صراحة – محمد المحسن : ذكر فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم أن الناس باختلاف ألسنتهم وألوانهم وإن كانوا من أب واحد إلا أنهم معادن يتفاوتون وأنواعا يتفاضلون ، ذلك أن الأخلاق هي معيار القيم وميزان الأمم وسلم المعالي والقمم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ) وأوضح فضيلته أن الدين الذي ننتمي إليه دين الأخلاق ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق وثلثي مساحة العالم الإسلامي إنما دخل في الإسلام بسبب الأخلاق ، إن تاج حلل الأخلاق وأجمل المحاسن على الإطلاق خلق الحياء بالاتفاق . الحياء عباد الله رأس خلال المكارم ومنبع الأخلاق ومكمن الفضيلة من اتصف به حسن إسلامه وعلت أخلاقه وهجر المعصية خجلاً من ربه إنه خلق رفيع ، الحياء يدفع الوقاحة ويصون العرض ويغرس العفة في النفس هو معدن نفيس لا تتحلى به إلا النفوس المحمودة وهو حلية الأنبياء عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : (إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت ) ، الحياء شعار الإسلام (إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ). كما ذكر فضيلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع خصال الأولين والآخرين وتحلى بأبهى حلل الأخلاق حتى قال الله فيه : وإنك لعلى خلق عظيم ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وإذا رأى شيئاً يكرهه عرف في وجهه المفعم بالحياء . إن الحياء صور ومراتب أعلاها الحياء من الله حيث تستحي أن يراك حيث نهاك وقد خلقك فسواك وتستحي أن تستعمل نعمه عليك في معصيته ، أننا نعيش مرحلة أخلاق حرجه فتن آخر الزمان قد طغت وكثرت الشبهات والشهوات قد فشت وانتشرت ما كان بالأمس معروفاً صار اليوم عن البعض منكراً وما كان منكراً صار معروفاً مألوفا تغلغل الغزو الأخلاقي في داخل البيوت عبر الأجهزة والوسائل التقنية الحديثة ، وفي هذا الجو ونحن مستهدفون يجب تربية الناشئة وتحصينهم بعقيدة الإسلام وخلق الحياء من الله فهما حصن حصين وحارس أمين للتربية وتزكية النفوس ومراقبة الله . وأضاف فضيلته : معاشر المسلمين أيتها المسلمات أيتها الأخوات الفاضلات إن الحياء وإن كان مطلوباً في حق الرجال إلا أنه في حق النساء أوجب وفي جانبها أكد ، إن المرأة تتعبد الله بأخلاقها ترجوا الثواب وتخشى العقاب وإن الحياء من أخلاقها الدينية والفطرية به تتستر في خدرها به تأكل وتشرب وتلبس به تتحرك وتخرج وتمشي ، إن حياء المرأة المسلمة ورأسمالها فيه عزها وبه تحفظ كرامتها . الحياء جلباب الحرة الأمين وجمالها الحسين ودليل عفتها المتين وحصنها الحصين . أيتها المسلمات : الحشمة وعدم الاختلاط من بواعث الحياء الذي هو شعار المسلمة ودليل على حسن التربية ، وهذه أمك وقدوتك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تضرب أروع مثال على خلق الحياء فكانت تستحي فتحتجب من الحي والميت تقول كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر واضعة ثوبي وأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر والله ما دخلت إلا وثيابي مشدودة علي حياءً من عمر ، وكانت إذا حاذت الركبان وهي محرمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سدلت جلبابها على وجهها وكانت تطوف بالبيت كما في الصحيح حجرة من الرجال لا تخالطهم ولما قالت مولاة لها : قد طفت بالبيت سبعاً واستسلمت الركن مرتين أو ثلاثاً قالت : لا آجرك الله تدافعين الرجال ألا كبرت ومررت . أيتها المسلمة حجاب المرأة وحشمتها من دينها ومن أخلاقها فإذا انتكست فطرتها وتخلت عن دينها فألقت الإزار ورمت الخمار وتبرجت في مفاتنها خسرت دينها وأضاعت أمانتها . أيها المسلمون ( ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته . وأختتم فضيلته الخطبة بالدعاء : اللهم إنا نسألك حياء يحجم عن معصيتك اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين .
مشاركة :