ما زالت قضية عزوف الجماهير عن حضور ومتابعة أغلب مباريات المسابقات السعودية لكرة القدم واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق بال المسؤولين عن الحركة الرياضة، وبخاصة بعد أن وصلت الأحوال إلى تفوق لاعبي الفريقين والأجهزة الفنية والإدارية عدديا على الحضور الجماهيري لبعض المقابلات، وبلا شك أن ذلك يعد أمرا مقلقا ومستغربا قياسا بولع الجماهير السعودية بمتابعة المنافسات المختلفة، والتي تعد سرا من أسرار نجاحها والرقم الصعب للفرق، فوجودها يمنح المواجهات رونقا ونكهة مختلفة، والعكس صحيح، فغيابها يفقد المسابقات الرياضية الإثارة والقوة التي ننادي بها، لتنعكس بالتالي على عطاءات المنتخبات السعودية. وبالتأكيد أن هذا العزوف الجماهيري له مسبباته المختلفة، والتي تقع مسؤوليتها على عاتق عدد من الجهات والقطاعات المعنية بالحركة الرياضة وتسببها بما آلت إليه الكرة السعودية من تراجع وتذبذب في مستويات الأندية، وبالتالي تأثر المنتخب بهذا التذبذب الذي تسببت به وجود أخطاء تراكمية متكررة من تلك القطاعات ينبغي على أصحاب الشأن دراستها والتوقف عندها ليتم بالتالي تلافيها، فتلك الأخطاء ولدت واستمرت رفيقة لدربنا الرياضي؛ لأننا، وببساطة، نخطئ اليوم لنكرر ذلك الخطأ غدا. فسوء التخطيط الذي صاحب مسابقاتنا وأصبح سمة بارزة لها كان له تأثير على قلة المتابعة الجماهيرية لها، يضاف لذلك افتقاد ملاعبنا لمقومات الجذب الجماهيري، فأصبحت بيئة طاردة لهم قياسا بانعدام أو ضعف النواحي الخدمية فيها التي تجعل الذهاب إليها متعة وليس عقابا ينتظر من ساقته أقدامه إليها، كما كان لغياب متعة الأداء عن الفرق ــ نظرا للطرق المتحفظة التي تتبعها الأجهزة الفنية ــ دوره المؤثر في هذا العزوف بعد أن سعت إلى قتل متعة المتابعة للجماهير باعتمادها على طرق دفاعية بحتة أسهمت بقلة الأهداف التي تعد هي متعة كرة القدم وسر متابعتها، وهذا ما يتطلب من إدارات الأندية إلغاء مكافآت التعادل للأجهزة الفنية عند توقيع العقود لتضطر بالتالي للبحث عن الانتصارات، والتي لن تكون إلا من خلال اتباع الطرق الهجومية وإحراز الأهداف التي تبحث عنها تلك الجماهير وتجبرها على الحضور والمتابعة، كما أن غياب العناصر الفعالة سواء على مستوى اللاعبين المحليين أو الأجانب وإخفاق غالبية الأندية في اختيار العناصر الأجنبية التي يكون لتواجدها إضافة مميزة، فغالبية من حضر منهم لم يكن لهم ذلك التأثير على مستوى الدوري السعودي أو على عطاء اللاعبين المحليين ومدى استفادتهم من تواجدهم، ما غيب بالتالي النجم الجماهيري المؤثر الذي يستحق العناء لمتابعته كما كان متواجدا في الأزمنة السابقة بحضور لاعبين ما زالت ذكراهم محفورة في مخيلة المتابعين، والذين كان لغيابهم التأثير الواضح على غياب الجماهير وعزوفها عن الحضور، والتي في عودتها للمدرجات عودة للإثارة والقوة التي ننشدها في مسابقاتنا. !!Article.extended.picture_caption!!
مشاركة :