وسط اشتداد الحرب الكلامية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كشفت كوريا الشمالية، أمس، أنها ستضع قريباً اللمسات الأخيرة على خطة لإطلاق أربعة صواريخ متوسطة المدى، باتجاه جزيرة غوام التابعة للولايات المتحدة، في غرب المحيط الهادئ. وعقب تحذير شديد اللهجة، أطلقه ترامب وتوعدها فيه «بالنار والغضب»، تهكمت بيونغ يانغ بالرئيس، ووصفته بأنه «فاقد الإدراك، لا يفهم إلا لغة القوة المطلقة»، محددة منتصف أغسطس الجاري لإنهاء مشروعها لضرب الجزيرة بأربعة صواريخ، من طراز «هواسونغ- 12»، ينتهي مداها على بعد 30 إلى 40 كلم منها. وخلال التجربة الأخيرة في مايو، قطع هذا الصاروخ المتوسط المدى، الذي أُطلق من زاوية مرتفعة، نحو 787 كيلومتراً. ويصل مداه الأقصى إلى 5 آلاف كيلومتر، أي أن غوام، التي تبعد 3300 كلم عن قواعد الصواريخ الكورية الشمالية، تقع في مرماه بكل سهولة. وفي حال أطلقت كوريا الشمالية بالفعل صواريخها، فسيضع ذلك القدرات البالستية الأميركية في المنطقة على المحك. ولم يحلق أي صاروخ كوري شمالي في أجواء اليابان منذ سنوات عدة، لكن عدداً من الصواريخ سقط، أخيراً، في المنطقة الاقتصادية الحصرية التابعة لطوكيو. وسبق لطوكيو، التي تمتلك منظومة صواريخ اعتراضية تُعرف بـ«ستاندرد ميسايل- 3» (إس إم- 3)، أن حذرت من أنها ستسقط أي صاروخ كوري شمالي يهدد أراضيها. وتستخدم هذه المنظومة تقنية «هجوم القوة العمياء»، أي ما يوازي شاحنة زنتها 10 أطنان، تنطلق بسرعة ألف كلم في الساعة تقريباً، لتدمير هدف من خلال الاصطدام به. وقد يخرج الصاروخ من الغلاف الجوي للأرض، ويعترض صواريخ بالستية على علو مرتفع. ونشرت واشنطن منظومتها القوية المضادة للصواريخ «ثاد» (ترمينال هاي ألتيتيود إيريا ديفنس) في منطقة آسيا- المحيط الهادئ، وضمنها غوام. وعلى غرار «إس إم- 3»، تستخدم هذه المنظومة الطاقة الحركية للصاروخ الاعتراضي، للقضاء على الهدف من خلال قوة الصدمة. وتكللت تجربتها الأولى في صد صاروخ متوسط المدى بالنجاح، الشهر الماضي، في ألاسكا. لكن الاعتراض يحدث في المرحلة «النهائية» من مسار الصاروخ، الأمر الذي يرجح أن تكون البطاريات التي تم نشرها في كوريا الجنوبية واليابان غير فعالة. في المقابل، ذكرت قناة «NBC» التلفزيونية أن «وزارة الدفاع (البنتاغون)، أعدت خطة لضربة وقائية مركزة تستهدف 20 موقعاً لإطلاق الصواريخ وإجراء التجارب، ومراكز الدعم التقني في كوريا الشمالية، في حالة صدور قرار من ترامب«، مبينة أن «النقطة الرئيسية في الخطة، هي الهجوم باستخدام القاذفات الاستراتيجية «B-1B لانسر» من قاعدة «أندرسون» في غوام.
مشاركة :