اتهم المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر خليفته أنغيلا مركل بتجاهل واجبات منصبها بالذهاب في عطلة بدلاً من أن ترأس محادثات في شأن انبعاثات المركبات التي تعمل بوقود الديزل تهدف إلى تحسين سمعة قطاع صناعة السيارات الحيوي. ويتقدم حزب «الاتحاد الديموقراطي المسيحي» الذي تنتمي إليه مركل بفارق كبير في استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات المقررة في 24 أيلول (سبتمبر) المقبل. لكن حكومتها تعرضت لضغوط متزايدة لعدم بذل ما فيه الكفاية للحد من التلوث الذي تسببه المركبات بعد فضيحة انبعاثات ولقربها الشديد من صناع السيارات. وفي «قمة الديزل» في برلين في الثاني من آب (أغسطس) الجاري عندما كانت مركل تقضي عطلة مدتها ثلاثة أسابيع، اتفق ساسة وصناع سيارات على تغيير برمجيات محركات 5.3 مليون سيارة تستخدم وقود الديزل. لكن المدافعين عن البيئة رفضوا الخطة باعتبارها جاءت متأخرة وغير كافية لتحقيق المطلوب. وطرحت هذه الخطة بعد حوالى عامين من اعتراف شركة «فولكسفاغن» لصناعة السيارات بالغش في اختبارات أميركية على انبعاثات وقود الديزل. وقال شرودر المنتمي للحزب «الاشتراكي الديموقراطي» والذي خلفته مركل بعد انتخابات فازت فيها بفارق ضئيل في عام 2005 في حديث إلى صحيفة «بليك» السويسرية الشعبية نشر اليوم: «لا أريد أن أفسد عطلة أحد. لكنني كنت لأتحمل المسؤولية هنا. فهذا أمر في غاية الأهمية». وكان الوزراء يخشون إغضاب أصحاب 15 مليون سيارة تعمل بوقود الديزل وإلحاق الضرر بالصناعة التي تعد أكبر قطاع للتصدير في البلاد ويوفر حوالى 800 ألف فرصة عمل. وفي الاجتماع الذي عقد هذا الشهر امتنع الساسة عن المطالبة بتعديلات ميكانيكية مكلفة على المحركات وأنظمة العادم بهذه السيارات. وقال شرودر العضو السابق في مجلس الاستشاريين في شركة «فولكسفان»، إنه لو كان في مكان مركل لاتخذ موقفاً أكثر صرامة.
مشاركة :