الـ «ويب» ما زالت تسير بسرعة صوب «إنترنت الأشياء» و «حوسبة السحاب»

  • 8/13/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يتزايد تبني الشركات والمؤسّسات تقنية «حوسبة السحاب» Cloud Computing التي تعبّر عن المستوى الأكثر تقدّماً في التقنيات الرقميّة. واستطراداً، يظهر ميل متصاعد للانضمام إلى منصة «مايكروسوفت آزور» Microsoft Azure المخصّصة لحوسبة السحاب، إذ تستضيف المنصة شبكة عالميّة لمؤسّسات تتبنى تقنية «حوسبة السحاب»، ما يتيح مجالاً للحصول على خدمات تلك التقنية، إضافة إلى إدارة التطبيقات واختبار الخدمات المتعلّقة بها. وتصف «مايكروسوفت» منصة «آزور» المفتوحة (بمعنى أنها تعمل بنظامي «ويندوز» و«لينوكس» Linux المفتوح المصدر)، بأنها تمثّل حلاً موثوقاً به يتيح إمكان تخزين المعلومات والبيانات الرقميّة بأنواعها كلّها، مع ملاحظة أنّها متاحة للأفراد والمؤسّسات على حدّ سواء. ويعني ذلك أن منصة «آزور» تستضيف البيانات المتنوّعة التي تستعملها جامعة كبرى مثلاً، إضافة إلى أنها تعمل مخزناً لبيانات لأحد الأفراد. وتتلقى تلك المنصة المعلومات من كل الأجهزة والأدوات التي تستطيع أن تعطي بيانات رقميّة كالهاتف الذكي والـ «تابلت» والـ «لاب توب» وغيرها. وبقول آخر، مهما كانت الأداة المستخدمة في صنع بيانات رقميّة، تفتح منصة «آزور» يديها لاستقبال تلك البيانات، إضافة إلى أنها تتيح الوصول إليها واستعادتها واستخدامها على مدار الساعة ومن كل الأمكنة على سطح الكرة الأرضيّة. وتتميّز منصة «آزور» بانخفاض كلفة استخدامها، وهو من الأمور الأساسيّة التي سهّلت رواجها منذ انطلاقتها في مطلع شباط (فبراير) 2010. وكذلك ساهم تقدّمها التقني واستنادها الى نظام تشغيل مفتوح المصدر («لينوكس»)، في اعتمادها أداة أساسيّة في الانتقال إلى «إنترنت الأشياء» Internet of Things، التي تمثّل مرحلة متقدّمة لشبكة الـ «ويب».   بلايين الأجهزة في الشبكة في وصف مختصر، تنتقل الإنترنت حاضراً من مرحلتها التقليديّة المعروفة التي تتميّز بأن الأفراد والمؤسّسات هم في حال اتصال بتلك الشبكة، إلى وضع يستضاف فيه الحضور الرقمي للأشياء التي يستعملها الناس والمؤسّسات، على الـ «ويب» أيضاً. ومثلاً، في الوضع الحاضر، تكون أنت كفرد مستخدماً للإنترنت، لنقل عبر صفحاتك على الـ «سوشال ميديا» والبيانات التي تخزّنها على الشبكة عبر هاتفك الذكي واللوح الإلكتروني. وفي «إنترنت الأشياء»، سيضاف إلى ذلك أن تكون سيّارتك متّصلة بالإنترنت (عبر الـ «جي بي أس»، والمعلومات التي تقدّمها أنت والشركة عن تلك المركبة)، وكذلك الحال بالنسبة الى عدادات الكهرباء والماء وكابل الإنترنت في منزلك، والثلاجة في مطبخك، والملف الطبي الخاص بك وعائلتك والسوار الصحي الذي يراقب جسمك على مدار الساعة وغيرها. وتتولّى منصة «مايكروسوفت آزور» استضافة تلك البيانات كلّها، فيصبح باستطاعتك الوصول إليها من أي مكان في الأرض على مدار الساعة. وبفضل ميزاتها التقنية المتقدّمة، باتت «آزور» معتمدة من جانب 90 في المئة من الشركات الـ500 الأولى في تصنيف «فورتشن» للمؤسّسات العالمية، وتجاوز معدل التشغيل التجاري السنوي لمنصة «آزور» الـ14 بليون دولار، ونمت إيراداتها بقرابة 95 في المئة. وتحصل المنصة على 120 ألف اشتراك جديد شهريّاً. وكذلك تستضيف ما يزيد على 100 مركز بيانات في دول تشمل قائمتها أستراليا والبرازيل والصين وإرلندا وفنلندا وهونغ كونغ والهند واليابان وهولندا وسنغافورة والولايات المتحدة. وفي ذلك الصدد، أوضح حسن السنباوي، مدير قطاع الأعمال في فرع مصر من شركة «مايكروسوفت»، أن منصة «آزور» تضع في رأس أولوياتها حماية البيانات وأمنها معلوماتيّاً. وأشار إلى أنها تستعمل تقنيّة «حوسبة السحاب» في نشر التحديثات الأمنيّة التلقائيّة على كل الأجهزة المرتبطة بها. وبيّن أن المزايا التي تتيحها «آزور» تساهم في تعزيز المزايا التنافسيّة للشركات والمؤسّسات التي تستعملها في إنجاز أعمالها. ولفت إلى اعتماد «آزور» لنشر نتائج الثانوية العامة بتفاصليها الدقيقة كلّها، إضافة إلى استضافتها مؤسّسات مصريّة بارزة كـ «دار الهندسة» وموقع «مصراوي» الإخباري الواسع الشعبيّة.   في البحث عن وظائف وعلاقات تفاعليّة في سياق مُشابِه، أورد تقرير نشرته شركة «آي دي سي» IDC المختصة ببحوث أسواق المعلوماتيّة والاتّصالات، أنّ واحدةً من كل ثلاث وظائف في تكنولوجيا المعلوماتيّة عالميّاً ستكون ذات صلة بـ «حوسبة السحاب» مع حلول العام 2020. وبيّن أن الطلب العالمي على العاملين في تكنولوجيا المعلومات سينمو بقرابة 26 في المئة سنوياً، مع ظهور قرابة 7 ملايين وظيفة متّصلة بـ «حوسبة السحاب» عالميّاً. وأشار التقرير إلى أن التوظيف في تكنولوجيا المعلوماتيّة عالميّاً سينمو بقرابة أربعة في المئة سنوياً حتى العام 2020. وتوقّع أن يحدث معظم ذلك النمو في الأماكن والمناصب المرتبطة بتلك الحوسبة. وتجدر الإشارة إلى أنّ منصة «آزور مايكروسوفت» تستضيف ما يزيد على 200 خدمة متّصلة بـ «حوسبة السحاب»، تتعامل مع ما يزيد على بليون شخص، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الشركات والمؤسّسات. وفي سياق مُشابِه، أطلقت شركة «ديل تكنولوجيز» Dell Technologies (وهي نجمت عن اندماج شركتي «ديل» و «إي أم سي2» EMC2) مجموعة من المنتجات التقنية التي تساعد الجمهور على الانتقال إلى مرحلة «إنترنت الأشياء» بسهولة ويسر. ووفقاً لتقرير نشرته شركة «غارتنر» Gartner العالميّة أخيراً، يتوقع أن يصبح ما يزيد على 20 بليون جهاز متّصلة بشبكة الإنترنت مع حلول العام 2020. وبيّن أنّ ذلك الوضع يدفع الشركات إلى البحث عن طُرُق تقنية تؤمن السرعة في تحليل البيانات التي تضخّها تلك الكمية الهائلة من الأجهزة، في الوقت الحقيقي أي في لحظة وصول تلك البيانات إلى الشبكة. وفي ذلك السياق، يعاني كثير من الأفراد والمؤسّسات من التكلفة المرتفعة لإيصال البيانات إلى الشبكة، والحصول على نتائج تحليلها لحظيّاً. وتقدّم منصة «آزور مايكروسوفت» وعداً بأن تجري تلك العمليات التي تعتبر من الأساسيّات في الانتقال إلى مرحلة «إنترنت الأشياء»، بكلفة فائقة التدني تكون في متناول الأفراد والمؤسّسات من الأنوع كلّها. وفي سياق متّصل، أوضحت شركة «ديل تكنولوجيز» أنها تقدّم مجموعة خدمات استشاريّة متّصلة بـ «إنترنت الأشياء» لمساعدة المؤسسات على تحديد القدرات والتصاميم الأساسية المطلوبة للاستفادة من بيانات تلك الشبكة. ويشمل ذلك «أشياء» كأجهزة الاستشعار، وأدوات التراسل الرقمي، المراسلات، والبوابات الإلكترونيّة، والهواتف الذكيّة، والأجهزة القابلة للارتداء («ويرابل تكنولوجيز» Wearable Technologies). وأوضحت أنّ استخدام ما توفره تلك التقنيّة المتقدمة من المعلومات، يعطي دفعة نوعيّة لمجالات تشمل تحسين عمليات التشغيل في المؤسّسات والشركات، والحدّ من الأخطار المتّصلة بالأمن المعلوماتي، وإيجاد مصادر للإيرادات، ونسج ارتباطات تفاعليّة مع الجمهور وغيرها.

مشاركة :