الولايات المتحدة تؤكد إرسال قوات خاصة إلى ليبيا

  • 8/12/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت صحيفة "إيزفيستيا" مقالا بقلم أندريه أونتيكوف عن تأكيد واشنطن إرسال قوات خاصة إلى ليبيا، أشار فيه إلى أن عددا من الدول تنشر قواتها هناك بذريعة محاربة "داعش". كتب أونتيكوف: صرحت مصادر عسكرية وبرلمانية للصحيفة بأن القوات الخاصة للولايات المتحدة وقوات حلفائها الموجودة في ليبيا تقدم المساعدة إلى القوات المحلية في محاربة "داعش". وقد أكدت قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) هذا الأمر. بيد أن الخبراء يشيرون إلى أن محاربة الإرهاب هي إحدى الذرائع. أما في الواقع، فإن واشنطن تحاول تعزيز مواقع أحد أطراف النزاع في ليبيا. وجاء في رد قيادة القوات الأمريكية، على طلب الصحيفة توضيح مهمة قواتها في ليبيا، أن "قوة أمريكية صغيرة تتوجه إلى ليبيا ثم تعود، لتبادل المعلومات مع القوات المحلية، وهي مستمرة في ذلك ضمن إطار تكثيف جهودنا في محاربة "داعش" والمجموعات الإرهابية الأخرى. ونحن نقدم بالتعاون مع شركائنا من الدول الأخرى المساعدات اللازمة إلى القوات الليبية التابعة لحكومة الوفاق الوطني في محاربتها لـ "داعش" على كامل الأراضي الليبية". ووفق مصادر عسكرية وبرلمانية، أرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا إلى ليبيا العشرات من أفراد قواتها الخاصة بذريعة محاربة "داعش". صحيح أن مسلحين كثيرين بعد الهزائم، التي لحقت بهم في سوريا والعراق، يتوجهون إلى ليبيا. وكما هو معلوم، تمكن إرهابيو "داعش" من السيطرة عام 2015 على مدينة سرت الليبية وبعض ضواحيها. وفي ربيع 2016، بدأت عملية تحرير المدينة التي شاركت فيها القوات البحرية والجوية الأمريكية. وفي ديسمبر/كانون الأول تم تحرير المدينة. وقد قاد هذه العملية رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج بدعم من تشكيلات ميليشيا مدينة مصراتة - معقل "الإخوان المسلمون" في ليبيا. كما أشار رد "أفريكوم"، الذي تلقته الصحيفة، إلى أن الولايات المتحدة تنوي تقديم الدعم فقط إلى حكومة الوفاق الوطني في حربها ضد "داعش". أي أن واشنطن تتجاهل مركز القوة الآخر في ليبيا - البرلمان والجيش الموالي له بقيادة المشير خليفة حفتر. ويذكر أن البرلمان يعقد اجتماعاته في مدينة طبرق ولا يعترف بحكومة الوفاق الوطني، وأن المشير حفتر أكد مرارا نيته تطهير ليبيا من "داعش" و"الإخوان المسلمين" وأمثالهم. www.sdeg.org خليفة خفتر هذا، وبحسب الدبلوماسي السابق، المستشرق فياتشيسلاف ماتوزوف، فإن "محاربة الإرهاب بالنسبة إلى الولايات المتحدة هي ذريعة لتنفيذ مهمات سياسية محددة". ويضيف أن "رئيس حكومة الوفاق الوطني يحصل على مساعدات ودعم كامل من جانب أمريكا لتعزيز سلطته في ليبيا. أي أن الحديث لا يدور عن المساعدة في تحقيق المصالحة الوطنية التي تضم السراج وخصومه في الشرق، كما جاء في الاتفاقات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، بل عن دعم واشنطن لطرف واحد فقط. وهذا الطرف كما هو واضح موال جدا لواشنطن، ولكن الأطراف الأخرى لا تعترف به كقوة سياسية يُعتد بها. وكما قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، يعقد مجلس الوزراء اجتماعاته في قاعدة عسكرية بالقرب من طرابلس، ولا يمكنه حتى السيطرة على كامل العاصمة الليبية"، - كما أوضح الخبير للصحيفة. يجب القول إن الولايات المتحدة تستخدم محاربة الإرهاب منذ سنوات ذريعة لبلوغ أهدافها. فمثلا هي استخدمتها في العراق وأفغانستان في حل مشكلات وخلق مشكلات جديدة، ولكن ليس في محاربة الإرهاب. ويبدو أن ليبيا لن تكون استثناء من هذه القاعدة. ترجمة وإعداد كامل توما

مشاركة :