تجربة الإخوان أين مكمن الخلل ؟

  • 8/17/2013
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

ربما أفضل خدمة قدمها «الإخوان المسلمون» لشعوب الدول العربية وحكوماتها والمعارضة «هذا على افتراض أن هناك معارضة حقيقية ببعض الدول العربية»، هو انتقالهم ــ أي جماعة الإخوان المسلمون ــ من مقعد المعارضة ليتقدموا إلى كرسي الرئاسة والحكومة، فانكشف كل شيء للشعوب العربية أو لمن يريد رؤية الواقع العربي دون تزييف. فطوال 4 عقود «وجماعة الأخوان» يشتغلون كمعارضة على قضية خارجية لأشقاء لهم «فلسطين»، ولا يمكن تحريرها أو حلها بسبب الواقع العالمي وانحياز القوى العظمى لإسرائيل، وقوة وقدرة إسرائيل بالعالم، إذ استطاعت فرض قانون «معاداة السامية» في جل دول العالم التي يقول دستورها أن دينها المسيحية، فيمكن لك نقد «المسيحية»، لكن القانون سيطالك إن «نقدت السامية». قلت: كان «الإخوان» وهم يلعبون دور «حزب المعارضة» يشتغلون أو يستغلون قضية أكبر من أن تحل؛ لأن الدولة العثمانية التي انتهت عام 1922م تركت العالم العربي غارقا بالفقر والجهل، ويحتاج العالم العربي الخارج أكثر من اللازم. فبدأ «الإخوان» يشنون حملتهم على الحكومة بأنها عميلة للخارج لأنها تتعامل معهم، وأن على الجميع مقاطعة الخارج الغربي، ويعد العدة للقدس «على القدس ريحين شهداء بالملايين». وحين ثار الشباب بمصر على الواقع المعاش بالداخل، انتقل «الإخوان» الأكثر تنظيما من المعارضة لكرسي الحكم، ووجدوا أنفسهم أمام غواية «السلطة»، فتورطوا بخطابهم القديم «الحالم» إن أحسنا النية، أو «المخادع والمزيف» إن أسأت النية، وأصبحوا مجبرين على التعامل مع من وصفوهم سابقا «بالقردة والخنازير والأعداء»؛ فانكشف «الإخوان» انهم لا يختلفون كثيرا عن الحكومة السابقة المتهمة «بالعمالة للغرب»، فهم بدوا كعملاء ينفذون ما يطلبه الغرب، وأصبح من كانوا يصفونهم بقردة وخنازير «صديقهم الوفي». بقي أن أقول: إن تجربة «الإخوان» تستحق التأمل لمن يريد لعب دور المعارضة بالعالم العربي، وأن عليه توجيه خطابه للداخل من أجل الإصلاح والمساواة والعدالة الاجتماعية حتى لا يقدم نفسه صيدا سهلا لخصومه السياسيين، فمن السهل أن تقول ما تريد وأنت بالمعارضة بسبب جهلك بالواقع أو كذبك، ولكن حين تصل للسلطة سيفضحك الواقع بأنك لا تستطيع فعل ما قلته. S_alturigee@yahoo.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة

مشاركة :