روسيا تلمح لرفضها مبادرة باريس لحل الأزمة الليبية

  • 8/15/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر الاثنين في موسكو على ضرورة أن تشرف الأمم المتحدة على أي تسوية للأزمة الليبية وهو ما اعتبر تلميحا إلى لرفضها اتفاق باريس.العرب  [نُشر في 2017/08/15، العدد: 10723، ص(4)]حفتر متمسك بالدعم الروسي موسكو - رحب وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف بسعي القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر للتوصل إلى اتفاق مع حكومة الوفاق الوطني، مؤكدا على ضرورة إشراف الأمم المتحدة على كافة جهود الوساطة. وأضاف لافروف خلال لقائه بحفتر في موسكو “يبدو لنا أنه يجب، في الجبهة السياسية الآن، تركيز كافة مبادرات الوساطة في إطار عمل الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذا العمل يجب أن يساهم ليس في إيجاد حلول للتسوية، إنما في حوار بين أبرز الشخصيات الليبية لكي يتوصلوا هم بأنفسهم إلى اتفاق حول مستقبل البلاد”. وذكر أن موسكو تدعم بشكل فعّال العملية السياسية واستعادة هياكل الدولة الليبية، مضيفا في كلمة له لدى استقبال حفتر أن على الوسطاء الدوليين عدم اللجوء إلى الحلول الجاهزة لتسوية الأزمة في ليبيا. وفهمت تصريحات لافروف على أنها تلميح إلى رفض موسكو للمبادرة الفرنسية لحل الأزمة الليبية. والتقى فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا نهاية الشهر الماضي، حفتر، بضاحية سال سان كلود، غربي العاصمة باريس بوساطة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وخلص الاجتماع إلى اتفاق الرجلين على وقف إطلاق النار، وتنظيم انتخابات عامة بحلول ربيع 2018. وأخرج اللقاء الصراع الصامت بين فرنسا وإيطاليا حول النفوذ في ليبيا، إلى العلن وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد تعقيد الأمور وإطالة أمد الأزمة. وعقب أيام من اللقاء حركت روما بوارجها نحو ليبيا وقالت إن العملية محدودة وتهدف إلى مساعدة خفر السواحل الليبي على الحد من تدفق المهاجرين لكن مراقبين اعتبروا الخطوة قطعا للطريق أمام استحواذ فرنسا على الملف الليبي.حفتر يحظى في زيارته هذه المرة إلى موسكو باعتراف دولي تمخض عن لقاءي أبو ظبي وباريس، بأنه قائد الجيش الليبي وتدعم فرنسا منذ سنة 2014 قوات الجيش الليبي في حربه على الجماعات الإرهابية. ورغم دعمها لحكومة الوفاق فإنها كانت أول الدول الأوروبية التي طالبت بضرورة أن يكون لحفتر مكان في المشهد السياسي. وقال لافروف، إن الوضع داخل ليبيا لا يزال معقدًا، مضيفًا أنه “لم يتم القضاء بالكامل على تهديد التطرف”. وأضاف في لقائه بحفتر “للأسف الوضع داخل ليبيا لا يزال معقدًا. ولم يتم القضاء بعد على التطرف. لكننا على علم بالخطوات التي يتم اتخاذها للقضاء على هذا التهديد”. وقال المشير حفتر “نحن مصممون على مواصلة الكفاح حتى يبسط الجيش سيطرته على كامل التراب الليبي”. ولفت حفتر إلى أنه على الرغم من الاتفاق مع السراج على الكثير من المبادئ إلا أنه أخل بها، دون أن يوضح أي اتفاق يقصد، إذ سبق له وأن التقى بالسراج في العاصمة الإماراتية أبوظبي في مايو الماضي. وأضاف “لا يخفى عليكم انخراطنا في العملية السياسية استجابة لطلبات الدول الشقيقة”. وتابع “نواجه الإرهاب في ظل حظر ظالم على التسليح ودعم غير محدود للإرهاب”. ويحظى حفتر في زيارته هذه المرة إلى موسكو باعتراف دولي تمخض عن لقاءي أبوظبي وباريس، بأنه قائد الجيش الليبي. وقال حفتر إنه ناقش مع الجانب الروسي إمكانية الدعم العسكري. ورغم سيطرة حفتر على أجزاء واسعة من جنوب ليبيا والمنطقة الشرقية، إلا أن مدينة درنة التابعة لإقليم درنة مازالت تحت سيطرة جماعات متطرفة. وقال الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، العقيد أحمد المسماري، إن وحدات من القوات البرية تقدمت الأحد، باتجاه مدينة درنة من خمسة محاور مصحوبة بإسناد جوي. وأضاف المسماري عبر حسابه على موقع تويتر الأحد، أن آمر مجموعة عمليات عمر المختار عميد كمال الجبالي استطلع صباح الأحد شواطئ مدينة درنة صحبة سرية سوسة البحرية. ونشر المسماري صورًا لآمر عمليات عمر المختار وهو يستطلع شواطئ مدينة درنة. وكان المسماري قد أعلن السبت أن القوات الجوية استهدفت موقعًا في منطقة الظهر الأحمر بدرنة، وتحديدًا منازل بوربيحه وسيدي القرباع، أسفر عنه تدمير سيارتين لمسلحين ومقتل عدد من الإرهابيين.رغم سيطرة حفتر على أجزاء واسعة من جنوب ليبيا والمنطقة الشرقية، إلا أن مدينة درنة التابعة لإقليم درنة مازالت تحت سيطرة جماعات متطرفة ويفرض الجيش الليبي حصارا منذ أكثر من أسبوع على مدينة درنة عقب إسقاط مسلحين مما يعرف بـ”مجلس شورى مجاهدي درنة” لطائرة وأسر طيارها وقتله. وأكد عبدالله العبيدي المسؤول الإعلامي بغرفة عمليات عمر المختار التابعة للجيش الوطني الليبي، تسلم جثمان العقيد طيار عادل الجهاني بمنطقة مرتوبة، من “مجلس شورى مجاهدي درنة” عن طريق فرع “الهلال الأحمر” الليبي بدرنة وأعيان وحكماء المدينة. وأحبط إسقاط الطائرة مساعي اجتماعية لتسليم الجماعات المتطرفة المدينة للجيش والتخلي عن سلاحها. وكان مسؤولون عسكريون قد أكدوا اتخاذ القيادة العامة للجيش قرارا بتأخير الحسم العسكري لإفساح المجال أمام قنوات التواصل مع الأعيان والمشايخ في المدينة أملاً في الوصول إلى حل وسحب أبنائهم من مواجهة الجيش. ومدينة درنة هي المدينة الوحيدة في إقليم برقة التي مازالت تحت سيطرة ما يسمى بـ“مجلس شورى مجاهدي درنة” وهو فصيل مسلح يضم جماعات موالية لتنظيم القاعدة ولا يعترف بأي جسم من الأجسام السياسية الموجودة في ليبيا. ويطوق الجيش الليبي مدينة درنة منذ أكثر من سنتين منعا لتسلل العناصر الإرهابية إلى مدن أخرى في المنطقة الشرقية أو إلى دول الجوار وبالتحديد مصر، لكنه كان يسمح بمرور الحاجيات الأساسية من أدوية وغذاء للسكان. لمزيد التفاصيل: ◄ روسيا في ليبيا: داعية حرب أم سلام؟

مشاركة :