أحيا حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا أمس، الذكرى الـ16 لتأسيسه، وسط ترقب شديد لدى الأحزاب المنافسة، وانقسام حاد لدى الرأي العام، على خلفية أحداث شهدتها البلاد أخيراً، بينها محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي وتنظيم استفتاء أقرّ تعديلات دستورية حوّلت النظام رئاسياً ومنحت الرئيس رجب طيب أردوغان صلاحيات موسعة، إضافة إلى إعادة انتخابه رئيساً للحزب الذي كان واحداً من مؤسّسيه عام 2001. وأصدر أردوغان تعليمات صارمة لمسؤولي الحزب، بتنظيم احتفالات بسيطة «لا تطغى على احتفالات (الذكرى السنوية الأولى) للمحاولة الانقلابية» الشهر الماضي، والتي باتت أبرز حدث وطني. ونقلت الصحافة المحلية عنه قوله: «أحيينا أخيراً ذكرى شهداء 15 يوليو (تموز)، وكان الاحتفال رائعاً ويجب ألا تطغى احتفالات الحزب على تلك الذكرى». وشارك آلاف في الاحتفالات في أنقرة أمس، بينهم رؤساء بلديات المقاطعات ونواب ووزراء سابقون خدموا الحزب منذ تأسيسه في 14 آب (أغسطس) 2001، بعد انشقاق أعضاء بارزين عن حزب «الرفاه»، بينهم أردوغان والرئيس السابق عبد الله غل. وتأتي هذه الذكرى في وقت حرج، ‘ذ تعاني تركيا من استقطاب حاد، والحزب الحاكم من انقسامات داخلية، فيما أن الناخبين المدينيين الذين كانوا منحوا «العدالة والتنمية» أصواتهم، يشعرون بخيبة وفقدان ثقة كبيرين، بسبب ما لمسوه من تراجع للتنمية ومن غياب للعدالة في آنٍ. الوضع الاقتصادي سيء، وخسائر القطاع السياحي تقارب 22 بليون دولار (لعامَي 2016-2017)، وقيمة الليرة، كما الحريات العامة، تتقلّص بحيث باتت الاعتقالات خبراً يومياً. وتجلّى الامتعاض صريحاً في الاستفتاء على النظام الرئاسي، إذ حجبت 17 من 30 مدينة كبرى ثقتها وصوّتت بـ «لا» على التعديلات الدستورية، ما يطرح تحديات إضافية على الحزب لاستعادة تلك الأصوات، تمهيداً لانتخابات 2019. وبدأ الرئيس ومساعدوه المقربون يصدرون إشارات توحي برغبة في المصالحة، أو بهدنة مع ساسة من الـحزب الحاكم أُبعِدوا بوصفهم تهديداً، أوّلهم غل، سلف أردوغان في رئاسة الحزب وشريكه في تأسيسه. أول تلك الإشارات جاءت عبر توجيه دعوات رئاسية للمشاركة في الاحتفال السنوي، لمَن وصفهم أردوغان بـ «رفاق درب لم يُديروا ظهرهم للحزب». وتضمّ لائحة المدعوّين من «رفاق الدرب»، غل ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء السابق بولنت أرينش، والوزيرين السابقين حسين شيليك وسعد الله إرغين. ويعلّق كثيرون آمالاً على عودة غل إلى العمل السياسي، بوصفه الشخص الأمثل لتحسين صورة الحزب لدى الأتراك ومع الخارج، وتحديداً دول أوروبية ساءت العلاقة معها إلى حدّ تهديد أنقرة بوقف مفاوضات عضويتها الاتحاد الأوروبي. «داعشي» يقتل شرطياً تركياً طعناً افادت وكالة «الاناضول» الرسمية للأنباء بأن مسلحاً يُشتبه في انتمائه الى تنظيم «داعش»، قتل شرطياً تركياً طعناً أثناء نقله إلى مقرّ الشرطة في إسطنبول. وأشارت الى ان المسلح قُتل برصاص قوات الامن بعد طعنه الشرطي، علماً انه كان أوقف خلال عملية لشرطة مكافحة الإرهاب، اذ اشتبهت السلطات بإعداده تفجيراً انتحارياً. وافادت وكالة «دوغان» الخاصة للأنباء بأن المسلّح كان محتجزاً داخل سيارة للشرطة التي كانت تنقله الى مركز تابع لها، عندما طعن الشرطي، في حادث لم تتضح ملابساته. وأوقفت الشرطة بعد قتل عنصرها، 12 شخصاً يُشتبه في انتمائهم الى «داعش»، وهم من أصول إيرانية وعراقية وسورية.
مشاركة :