خطيـب تحت الـتدريب! | عبد الله منور الجميلي

  • 7/21/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قبل سنوات كنت أقوم بمهمة تدريس في دورة تدريبية بـ (دولة سيراليون) الواقعة جنوب غرب قارة أفريقيا، وكان من ضمن المَهَـام التي فرضها علينا المشرف على الـدّورة ممارسة الخَـطَـابة يوم الجمعة! * طبعاً لجَـأت (كما يفعل الكثير من الأئمة اليوم) إلى مواقع الإنترنت، إلا أن أولئك مهمتهم فقط (الـقَــصّ والّلصـق)، وانتزاع الخطبة كاملة؛ أما أنا (فلله الحمد والمنّـة) فقد اجتهدت في النَـقْـل من هذا الإمام أو ذاك، وتعبت في اختيار العبارات والـفقرات وترتيبها!! لكن كانت (غلطتي الكبرى) أني اكتشفت بعد فَـوَات الأوان اختياري لموضوعٍ بعيدٍ عن حاجة أو اهتمام المسلمين في تلك البلاد!! يومها طمأنتـنِـي نـفـسي: يا هذا ما قمتَ به يفعله العديد من الأئمة، فهم يتحدثون في قضايا لا علاقة لها بحاجات الناس ومشاكلهم الشرعية والاجتماعية، ثم إنكَ مازلتَ خطيباً هَـاوياً تحت التدريب، أما أولئك فهم محترفون، ويقبضـون (المعلوم) كُـلّ شهر! المهم ما علينا نعود لخطبتي (العصماء)، في مدينة (فِـرٍيْـتَـاون عاصمة سيراليون)، فبعد صعودي للمنبر، وإلقائي للسلام، ارتفع الأذان، بعده وقفتُ حَـامِـلاً العصا الحديدية التي كان يعلوها الـهِـلال الإسلامي لبدء الخطبة، ولكن طائفة من المصلين أشاروا عليَ بالجلوس، قعدتُ حتى أُعِـيْـدَ الأذان في أركان المسجد الأربعة!! تساءلتُ وقتها عن السببّ، فقيل لي: بأن المسلمين الأوائل من هذه البلاد، نقلوا هذا المشهد من زيارتهم للمدينة المنورة، ثمّ تمسكوا به رغم وجـود مكبرات الـصّــوت؛ ربما ظنّـاً منهم بأنّ الـتّـكرار عبادة ! تلك الحادثة تقودني للسؤال: ألا يمكن تَـغْـيـيـر بعض العَـادات التي فرضتها الحَـاجَـات القديمة في الحَـرَمَـيْـن الـشّـريفين، ومنها ترديد الـتّـكْـبِـيْـرَات خلف الإمام، فالأجهزة الصوتية تنقل الآن حتى صَـوت أنـفَــاس الإمام! أخيراً نسيت أن أخبركم بالذي حَـدَثَ بعد (خطبتي السّـيْـرَالـيــونِـيّــة)، فالمترجم - سامحه الله - يبدو أنه أخبر جموع المصلين بأنّي من (المدينة المنورة)، فهَـبوا بعد الصّـلاة للسّــلام عَـلَـيّ بحرارة وشَـوق ليس لشخصي (الفقير لعَـفْـو ربه)، بل لأهل المدينة النبويّـة!! حينها أدركتُ كم أنتم محظـوظون ومحبوبون يا أهل طيبة الطيبة، لكن مسئوليتكم بذلك تَـعْـظُـم لـتثـبتوا للعَـالَـم الإسلامي أنكم بسلوككم وتعاملاتكم أَهْــلٌ لجِـوَار المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :