الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن في بداية اجتماع مع كبار المساعدين والمستشارين على ضرورة “ألا تنشب حرب جديدة على شبه الجزيرة الكورية”، مشيرا إلى أنه “أيا كانت التقلبات التي نواجهها يجب حل مسألة كوريا الشمالية النووية سلميا”. وأضاف الرئيس الكوري “أنا متأكد أن الولايات المتحدة ستتعامل مع الوضع الحالي بهدوء ومسؤولية وستتبنى موقفا كموقفنا”. لكن الرئاسة الكورية شددت بالمقابل على إبقاء الخيار العسكري قائما في مواجهة الجار الشمالي في حال فشل العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية. وقال المتحدث باسم مكتب الرئيس الكوري الجنوبي في مؤتمر صحافي إن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد ناقش خلال مقابلة مع الرئيس مون جيه إن عدة مسائل من بينها الاستفزازات الكورية الشمالية، مبينا أن الخيارات العسكرية ستكون مطروحة. وتأتي دعوة سيول إلى التهدئة بعيد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الجيش الأميركي “جاهز ومتأهب” في حال تصرف كوريا الشمالية برعونة بعد أن هددت الأسبوع الماضي بإطلاق صواريخ على جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ. وأيد مسؤولون أميركيون بينهم مستشار الأمن القومي اتش.أر مكماستر أسلوب ترامب الحاد في التعامل مع كوريا الشمالية، لكنهم هونوا من خطر أن يتطور الخطاب العدائي إلى صراع مباشر. وقال مكماستر في تصريح لقناة أيه.بي.سي نيوز الأميركية “أعتقد أننا لسنا أقرب للحرب مما كنا قبل أسبوع، لكننا أقرب للحرب مما كنا قبل عشر سنوات”. وقال مدير المخابرات المركزية الأميركية مايك بومبيو إن كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية قد يجري اختبارا صاروخيا جديدا، لكن الحديث عن الاقتراب من مشارف الحرب النووية يعد مبالغة في تقدير الخطر. وقال بومبيو لبرنامج فوكس نيوز صنداي “لم أطلع على معلومات مخابرات تشير إلى أننا في هذا الموضع اليوم”. وشهدت أسعار الأسهم الآسيوية الإثنين ارتفاعا مستفيدة من موجة تفاؤل من تراجع موجة التصريحات العدائية.البنتاغون أعد خطة لتنفيذ ضربة استباقية ضد مواقع صاروخية تابعة للنظام الكوري الشمالي في حال أمر ترامب بذلك وحذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من أن مخاطر استخدام القوة لحل الأزمة التي تحيط بكوريا الشمالية مرتفعة للغاية. وفي مقابلة مع قناة “روسيا1” التلفزيونية، قالت زاخاروفا “إلى أي مدى وصل إليه الوضع … إنه يقترب للغاية من احتمال مرجح بوقوع صراع مسلح”. وأضافت في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “تاس” الروسية أنه “إذا ما تطور الوضع حقا بالشكل الذي تهدد به إدارة واشنطن، فستكون هناك كارثة حقيقية”. لكن كوريا الشمالية كررت تهديداتها، وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية “الحرب لا تعطلها أي قوة إذا ما تطاير شررها بسبب واقعة صغيرة عشوائية غير مقصودة”. وأضافت في تقرير بثته الإثنين “أي حرب كورية ثانية تنشب لن يكون هناك خيار سوى أن تتحول إلى حرب نووية”. وقال نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي إن من المرجح أن تواصل كوريا الشمالية استفزازاتها، بما في ذلك إجراء تجارب نووية، لكنه لا يرى احتمالا كبيرا بأن يدخل الشمال في صراع عسكري فعلي. وأضاف الوزير الكوري الجنوبي “لا تصدق الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية تمتلك بعد بالكامل تكنولوجيا تمكن صواريخها من العودة إلى الأرض عبر الغلاف الجوي في ما يتعلق بهندسة المواد المستخدمة”. ونقل تقرير لقناة “إن بي سي نيوز” الإخبارية الأميركية أن “البنتاغون أعد خطة محددة لضربة استباقية لمواقع صاروخية في كوريا الشمالية، في حالة أمر الرئيس ترامب بذلك”. ونقلت القناة عن مسؤولين عسكريين كبيرين وآخرين متقاعدين أن الجزء الأساسي من الخطة هو أن تنطلق طائرات قاذفات القنابل “بي-1 بي” من قاعدة “أندرسن” الجوية في جزيرة غوام. وأشار التقرير إلى أنه “أثناء التحليق تكون هذه القاذفات مدعومة بالأقمار الصناعية (للتصوير)، وطائرات دون طيار، ومحاطة بطرازين آخرين للقتال والإسناد الجوي (لتزويدها بالوقود)، وطائرات للتشويش الإلكتروني”. ونقل عن الأدميرال بحري والقائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا جيمس ستافيرديس “من بين جميع الخيارات العسكرية يستطيع ترامب اعتبار استخدام طائرات بي-1 بي، من حلين أو ثلاثة يمكن ألا تؤدي إلى تصعيد الموقف”. وتصاعدت التوترات في المنطقة منذ أن أجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين العام الماضي وتجربتي إطلاق صواريخ باليستية في يوليو وهي تجارب تجريها كوريا الشمالية عادة متزامنة مع احتفالات وطنية. وتصاعد التوتر عقب تصريحات متبادلة بين الرئيسين الأميركي والكوري الشمالي، حيث لوح من خلالها ترامب باستعمال “النار والغضب” ضد النظام الكوري الشمالي وهو ما دفع بيونغ يانغ إلى الرد، حيث وصف تهديدات الرئيس الأميركي بأنه “كم من الكلام الفارغ”، وأن “الحوار المتعقل غير ممكن مع هذا الرجل الفاقد للعقل، ولا ينفع معه غير القوة المطلقة”. ولوحت كوريا الشمالية علنا باستهداف أراض أميركية بعد إعلان التلفزيون الكوري الشمالي عن خطة يعمل عليها الجيش، “من أجل اعتراض قوات الولايات المتحدة في جزيرة غوام”. وأوضح التلفزيون أنه سيتم الانتهاء من الخطة منتصف أغسطس الجاري، قبل أن تعرض على الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي سيتخذ قرارا بالهجوم أو لا.
مشاركة :