تحدّث الدكتور ماجد الأنصاري، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر عن ثلاث مراحل، ما قبل الأزمة، وأثناء الأزمة، والتداعيات المستقبلية للأزمة، لافتاً إلى ضرورة فهم الحديث من المواقف، والتطورات التي سبقت حدوث الأزمة. وأشار إلى أن الخلاف التاريخي بين دول الحصار وقطر قديم، وتشترك هذه الدول جميعها في أزمات مختلفة عبر التاريخ، وهي خلافات لم تنطفئ جذوتها، لكن الظرف السياسي لم يمكّن للخلاف أن يصل إلى هذا الحجم الذي بلغه حالياً. كما لفت إلى أن وقوف قطر بجانب غزة، كان منشأ الخلاف بين قطر وواشنطن، وتطور الخلاف، لكن العلاقة بين البلدين هي علاقة حب وكره، فيتوافقان في ملفات ويختلفان في أخرى. وعرج على أحداث الربيع العربي، مع وجود محور داعم له، وآخر رافض تماماً. في حين كان موقف قطر ثابتاً وداعماً للثورات من البداية واستمر عليه، حتى بعد فشلها في عدد من الدول. كما أشار إلى ضرورة فهم الخلافات ولعبة الكراسي داخل المملكة العربية السعودية، بسبب الخلاف حول ولاية العهد، مشيراً إلى حاجة المملكة للاستقرار، لأن ذلك له تأثير على المنطقة، لافتاً إلى أن محاولة إيجاد دولة بديلة في قطر هي من متطلبات ترتيب بيت الحكم السعودي. وتطرق إلى وصول ترمب لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأميركية، بفعل حالة سخط سياسي متعددة الأشكال، والرغبة الشعبية في معاقبة الطبقة السياسية، وإيجاد استقرار اقتصادي، قائلاً إن وصول ترمب مثّل فرصة للاعبين دوليين لإطلاق مشاريع لم يكن ممكناً تمريرها في حال وجود إدارة سياسية مستقرة في البيت الأبيض، بما في ذلك دول الحصار التي وجدت في قمة الرياض فرصة للانفراد بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، واستخراج مواقف جديدة، الأمر الذي يفسر المواقف الأميركية في بداية الأزمة. كما أشار إلى وجود أزمة «أنا سياسية» في المنطقة، منوّهاً بأن الجيل الحالي يريد فرض شخصيته، والتأكيد على قدرته في تسيير المنطقة، والاستفراد بالقرار، الأمر الذي يفسر الموقف المتسلّط والمتعنت للأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. كما أشار إلى وجود مجموعة داخل البيت الأبيض تريد عودة الأنظمة التي ترى أنها حققت الاستقرار في المنطقة لسنوات طويلة، الأمر الذي يفسر تصريحات السفير الإماراتي في واشنطن، وحديثه عن الرغبة في قيام أنظمة علمانية، بذريعة أنها البديل الأفضل لأنظمة تسببت في عدم الاستقرار بالمنطقة. كما شدّد الأنصاري على التأكيد أن قرار الحصار صاحبه وجود تهديد عسكري في بداية الأزمة، واستعداد حقيقي لدى الدول المحاصرة لإنزال قوات عسكرية على الأرض لتغيير نظام الحكم، مشيراً إلى أنها ليست سابقة، بل إن هذا التهديد العسكري حدث للمرة الثالثة، كما جاء على لسان سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع. وفي تفسيره لتخبّط الموقف الأميركي، قال الأنصاري إن فشل دول الحصار في استجداء موقف أميركي قوي، رغم استمالتها الرئيس ترمب، يفسّره وجود طبقة نبلاء في الإدارة الأميركية هي التي تتخذ القرارات السياسية القوية.;
مشاركة :