من نوى الحج ولم يتمكن لظروف الحصار يتصدق بقيمة مصروفاته وله الأجر

  • 8/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بناء على سؤال وجهته «^» إلى فضيلة الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الدكتور علي محيي الدين القره داغي حول ما يمكن أن يعمله من نوى من أهل قطر أداء فريضة الحج هذا العام، وقد أغلقت الطرق أمامهم، بعد حصار قطر، فأكد فضيلته أنه يمكن لمن نوى الحج ولم يتمكن من أدائه لظروف الحصار أن يتصدق بقيمة مصروفاته وله الأجر، مشدداً على أنه لا يجوز شرعاً وبإجماع الآراء أن تصل المقاطعة بين الدول إلى منع من يريد الحج والعمرة من أدائهما.وقال فضيلته في فتواه لـ«^»: وردتني أسئلة كثيرة من أناس يعيشون داخل دولة قطر مواطنين ومقيمين، وهذه إحداها: «في هذا العام نويت وعزمت على الحج والعمرة، ولكن الظروف التي تمر بها البلاد، والمقاطعة الجائرة حالت دون تحقيق رغبتي، فهل علي كفارة؟ أو ماذا أفعل؟ الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.. وبعد: أولا: إن الحج والعمرة إذا لم يسبق لصاحب السؤال أن أدّاهما من قبل، فيبقيان واجبي الأداء مادام حياً، وقد وجبت عليه الفريضتان، ولكن قد تؤخران إلى الوقت المتاح وإن شاء الله سيكون قريباً ثانياً: فإن مما لا يجوز شرعاً بالاتفاق أن تصل المقاطعة إلى منع من يريد الحج أو العمرة من أدائهما في أي بلد كان، فهذا المنع الشامل للمسلمين في قطر - لو صح - أمر محظور شرعاً بلا شك. ومخالف للكتاب والسنة وإجماع المسلمين. ثالثاً: وأما الذي نوى الحج والعمرة ثم منع منهما بسبب الظروف التي تمنعه من أدائها فعلاً بالشكل المطلوب، كما في السؤال، فهو معذور شرعاً، بل هو مأجور ومثاب على نيته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» وقال أيضاً: «...فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة « متفق عليه رواه البخاري ومسلم. رابعاً: ليس عليه كفارة واجبة، ولا هدي واجب، وإنما الهدي يجب فيما لو كان الشخص محرماً ولم يشترط التحلل في إحرامه ثم أحصر ومنع من الحج أو العمرة، ففك إحرامه، وحينئذ يجب عليه الهدي كما نص على ذلك القرآن الكريم:» فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِصلى وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىا يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ» خامساً: ولكن الأفضل والأولى هو أن يتصدق بقيمة مصروفات حجه أو عمرته كلها أو جلها في سبيل الله، وخاصة لفقراء فلسطين والقدس الشريف أو سورية والشام أو اليمن، والعراق أو على إخوتنا الروهينجا فيكتب له إن شاء الله أجر حجته وعمرته بالكامل. سادساً: وحتى بدون المنع وفي غير الحالة التي نحن فيها من المنع فإن صرف مصروفات العمرة المندوبة أو الحج المستحب (أي غير الفريضة) على المنكوبين كما هو الحال في البلاد المنكوبة مثل سوريا واليمن والعراق، والروهينجا أفضل عند جماعة من الفقهاء القدامى والمتأخرين والمعاصرين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه « الاختيارات» (وأما إذا كان له أقارب محاويج، أو هناك فقراء مضطرون إلى نفقته فالصدقة عليهم أفضل لأنه عبادة بدنية). وسئل مالك عن الحج والصدقة أيهما أحب إليك؟ فقال « الحج إلا أن تكون سنة مجاعة» والخلاصة أن الصدقة بقيمة مصروفات الحج والعمرة أفضل اليوم بسبب المجاعات والنكبات والمصائب، بالإضافة إلى الازدحام الكبير والتزاحم الشديد بسبب كثرة الراغبين وعدم قدرة الحرم على استيعابهم جميعاً ولذلك حددت نسبة لكل دولة. ولكن هذه الأفضلية إنما تتحقق بالضوابط الآتية: 1 - أن لا يكون الحج والعمرة من الفرائض. 2 - وأن يكون الزمن زمن النكبة والفقر والحاجة الشديدة كزمننا هذا، أو لأجل أقاربه المحتاجين جداً وليس لديه مال زائد آخر. 3 - أن تصرف فعلاً القيمة بالكامل لهؤلاء المضطرين والمنكوبين، أو الأقارب والمحتاجين حاجة شديدة. هذا والله أعلم وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الجمعية الدولية للحرية الدينية قد طالب بالتأكد من أن السعودية لا تستخدم الركن الخامس من أركان الإسلام « الحج» لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الحرية الدينية للشعب القطري. وجاء ذلك في خطاب وجهه المرصد إلى الجمعية الدولية للحرية الدينية، لفت فيه الانتباه إلى الإجراءات التي اتخذتها السعودية ضد حجاج دولة قطر الراغبين في أداء الفريضة. وأشار المرصد إلى أنه بعد اندلاع الأزمة الخليجية والحصار المفروض على دولة قطر، أصبح الحجاج القطريون يواجهون قيوداً تؤثر على قدرتهم على أداء هذه الفريضة، ونوه المرصد بأن السعودية أكدت أن الحجاج القطريين يستطيعون دخول أراضيها لأداء الحج فقط عن طريق مطارين، وأنه يجب عليهم السفر عن طريق الدوحة فقط، ونبه إلى أن ذلك سيكون صعباً على البعض ممن لا يعيشون في الدوحة كالذين يعملون أو يدرسون بالخارج، لافتاً كذلك إلى أن السعودية حددت بعض الأفراد الذين قالت إنهم سيمنعون من الدخول بصرف النظر عن وسيلة سفرهم إلى أراضيها. وجاءت هذه الخطوة من جانب المرصد لتشير بطريقة غير مباشرة إلى محاولات مسؤولي المملكة لتسييس الفريضة، ولتبرئة الدوحة من اتهامات «تدويل القضية»، ولتفنيد مزاعم السلطات والإعلام بالمملكة العربية السعودية والتي راجت مؤخراً لترويج صورة مضادة بإعلان أن جميع الاستعدادات لاستقبال حجاج قطر قد اكتملت. وقد نشرت هذه الصحف «فبركات» تحوي لافتات توضح مدى الترحيب الكبير الذي يجده حجاج قطر على الأراضي المقدسة، بينما وفي المقابل لا يجد الحجاج القطريون أية بادرة تعاون من أجل تسهيل موسم الحج في ظل أجواء الحصار الجائز الذي تتعرض له قطر. وفي سياق حملة التضليل السعودية وكشف أبعادها، أكد مديرو حملات الحج والعمرة في حديث سابق لـ«^» ضعف حجة الإعلام السعودي، وأوضحوا أن مثل هذا الحديث يُعد إخفاءً للحقيقة الواضحة، وتساءلوا عن كيفية دخول حجاج قطر للمملكة العربية السعودية دون الحصول على تأشيرات مسبقة! موضحين استحالة الحصول على تأشيرات، لأن القنصلية السعودية في الدوحة مغلقة، مضيفين أن الإعلام السعودي يتعامى عن حقيقة أن حجاج قطر من كل الجنسيات، ومنهم عدد كبير من جنسيات خارج دول مجلس التعاون الخليجي وبالتالي يحتاج دخولهم للأراضي المقدسة إلى تأشيرات مسبقة.;

مشاركة :