الخط العربي مازال يكتب التاريخ ويصنع الصحافة بقلم: شريف الشافعي

  • 8/10/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة الأهرام المصرية تحتفي بالخط العربي وتوثق رحلته مع المانشيتات والعناوين الصحافية التي كتبت بخط اليد، من خلال معرض للفنان محمد المغربي.العرب شريف الشافعي [نُشر في 2017/08/10، العدد: 10718، ص(18)]توثيق التاريخ الصحافي القاهرة – تحتفي صحيفة الأهرام المصرية بالخط العربي وتوثق رحلته مع المانشيتات والعناوين الصحافية التي كتبت بخط اليد، من خلال معرض للفنان محمد المغربي بعنوان “الخط العربي يكتب التاريخ”، الذي يؤرخ ويسجل مراحل مهمة وأحداثا فارقة في تاريخ مصر الحديث. ويأتي المعرض ليؤكد أن الخط العربي اليدوي لا يزال يكتب التاريخ ويسهم في صناعة الصحافة في عصر زاد الحديث فيه، ليس فقط عن انحسار العنصر البشري، بل وعن زوال الورق والأحبار إلى غير رجعة ليسود بدلا منهما النشر الرقمي. وذلك في سياق احتفالات “الأهرام” بمرور 142 عاما على إصدارها، ويستمر حتى 17 أغسطس الجاري. ويعتبر المغربي أن خطوطه الفنية تمثل تفاعلا مع الأحداث انطلاقا مما لامسه شخصيا، ويقدم من خلال أكثر من أربعين لوحة رسالتين: الأولى “استعادية” مفادها أن الأعداد التاريخية من الصحف لا يمكن نسيانها، والثانية “راهنية ومستقبلية” فحواها أن الخط العربي اليدوي لن يندثر في الصحافة المعاصرة مهما علا صوت الآلة وطغت التكنولوجيا، وتؤكد أن الخطاط الصحافي باقٍ وفاعل في المشهد الإعلامي رغم تقلص دوره. وتجسد اللوحات خلال السنوات القليلة الماضية مانشيتات وعناوين صحافية سجلت أحداثا بارزة لن تُنسى، وأرّخت لمراحل مهمة في تاريخ مصر الحديث، فإحدى اللوحات “الشعب أسقط النظام”، كانت مانشيت “الأهرام” يوم 12 فبراير 2011، وجاءت فلسفة اختيار الخط اليدوي للمانشيت بأنه الأبسط والأنسب للتعبير عن روح الإرادة الشعبية وفعالية الحس الإنساني. وضم المعرض لوحات أخرى كانت ملائمة بحروفها اليدوية الحمراء للتعبير عن أحداث ذات طابع شعبي وجماهيري في أعداد تاريخية للصحيفة ذاتها، ومنها “ملحمة وطنية جديدة” لتجسيد افتتاح قناة السويس الجديدة منذ عامين، و”عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر.. احتفالات شعبية في الميادين”، للتعبير عن تقلد الرئيس السيسي رسميّا حكم مصر في مطلع يونيو 2014. وتوضح فكرة المعرض أن العنوان الصحافي له فلسفاته المتعددة التي تختلف وفق نظريات الإعلام وسياسات الصحف وآراء شيوخ المهنة، ومع تعدد مدارس ومذاهب الخطاطين المتفاعلين مع العناوين والمانشيتات والأحداث، صار لكل فنان نهجه التعبيري وبصمته الواضحة. وتتيح الكتابة اليدوية للخط العربي جماليات كثيرة لا يوفرها الكمبيوتر، فمن جهة يمكن للخطاط أن يضفي انفعالاته وتدفقاته الشعورية على العناوين والمانشيتات التي يتعامل معها كلوحة فنية بإمكانه التحكم في هندستها وإشعاعها وألوانها قدر المستطاع، ومن جهة أخرى تكون المرونة كاملة في حالة الكتابة اليدوية من حيث القدرة على الإبداع والخلق وأساليب المد والاستدارة والتداخل والزخرفة والتركيب. ومن بين الخطوط العربية الكثيرة ذات الفنيات العالية، انتشر خط “الرقعة” في الصحافة كما لم ينتشر خط غيره، لتميّزه بالسهولة والجمال والاستقامة والبعد عن التعقيد، ويعود هذا الخط إلى العهد العثماني حيث عُرف في حوالي عام 850 الهجري، وتم اعتماده بعدها في المعاملات الرسمية.

مشاركة :