هل قناعاتك لا تتغير؟

  • 8/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن البقاء طويلاً بمنأى عن التغير. الذي يفعلون يبذلون جهداً كبيراً للمقاومة، ليس في الامتناع، وإنما أيضاً في عدم الانجراف، لأن طبيعة الأيام ترغمنا على ذلك، بكيفيات وصور مختلفة، ولكل شخص طريقته في التحول، ونسبته من القبول. نحن نزعم أننا بقناعات متجذرة لا تتزحزح، لا أعلم إذا ما كان وصف "قناعات" صحيحاً أو لا، والأهم هل يجب أن تكون القناعات لا تتغير كما نزعم، أو أنها بتاريخ صلاحية، مرهونة بظروف ومتغيرات مصاحبة! الأكيد، أو كما أعتقده أكيداً، أن ما ندعي بثبوته يتغير تدريجياً، دونما نشعر، ويأخذ أشكالاً جديدة، نألفها مع التقادم، نسميها تطوراً، أو امتداداً، أو وصوفات أخرى، لكنها في الحقيقة أوعية جديدة، قد لا تشبهنا.. سابقاً. الذين لا يرغبون التمرحل، يخسرون الخبرة، والعيش في أزمنة متعددة، لأنهم بأعمار ثابتة، وصفات محددة، وممارسات لا تتغير.. هذا النوع من الحياة ينتج بسبب المكابرة، أو الخوف من التجريب، والتقوقع على الذات التقليدية، وبسببه يكون التفريط بالثقافة والمعرفة، وصنع الذكرى، والمغامرة. حتى مع عدم الموافقة، نحن نصبح آخرين مع الوقت، يختلفون تماماً عناً، يقومون بأشياء كنا نرفضها.. كل هذا يحدث غالباً باللا وعي، الفرق هو كمية التغير، المرهون بمعطيات كثيرة، بعضها اختياري، وأغلبها غير ذلك. يخاف الناس العدول عما يؤمنون به، خاصة في مجتمعاتنا.. لا يجرؤ كثيرون على القول بأنهم لم يعودوا الأشخاص الذين نعرفهم، أو أنهم تراجعوا عن آراء اعتقدوا بصحتها، أو حتى على مستوى ما يفضلون من أكل وشرب ولباس، حتى يضطر بعضهم للتمثيل، وقبول العيش بشخصيات مزدوجة. الأمر - بنظري - مرتبط دائماً بـ"قائمة الأولويات"، القوائم القديمة تصبح رثة، لأن كل شيء حولنا يجبرنا على إعادة ترتيب الأولويات، وتجديد القوائم، وإلغائها وكتابة أخريات، متى ما استدعت الحاجة لذلك، لكن السؤال هنا، لنفسي قبلكم: هل نعي (حقاً) أولوياتنا؟!. المشكلة الكبرى، كما أظن، هي التماهي مع السياق العام، والقبول بشخصيات وقناعات تشبه الجماعة، لا تمثل الفرد، والخروج عن النسق يكلف الكثير من التبعات، لذلك يقبلون بها للهروب من مواجهة التبرير، وشرح التغيرات، والمنعطفات الجديدة. أختم مقالاتي دائماً، ومنذ سنوات، بكلمة "والسلام".. ومن باب التغيير، والعمل بقاعدة "اللا ثبات"، لن أفعل. وتقبلوا تحياتي

مشاركة :