مؤسس «بلاكووتر» يقترح خصخصة حرب أفغانستان

  • 8/13/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يقترح إريك برنس، مؤسس شركة «بلاكووتر»، خصخصة الحرب في أفغانستان، وهي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة. وتتقدّم حركة «طالبان» في مواجهة القوات الحكومية، على رغم دعم أميركي و «أطلسي» بالرجال والسلاح وببلايين الدولارات. وكان برنس ضابطاً في «نيفي سيل»، القوة الخاصة في البحرية الأميركية، وباع «بلاكووتر» عام 2010، علماً أن متعاقدين مع الشركة مكلفين حماية الديبلوماسيين الأميركيين في العراق، قتلوا 14 عراقياً وجرحوا 17 في إطلاق نار في بغداد عام 2007. وكشف الحادث ممارسات مشبوهة للشركة التي كانت أحد أبرز الجهات المستفيدة من الحرب التي أطلقها الرئيس السابق جورج دبليو بوش. ولم يتمكّن بوش أو خلفه باراك أوباما من التوصل إلى حلّ دائم لأفغانستان المعروفة باسم «مقبرة الإمبراطوريات»، كما يبحث الرئيس دونالد ترامب عن استراتيجية، متعهداً إعلاناً في هذا الصدد «قريباً جداً»، ومستدركاً أنه «ورث فوضى حقيقية». وكان ترامب طلب لدى دخوله البيت الأبيض مراجعة الاستراتيجية المتبعة في أفغانستان، حيث ينتشر 8400 جندي أميركي مع 5 آلاف عسكري من الحلف الأطلسي، لمساعدة الجيش الأفغاني الذي يعاني خسائر «لا يمكن تحمّلها» في مواجهة «طالبان» التي تسيطر على مزيد من الأراضي. ويميل وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس إلى إرسال 4 آلاف جندي إضافي. ويقترح برنس تعيين نائب حاكم، مثل الجنرال دوغلاس ماك آرثر في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، يكون مسؤولاً فقط امام الرئيس الاميركي، وأن يحلّ 5500 من المرتزقة محل الجيش الأميركي، باستثناء القوات الخاصة، لتدريب الجنود الأفغان والقتال إلى جانبهم. ومن شأن سلاح طيران خاص صغير الحجم، إكمال العديد مع 90 مقاتلة لدعم القوات البرية. ويعتقد برنس بأن الكلفة ستكون بحدود 10 بلايين دولار سنوياً، أي أقل بكثير من 45 بليوناً مخصصة للجيش الأميركي من أموال دافعي الضرائب عام 2017. ولقيت خطة برنس، وهو شقيق وزير التربية في إدارة ترامب، استحساناً لدى كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض ستيف بانون، وأعضاء في الكونغرس. لكن رد فعل وزارة الدفاع كان بارداً. وقال برنس إنه لم يلتقِ ترامب، مؤكداً أن ماتيس ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر لا يرحبان باقتراحه، ومبرّراً ذلك بالأفكار التقليدية لدى الضباط البارزين. لكن هؤلاء ليسوا المشككين الوحيدين، إذ قال السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام: «إنه شيء يخرج من رواية سيئة حول مرتزقة. لديّ ثقة في الجنرالات، لا بمقاولي الباطن لاتخاذ القرارات التي تمسّ أمننا القومي». ونبّه شون ماكفيت، وهو متعاقد عسكري من الباطن في أفريقيا وواضع كتاب «مودرن مرسينيري»، إلى أن الخطة «خطرة في شكل لا يُصدق وحمقاء»، مشيراً إلى عدم وجود أي آلية للرقابة. وأضاف: «في النهاية، ستحصل على ما تدفعه في المقابل». وتابع أن الأمر مشابه لقيام «مقاول زهيد الكلفة بإصلاح منزلك. في نهاية المطاف سيستغرق ذلك وقتاً أطول، كما أن الكلفة ستكون أكبر بأربع مرات». ويعتبر ستيفن بيدل، وهو أستاذ للعلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، ان الاقتراح «سيئ حقاً»، وزاد: «الرئيس ليس سعيداً جداً بالخيارات المتاحة له، وهو مستعدّ للميل في اتجاه أمور جديدة». واستدرك: «ليست كل فكرة جديدة تكون جيدة بالضرورة». إلى ذلك، نفت واشنطن معلومات لمسؤولين أفغان أفادت بمقتل 11 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، في ضربة جوية أميركية استهدفت عربة خاصة في إقليم حسكا مينا بولاية ننغرهار، وهو بؤرة لعمليات تنظيم «داعش». وأكدت قيادة العمليات الاميركية في أفغانستان أن الغارة أدت إلى «مقتل مسلحين رُصدوا أثناء تحميل أسلحة في آلية، وبقوا تحت المراقبة إلى حين تدمير الآلية في ضربة جوية». وأضاف أن «الضربة نُفذت وسط مساحة أرض مفتوحة، ولم تكن هناك أي فرصة لإصابة مدنيين».

مشاركة :