أبوظبي تقطع خطوتين أساسيتين نحو إكمال مفاعلاتها النوويةقطعت الإمارات أمس خطوتين كبيرتين نحو إكمال أكبر مجمع لتوليد الطاقة النووية السلمية في العالم، حين كشفت عن تركيب مولدات البخار وحاوية المفاعل الرابع في محطة براكة، لتصل نسبة الإنجاز في المفاعلات الأربعة إلى 82 بالمئة.العرب [نُشر في 2017/08/15، العدد: 10723، ص(11)]الخبرات المحلية تقود أكبر مشروع للطاقة النووية السلمية في العالم أبوظبي – أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أمس عن استكمال عمليات تركيب مولدات البخار في المحطة الرابعة، آخر محطات مشروع براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة غرب إمارة أبوظبي. وأوضحت المؤسسة في بيان، أن مولدات البخار سوف تؤدي دورا رئيسيا في تحويل الطاقة الناجمة عن التفاعلات النووية داخل حاوية المفاعل، إلى طاقة كهربائية تنير المنازل والشركات في الإمارات. وكشفت عن استكمال تركيب حاوية المفاعل الرابع، الذي قالت إنه خطوة حاسمة في مسيرة البرنامج النووي السلمي الإماراتي. وتزن الحاوية التي تعد من أكبر وأهم مكوّنات المحطة النووية أكثر من 500 طن ويصل ارتفاعها إلى نحو 15 مترا. ويعتبر مشروع براكة أكبر موقع إنشائي لمحطات الطاقة النووية السلمية في العالم، حيث يجري بناء 4 محطات متطابقة في آن واحد، متقدّما على المواقع النووية في الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا، بحسب بيان سابق للمؤسسة الإماراتية. وأعلنت المؤسسة أن نسبة الإنجاز في المحطة الرابعة بلغت نحو 52 بالمئة، بينما وصلت في المحطة الأولى إلى أكثر من 96 بالمئة، والمحطة الثانية أكثر من 85 بالمئة والثالثة أكثر من 75 بالمئة، لتصل بذلك نسبة الإنجاز الكلية للمحطات الأربع إلى أكثر من 82 بالمئة.محمد إبراهيم الحمادي: اعتمدنا أعلى المعايير ليصبح المشروع نموذجا عالميا في الإنشاء والتشغيل وستوفر محطات مشروع براكة فور اكتمالها طاقة آمنة وصديقة للبيئة تصل إلى 5600 ميغاواط وسيتم ضخها في شبكة الكهرباء في الإمارات اعتمادا على الموافقات الرقابية والتنظيمية. وتعتبر الإمارات أول دولة خليجية تبدأ في بناء محطة نووية لتوليد الكهرباء. واحتفلت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أمس بالنقلات النوعية التي تم إنجازها أمس بحضور عدد من كبار المسؤولين في المؤسسة وحكومة إمارة أبوظبي وشركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى وممثلي الشركاء الاستراتيجيين وبينهم أهن تشونغ يونغ رئيس مجلس إدارة الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو). وقال خلدون خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية إن “البرنامج النووي السلمي الإماراتي يدعم تحقيق خطة أبوظبي لتنويع مصادر الطاقة لتعزيز النمو الاقتصادي على المدى البعيد”. وأشاد “بالالتزام اللامتناهي والمستوى المهني العالي لكافة فرق العمل حيث ظل تركيز مهندسينا من الكوادر الوطنية والخبراء العالميين وشركائنا من كوريا الجنوبية منصبّا على الجودة والسلامة والكفاءة طوال عملية التطوير والإنجاز”. وأكد جاسم محمد بوعتابة الزعابي رئيس مكتب اللجنة التنفيذية وعضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أن “الطاقة النووية تلعب دورا استراتيجيا في صناعة مستقبل الإمارات وتوفر فرص عمل في مجال الطاقة النووية للشباب الإماراتي”. وأضاف أن توليد الكهرباء من الطاقة النووية ستدعم أمن الطاقة من خلال تنويع مصادرها بما يلبي النمو المتسارع في الاقتصاد الوطني. وقال محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية إن المؤسسة التزمت بتطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي وفق أعلى معايير الجودة والسلامة وتكريسه نموذجا عالميا سواء خلال العمليات الإنشائية أو التشغيلية. وأشار إلى أن استكمال تركيب آخر حاويات المفاعلات ومولدات البخار في براكة يعكس مدى الجهود والمثابرة التي حرصت على تقديمها فرق العمل خلال الفترة الماضية وعزمها مواصلة هذا العمل حتى إنجاز المشروع بالكامل. وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية قد وقعت في يوليو 2016 اتفاقية مع الشركة الكورية للطاقة المائية والنووية، لتقديم خدمات الدعم التشغيلي لمحطات الطاقة النووية السلمية في موقع براكة.خلدون خليفة المبارك: تركيزنا منصب على الجودة والسلامة والكفاءة طوال عملية التطوير والإنجاز ووافقت شركة كيبكو بموجب الاتفاق على استثمار 900 مليون دولار في شركة ستتولى تشغيل المحطة الأولى. وتوقعت أن يعزز الاتفاق إيراداتها بنحو 50 مليار دولار على مدى الستين عاما المقبلة. وكانت المؤسسة قد أعلنت في مايو الماضي عن إرجاء تشغيل أول مفاعل نووي لمدة عام بسبب المعايير التنظيمية والرقابية العالية التي تعتمدها الإمارات والتي تتطلب المزيد من التدقيق قبل منح رخصة التشغيل من قبل هيئة الرقابة على الطاقة النووية. وأكدت المؤسسة انتهاء الأعمال الإنشائية في المفاعل الأول، وتسليم “كافة أنظمته” إلى الشركة الكورية الجنوبية “للقيام بالاختبارات الضرورية قبل بدء العمليات التشغيلية الآمنة”. قال محللون إن تأجيل تشغيل المفاعل الأول تكشف ارتفاع المعايير التي تعتمدها المؤسسات الرقابية الإماراتية في أكبر مشروع لتوليد الطاقة النووية السلمية في العالم. وأعلنت المؤسسة أن “تمديد موعد العمليات التشغيلية إلى عام 2018 يهدف إلى ضمان وقت كاف لإجراء عمليات التقييم الدولية والالتزام بأعلى معايير السلامة العالمية فضلا عن تعزيز الكفاءة التشغيلية للمحطة ومشغليها”. ومن المقرر أيضا أن يقوم خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين بتقييم هيكل محطة براكة والعاملين بها. وتندرج مفاعلات محطة براكة ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية التي تتميّز بأحدث التقنيات المتطورة بين تصاميم مفاعلات الطاقة النووية في العالم.
مشاركة :