فيما أعرب سفير جمهورية الهند لدى الكويت سونيل جين عن «الارتياح الكبير في الأوساط الهندية الذي تركته الزيارة الخاصة التي قام بها أمير الكويت إلى الهند بين شهري يونيو ويوليو الماضيين» كشف عن زيارة مرتقبة لوزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية، أم. جيه. أكبر، للكويت على رأس وفد لحضور لاجتماع الوزاري المشترك الثالث بين الهند والكويت الذي سيعقد في الكويت بين 18 و20 سبتمبر المقبل. وقال جين، في كلمته بمناسبة الذكرى الــ70 لاستقلال الهند، إن بلاده والكويت «تتمتعان بعلاقات تاريخية وثيقة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً منذ قرون عديدة، حيث انخرط بلدانا على أعلى مستوى، وأقاما عدة آليات مؤسسية للتعاون في ميادين متنوعة. وأنشئت مجموعات عمل مشتركة للتعاون في مجالات العمل والقوى العاملة والتوظيف والهيدروكربون والصحة والتي تجتمع بشكل منتظم». وفي إطار برنامج تبادل الشباب، ذكر أنه «من المقرر أن تقوم وفود تتضمن 15 عضواً من الشباب من كل من الكويت والهند بتبادل زيارات في ديسمبر 2017 وفي يناير 2018، كما قامت عدد من الفرق الثقافية من الهند بزيارة الكويت في عام 2016. وتم الاحتفال باليوم الدولي الثالث لليوغا في السفارة في يونيو 2017 بالتعاون مع العديد من مجموعات اليوغا المحلية». وفي مجال التعاون الدفاعي، رأى ان زيارات النوايا الحسنة لسفن البحرية الهندية إلى الكويت وتبادل زيارات وفود رفيعة المستوى تتم على أساس منتظم. وبمناسبة ذكرى مرور 70 عاما على يوم استقلال الهند،و لفت إلى أن السفارة ستنظم سلسلة من الفعاليات الثقافية في مسرحها مساء أيام 17 و18 و19 أغسطس. ولزيادة سفر المواطنين الكويتيين والمغتربين إلى الهند، قال إن «السفارة قدمت تأشيرات لرجال الأعمال متعددة السفرات، لخمس سنوات ولسنة واحدة، وتأشيرات سياحية متعددة السفرات، لمدة 6 أشهر، وتأشيرات طبية لسنة واحدة، وتأشيرات دخول لأغراض الدراسة، وأصدرت السفارة ما يقارب 14 ألف تأشيرة في عام 2016»، لافتاً إلى أن عدد الكويتيين الذين يزورون الهند من أجل السياحة والتجارة والعلاج الطبي يشهد تصاعداً بشكل مطرد. وأشار إلى أنه «ما يبعث على الارتياح الكبير أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد قام بزيارة خاصة استمرت أسبوعاً إلى الهند في الفترة من يونيو إلى يوليو 2017، وفي مارس الماضي، قام مستشار الأمن القومي، أجيت دوفال بزيارة رسمية إلى الكويت وأجرى مناقشات واسعة النطاق مع نظيره الشيخ ثامر علي الصباح، كما قام بزيارة إلى صاحب السمو أمير دولة الكويت وإلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية». وذكر أن «الجالية الهندية التي تتمتع بالديناميكية البالغ قوامها نحو 920 ألف هندي مقيم في الكويت تواصل لعب دورها في تعميق وتوسيع العلاقات بين بلدينا، وفي هذا العام، قامت الحكومة بتخفيض الرسوم السنوية بمقدار النصف، وذلك بالنسبة لأبناء المغتربين الهنود، ولأولئك الذين ينحدرون من أصول هندية، والذين يدرسون في الهند وذلك في إطار حصص الهنود المغتربين. ويقوم مركز رعاية العمال الهنود الذي أنشأته السفارة في سبتمبر 2009 بتقديم نظام الدعم الذي يحتاج إليه عمالنا بشدة، وذلك من خلال مكتب المساعدة ومكتب شكاوى العمال والإقامة المجانية والمشورة القانونية الأولية المجانية. وفي حالات الوفاة، تقدم السفارة الخدمة على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع (24 × 7). ويتم إعادة رفات المواطنين الهنود من الكويت إلى الهند من أجل تقديم الطقوس الدينية النهائية هناك في غضون 3 أو 4 أيام في معظم الحالات. وتقوم السفارة أيضا بترتيب نقل رفات الموتى إلى الهند من دون تكلفة في الحالات المستحقة». وتابع جين «تحت إشراف وزيرة الشؤون الخارجية لدينا، سوشما سواراج، يعمل موظفو السفارة بجد للوصول إلى المواطنين الهنود الذين يعانون من مشكلة، والذين قد يكونون مسجونين في مراكز الشرطة ومراكز الاحتجاز ومركز الإبعاد والسجون المركزية أو العمومية، ومساعدتهم بشتى الطرق الممكنة بموجب القوانين الكويتية. وخلال النصف الأول من هذا العام، يسرت السفارة عودة العديد من الهنود الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات في حالة خطيرة، وقدمت لهم وسائل لنقلهم إلى الهند على نقالة برفقة طبيب أو ممرضة، وقد تم تحمل جميع النفقات صندوق الرعاية الاجتماعية للجالية الهندية. كما أننا نقوم باتخاذ الإجراءات من أجل نقل السجناء الهنود من السجون الكويتية إلى السجون في الهند بالقرب من بلداتهم». وأضاف «نولي أهمية قصوى لأمن المواطنين الهنود في الخارج. وفي حالات الضيق التي يواجهها المواطنون الهنود، تمكنا من الوصول لضمان سلامتهم ولإنقاذهم ولتسفيرهم إلى ديارهم. وجاليتنا حاضرة في جميع شرائح المجتمع الكويتي تقريبا، وقد حظيت مساهمتهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وفي ازدهار الكويت بتقدير كبير». وعن مناسبة يوم استقلال الهند، قال «أتمنى لجميع أفراد الجالية الهندية في الكويت دوام الصحة والسعادة، حيث يجري الاحتفال في جميع أنحاء البلاد، وفي الخارج بحماس عظيم. وبادئ ذي بدء، يجب أن نعرب عن عميق امتناننا ونحيي مقاتلينا الشجعان غير الأنانيين الذين أزهقوا أرواحهم وعانوا من صعوبات لا حصر لها كي نواصل تمتعنا اليوم بالحرية. إننا نحيي قواتنا الدفاعية والقوات شبه العسكرية على بسالتهم وتضحياتهم في تأمين حدودنا في البر والبحر والجو. كما أن هذا اليوم الميمون يلهم أيضا أكثر من 1.25 مليار مواطن هندي في الداخل والخارج، لبذل المزيد من الجهود للنجاح في مساعيهم لجعل الهند دولة عظيمة ومزدهرة، ترعى الفرد والجميع». واستطرد السفير الهندي أن «الهند الآن هي أسرع الاقتصادات نموا مع تحسن سريع في مناخ الاستثمار. ووفقا لتوقعات النمو لمركز التنمية الدولية لجامعة هارفارد، ستبرز الهند على رأس قائمة أسرع الاقتصادات نموا حتى عام 2025 بمتوسط نمو سنوي وقدره 7.7 في المئة. ونظرا للبيئة السياسية المستقرة، وللارتفاع المستمر في الناتج المحلي الإجمالي، ولانخفاض التضخم ولانخفاض العجز المالي نسبيا، ولاستقرار الأسعار، فقد سلط صندوق النقد الدولي الضوء على الهند باعتبارها بقعة اقتصادية مشرقة في العالم. وعلى الرغم من التباطؤ العالمي، فقد برزت الهند باعتبارها الوجهة الأولى في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر. وخلال الفترة بين 2016 و2017، تلقت الهند أعلى استثمار أجنبي مباشر، الأمر الذي أعطى دفعة كبيرة للعديد من القطاعات الرئيسية بما في ذلك السكك الحديدية والدفاع والتأمين والصحة. وفي تصنيف البنك الدولي سهولة ممارسة أنشطة الأعمال، ظل موقف الهند يتحسن باطراد على مدى السنوات الثلاث الماضية. إن المبادرات مثل نموذج تسجيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المكون من صفحة واحدة بنظام الميكرو، والنماذج المبسطة للحصول على التراخيص الصناعية، وعملية تقديم الطلبات عبر الإنترنت للحصول على التراخيص البيئية وتلك المتعلقة بالغابات جعلت الأمور سهلة للغاية بالنسبة للمستثمرين». وذكر أنه «مع تنفيذ ضريبة السلع والخدمات اعتبارا من الأول من يوليو الماضي، والتي توفر إطارا ضريبيا واحدا في جميع أنحاء البلاد لجميع السلع والخدمات، أصبحت الهند اقتصادا واحدا كبيرا متكاملا. إن إدخال ضريبة السلع والخدمات يقدر لها أن تضيف نحو 2 في المئة إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي للهند. وسوف يكون لها تأثير شامل ضخم على سلاسة حركة السلع في جميع أنحاء البلاد، وعلى تقليل تكاليف النقل وغيرها، ما سيقلل من أسعار المواد المستخدمة من قبل الرجل العادي. وعلى نحو مماثل، فإن سحب العملة القديمة من فئة الـ1000 روبية والـ500 روبية من التداول له تأثيره على الحد من الأموال السوداء والفساد وتمويل الإرهاب وعلى نمو أسرع للاقتصاد الرقمي وللاقتصاد غيرالنقدي. وقد يكون هذان القراران البارزان للحكومة قد تسببا في بعض الإزعاج للجمهور وللشركات في مرحلتهما الأولية، ولكنهما سيحدثان ثورة في سلسلة كاملة من الحياة العامة والاقتصادية في البلاد». وبين أنه «تم إدخال مبادرات تنمية المهارات لمساعدة الشباب في رسم مسـار جديد لحياتهم المستقبلية. وقد قام مشـروع رئيـس الـوزراء لتطويـر المهـارات بتدريب أكثر من مليوني شاب في إطار دورات مختلفة لتنمية المهارات. وقد تم منح العديد من الشباب قروضا للبدء بمشاريعهم الخاصة. ولا يزال القطاع الزراعي المصدر الأكبر لمقدمي سبل العيش في الهند ويساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي. وقد شددت الحكومة على رعاية المزارعين واتخذت مبادرات مختلفة لتحديث القطاع الزراعي». وفي جانب التزامات الهند بتحسين البيئة ووقف تغير المناخ، قال جين ان بلاده «تتخذ خطوات مهمة نحو توليد المزيد من الطاقة المتجددة وخاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وبسبب الإنجازات الهائلة التي حققتها الهند في مجال الطاقة الشمسية، أصبح التحالف الدولي للطاقة الشمسية المؤلف من 121 بلدا استوائيا لتطوير الطاقة الشمسية وتعزيزها يقع مقره الرئيسي الآن في الهند. وقد تم الاعتراف بإنجازات الهند في مجال استكشاف الفضاء الخارجي وفي ميدان تكنولوجيا الفضاء في جميع أنحاء العالم. وتجدر الإشارة بوجه خاص إلى نجاح بعثة الهند إلى المريخ، حيث أطلقت المنظمة الهندية لبحوث الفضاء 104 قمرا صناعيا محملا على مركبة إطلاق واحدة تحمل أقمارا صناعية من بلدان أجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية وكندا وألمانيا وإندونيسيا». وعلى صعيد السياسة الخارجية، قال «تواصل الهند تعزيز العلاقات التي تعود بالنفع المتبادل مع جميع البلدان وتحقيقا لهذه الغاية، تعمل معها في شأن مسائل ذات الاهتمام المشترك مثل الإرهاب والأزمة الاقتصادية العالمية، والطاقة، والبيئة، والأمن الغذائي من خلال التفاعلات الثنائية والإقليمية والدولية النشطة. إننا نشهد اليوم موجة من العنف والتعصب والتطرف و الراديكالية وتهديد الإرهاب في أجزاء عديدة من العالم. إن الهند لا تدين الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره فحسب، بل تتعاون بشكل وثيق مع المجتمع الدولي في جهوده للقضاء على آفة الإرهاب تماما».
مشاركة :