرائيل لتهويد القدس والتوسع الكبير في الاستيطان ومحاولة كسر صمود الأسرى الفلسطينيين . وأعرب الزعنون عن أمله في أن تقوم الأمم المتحدة بإنشاء نظام خاص تضع فيه الأراضي الفلسطينية التي تتعرض لهذا العدوان الهمجي تحت نظام الحماية الدولية كما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس " أبومازن " ، داعيا البرلمانات العربية إلى دعم هذا المسعى . وطالب الزعنون البرلمانات العربية بضرورة التنديد بإعادة اعتقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ونواب آخرين بلغ عددهم حتى الآن 35 نائبا والطلب من الاتحاد البرلماني الدولي والمؤسسات البرلمانية الاقليمية والدولية الأخرى الضغط على حكومة الاحتلال وبرلمانها للافراج عنهم . ودعا إلى التنديد بإعادة اعتقال الأسرى المفرج عنهم بموجب اتفاقية "شاليط" وغيرهم من الأسرى الإداريين والمطالبة بالإفراج عنهم . وشدد على ضرورة دعم قطاع غزة بالمواد والمستلزمات الطبية وغيرها من المساعدات الضرورية والعاجلة والمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي الظالم عنه وفتح المعابر لحركة الأفراد والبضائع . ودعا الزعنون إلى العمل على عقد مؤتمر جنيف للدول المتعاقدة على اتفاقيات جنيف لإلزام إسرائيل باحترام وتطبيق هذه الاتفاقيات على الشعب الفلسطيني الواقع تحت هذا الاحتلال الوحشي والتركيز في الاتصالات على تحريم القانون الدولي والإنساني لاستهداف المدنيين وعمليات الإبادة التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وإسرائيل تتحايل على ذلك بتوجيه إنذار كاذب قبل استهداف المنازل بثوان قليلة . وأكد الزعنون على أهمية توجيه الدعم والمساندة العربية لحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني لدعم الوحدة الفلسطينية وتعزيزها.

مشاركة :