تعد مهنة التحكيم على الصعيد المحلي خصوصاً، من أصعب المهن التي يزاولها أبناء المملكة، نظير سوء الظن الملازم لكل صافرة يطلقها قاضي الملعب لفريق لصالح آخر، فهذا يتهمه بأنه أطلقها بحكم الميول، وآخر يظن بأنها لتصفية حسابات شخصية مع أي من منسوبي النادي. صالح الهذلول أحد أميز قضاة الملاعب الدوليين في الآونة الأخيرة، عرف بصرامته داخل الملعب، وعدم خلط المشاعر مع العمل أيا كان المقام. نوى الهذلول الاعتزال منذ الموسم الماضي احتجاجا على إلغاء تكليفه بإدارة مواجهة نجران والأهلي في كأس ولي العهد، وإيكال المهمة لزميله محمد الهويش، وذلك على ضوئية الأخطاء التقديرية التي ارتكبها الهذلول في مواجهة الشباب والنصر الدورية، بالرغم من المحاولات الجاهدة لثنيه عن قراره، ريث أنها لم تجدي نفعاً، إذ بعث الأخير برسالة الاعتزال الرسمي مرفقة بالخطاب، والذي أحدث صدعاً كبيراً بين زملائه الحكام نظير ما يكنونه له من تقدير كبير وزمالة امتدت لسنين طوال. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... هذا التردد ليس بسبب منصب او أمور مادية سوف افتقدها انما بسبب السنوات التي قاربت ال١٥ كان التحكيم عبارة عن بيتي الثاني وكنتم انتم مثابة عائلتي لذلك كتبت الرسالة ومسحتها ما يقارب ١٠٠٠ مره والآن ولله الحمد اتخذت قراري وسوف تظلون ويظل التحكيم في قلبي وأنا متفائل بأن تعود الثقة بالحكم السعودي قريباً لأني أعرفكم جيداً، وأعرف قدراتكم والعمل الذي تقومون فيه فمع وقفتكم الصادقة مع رئيس اللجنة الحكم العالمي مارك كلاتينبيرغ وأعضاء اللجنة الكرام سوف يعود التحكيم بالدوري سعودي ١٠٠٪ بإذن الله .. رسالة الاعتزال بين الحكم الدولي تركي الخضير بأن الوسط التحكيمي فقد رجلاً كالهذلول خلقاً وفناً على مستوى التحكيم، مشيراً إلى أنهم بدأوا التحكيم سوياً عام 1425هـ، وأنه كان نعم الأخ والصديق وزميل المهنة، عهدته محباً للجميع، واليوم الذي بلغني فيه القرار يعد من أسوء الأيام بالنسبة لي، إذ صدمت كثيراً باعتزاله. وأضاف: اعتقد أنه تسرع في اتخاذ القرار، إذ لم يأخذ بمشورة أحد فيه، لعله يعدل عنه، فلا أحد ممن زامله يتمنى بأن يعتزل، خصوصاً وأنه يجمع بين جودة الأداء والأخلاق العالية، وأود أن أقول له سأفتقدك كزميل ولكنك ستبقى الأخ والصديق دائماً وأبداً. من جانبه بين الحكم محمد النحيت بأنه زامل الهذلول لأكثر من اثنا عشر عاماً في مهنة التحكيم، كان فيها نعم الرجل والاخ والقدوة، ولم أجد أحد يعيب به أو بتعامله، واعتقد أن التحكيم السعودي خسره، فلطالما استفدنا كثيراً من خبرته العريضة والتي نصبته كرئيس لدائرة الحكام في القصيم، عمل فيها على مناحٍ كثيرة لتطوير التحكيم. ختاماً لا يسعني إلا أن أتمنى له التوفيق في حياته المقبلة، كما أوصي اتحاد القدم بالاستفادة منه في المستقبل القريب بإحدى اللجان التابعة لدائرة التحكيم. أكد الحكم عبدالرحيم الشهري أن الهذلول من الحكام القلائل الذين يجمعون بين حسن الخلق والأداء التحكيمي، داخل الملعب وخارجه، دائم التوجيه والتحفيز لزملائه، سنفقده كثيراً كحكام، ولكن لن نفقده أخاً ولكن هي سنة الحياة وجميعنا سنمضي في ذات الدرب، وأتمنى له لأبا عبدالله حياة سعيدة. أكد عبدالله النحيت بأن الحكم يتخذ قراره في أجزاء من الثانية ولا يعي ما قد يحدثه ذلك القرار من صدع قد يصعب رأبه، كذلك هو قرار الهذلول باعتزال التحكيم نهائياً بشكل مفاجئ خصوصاً لتمكنه في هذا المجال، ولا نملك سوى أن نقول له: نتمنى لك التوفيق في حياتك القادمة بعد اعتزالك التحكيم. شدد الحكم الدولي السابق يوسف العقيلي بأن اعتزال الهذلول خسارة كبيرة للتحكيم فهو من الحكام الذين يتميزون بالمستوى الفني الجيد والأخلاق العالية، وقد قدم في الفترة التي قضاها مردوداً مميزاً يستحق عليه الشكر من الجميع وكل الأماني بأن لا يبتعد عن المجال وأن يخدم الجيل القادم بخبرته الكبيرة فهو كفؤ لذلك، وفي الختام اقول له شكرا أبا عبدالله فقد كنت خير سفير لوطنك ومنطقتك.