في مقطع فيديو تناقلته وسائط التواصل الاجتماعي، يقول فيه رجل يقال إنه أكاديمي للمتحدثين «أخ بدون وآخر كويتي... الأب البدون زوج بنته لكويتي وأنجبت طفلا، أبوه كويتي وأمه كويتية وعمامه كويتيون... ومازال أبوه بدون»... وتحدث عن النسيج الاجتماعي وأعتقد أن كثيرين منكم قد شاهد ذلك الفيديو وكيف إن الحجج التي عرضها منطقية وتحتاج لبحث! ما علينا من هالكلام كلام... نريد «الزبدة»! قبل سنوات مضت نشرت مقالات عن معاناة البدون وأخذتها من جوانب إنسانية صرفة يطبق فيها القانون وتمنح الجنسية للمستحق وكل الأفراد المثبتة بالأدلة القاطعة جنسيتهم يتم ترحيلهم لبلادهم. من غير المنطقي٬ أن نترك قضية البدون من دون حل... ومن غير المعقول أن يترك أطفال من دون شهادات ميلاد ومحرومون من حقوقهم الإنسانية من عيش كريم وعدالة اجتماعية لأسباب لا علاقة لهم بها فقط لأن جدهم أو أبو جدهم رمى جوازه ودخل الكويت! ومنطقي جدا إنه لا يوجد مصطلح «بدون»، فالكويت على مر التاريخ شهدت مجموعة من الهجرات لأناس توافدت على أرضها الطيبة من دول مجاورة عدة بعد ظهور الثروة... لذلك لا بد من كشف الملفات ومواجهة كل صاحب هوية بجنسيته الحقيقية ومن ثم توضع الحلول كالإقامة الدائمة أو ترك الخيار لهم، أما من يستحق فحري بنا رفع الظلم عنهم في أسرع وقت ممكن حيث بات معلوما ان دواعي الرفض لتجنيسهم معروفة محصورة في: متعاون مع الغزو العراقي الغاشم٬ وجود أفراد من الدرجة الأولى أو الثانية مواطنين في دول شقيقة٬ قيود أمنية٬ أو اكتشاف وثيقة تبين انه مواطن تابع لدولة شقيقة، وبالتالي الأمر انتهى ويحتاج لقرار. من ناحية النسيج الاجتماعي والمواطنة الحقيقية نجد أن بعض البدون لديهم شعور بالمواطنة أكثر بكثير من بقية من حصلوا على الجنسية وإن كان لدينا بعض التحفظات على ما حصل من حملة تجنيس عشوائية وآخرى غير قانونية وكثير منها عرض على صدر صفحات الصحف. عندما أعنون المقال بكرامة البدون والبسطاء، فأنا أعني تلك الكرامة التي يفهمها الناس التقاة من يخافون الله في رسم استراتيجية الحياة وطبيعة العيش... إنهم البسطاء من البدون ممن يحاولون قدر المستطاع التأقلم مع الوضع عبر البحث عن العيش الكريم فمقياس الكرامة عندما يكون مرتفعا فإنه يولد شعورا بالمواطنة لدى مالكه. كرامة البدون البسطاء توجب علينا طي الصفحة «بزينها وشينها» وحتى من أخذ الجنسية بغير وجه حق٬ يواجه كل فرد مزور أو أخذ الجنسية بطرق غير قانونية نتيجة فعلته التي ارتضاها لنفسه ومن يستحق من البدون تحت بند الأعمال الجليلة ممن افتدوا الكويت بأرواحهم فينبغي إيجاد حل لهم في القريب العاجل. الثابت والذي لا يدع مجالاً للشك في إنسانية الكويت إزاء مستوى عيش البدون٬ إن ما تقدمه الكويت لفئة البدون من تعليم مجاني٬ العمل الحر٬ كفيل نفسه٬ ومنح رخص قيادة وخلافه من تسهيلات إنسانية لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلها، لكن هناك فئات تعاني وتحتاج إلى معاينة أوضاعها، كذلك الشاب اليتيم الذي لم يستخرج شهادة ميلاد إلى الآن، وما أرمي إليه هو فقط إنهاء القضية بعد ان اكتملت واستوفت كل قنوات البحث. أكتب هذا المقال في شهر أغسطس بعد علم يقين بأن جميع ملفات البدون قد أغلقت بعد فحص دقيق، حسب تصريحات للمسؤولين عن ملف البدون٬ ولهذا السبب أطالب بتجنيس المستحق وإبعاد من ثبت بالمستندات أصوله لدول شقيقة... والله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :