الأهلي والمصري في نهائي كأس محاط بالذكريات الأليمةيتوق فريق النادي الأهلي بطل الدوري المصري إلى تحقيق الثنائية المحلية، والفوز على المصري البورسعيدي، في المباراة التي تجمعهما الثلاثاء، على ملعب إستاد برج العرب في مدينة الإسكندرية، في نهائي بطولة كأس مصر لكرة القدم.العرب عماد أنور [نُشر في 2017/08/15، العدد: 10723، ص(22)]مواصلة الهيمنة القاهرة – ثمة عوامل عديدة تمنح مباراة الأهلي والمصري في نهائي كأس مصر، الحماس والقوة المغلفين بالحساسية، لذلك لن يراها من المدرجات سوى 30 شخصا من إدارة كل فريق، فضلا عن 50 صحافيا، وفقا لما أقره مسؤولو الأمن بالاتفاق مع اتحاد الكرة المصري. ويؤكد تاريخ لقاءات الناديين حالة الحماس الشديدة التي تصبغ المباراة عندما يلتقيان، حتى على المستوى الجماهيري، غير أن أحداث عام 2012، التي وقعت في إستاد بورسعيد عقب لقائهما في بطولة الدوري المحلي، وراح ضحيتها نحو 72 من مشجعي النادي الأهلي، زادت من حالة التعصب الجماهيري بين القاهرة وبورسعيد، ولم تشهد المدينتان مباراة للفريقين منذ خمسة أعوام بجمهور غفير كالمعتاد. وحدث ذلك بعد أن حوّل البعض الأمر إلى ثأر مبيّت بين الجماهير، لا يسمح بوجود أي منهما على أرض الآخر، ولم تفلح تدخلات الحكماء والقيادات الرياضية عن إثناء مسؤولي الأهلي عن قرارهم بعدم اللعب على أرض إستاد المصري مدة 5 أعوام، غير أن القيادات الأمنية رفضت الفصل بين مجلسي إدارة الناديين في مقصورة إستاد برج العرب بنهائي الكأس. وتضع لقاءات الفريقين مسؤولي الكرة المصرية في ارتباك شديد، من حيث التنظيم أو التحكيم، أملا في خروج المباراة من دون خسائر، ولعل حساسية مواجهات الفريقين دفعت اتحاد الكرة إلى الاستجابة لتوقيع كشف المنشطات على عينة عشوائية من اللاعبين عقب انتهاء اللقاء، وهو ما أكدته الوكالة المصرية لمكافحة المنشطات “نادو”، فضلا عن استقدام حكام أجانب مع التشديد على عدم الاستعانة بحكام مصريين أو عرب للابتعاد عن شبهة الانتماء الشجيعي. وتقرر أن يدير المباراة طاقم حكام من النرويج بقيادة سفين أودفار موين، ويساعده كل من كيم توماس ومادينوس لاندبرغ، وحكم رابع بدوي حميدة من مصر. على مستوى التنافس بين المديرين الفنيين، يأمل المدير الفني للنادي الأهلي، حسام حسن، قيادة لاعبيه لتحقيق الثنائية المحلية، بعد أن توّج بلقب الدوري وبفارق 10 نقاط كاملة عن فريق نادي مصر المقاصة صاحب المركز الثاني، و18 نقطة عن غريمه التقليدي الزمالك، فضلا عن عودة البطولة التي غابت عن جدران النادي نحو 10 أعوام وتحديدا في عام 2007. يمنّي المدير الفني للمصري حسام حسن النفس في فك العقدة التاريخية وكسر الاحتكار الأهلاوي لنهائيات الكأس التي لا تعرف سوى فوز الأهلي، وقد التقى الطرفان في المباريات النهائية لكأس مصر في 6 مرات، فاز فيها الأهلي جميعا، أولها كان في عام 1927، عندما فاز الأهلي بخماسية دون رد، وكان آخرها عام 1989 وخسر حينها المصري بثلاثية نظيفة، وبينهما حقق الأهلي 4انتصارات أعوام (1945، 1947، 1983، 1988). ويتمنى المدرب الملقب بـ”العميد” إسعاد جماهير المصري، بعد أن فاز منذ أيام على الزمالك بهدفين دون رد في مباراة الدور قبل النهائي، والأهم هو تحقيق البطولة الأولى في مشواره التدريبي، خصوصا وأن آخر كأس تُوج به المصري، كان في موسم (1997-1998). ويتوقّع البعض من النقاد قوة مستوى المباراة فنيا، وأشار خالد بيبو لاعب الأهلي السابق، إلى أنّ الحماس الذي سينقله حسام حسن إلى لاعبي المصري سيجعل المباراة أكثر سخونة، لكن ذلك قد يؤدي إلى حالة من الشد والجذب بين لاعبي الفريقين.المدير الفني للمصري، حسام حسن، يمني النفس في فك العقدة التاريخية وكسر الاحتكار الأهلاوي لنهائيات الكأس وقال بيبو لـ“العرب”، إن نهائي الكأس يحمل عنوانا واحدا هو “الخبرة في مواجهة الحماس”، لافتا إلى عدم توقع النتيجة، مضيفا أن الجانب البدني والفني لأغلب لاعبي الفريقين قد يكون متساويًا، لذا قد نرى مباراة بها جميع فنون كرة القدم وقمة الإبداع الكروي. ولفت إلى أن من يمتلك منطقة المناورات في منتصف الملعب ستكون له الغلبة، لذلك الأهلي كان في أمسّ الحاجة للاعب مثل حسام غالي في هذه المباراة، لكن سيعاني الأهلي من أزمة دفاعية ووجود ثغرات في هذه المنطقة، وهو ما ظهر على أداء الفريق في مباريات البطولة العربية، وقد يستغل حسام حسن هذه النقطة. أما على المستوى الخططي داخل المعسكرين، يتابع الجهاز الفني وللاعبي الأهلي تسجيلات لقاءات المصري، للوقوف علي نقاط القوة والضعف في صفوف المنافس، كما أجرى الجهاز الفني وحدات تدريبية شاقة لصانعي اللعب والمهاجمين وعلى رأسهم: عبدالله السعيد ومؤمن زكريا وميدو جابر ووليد سليمان وعمرو بركات وصالح جمعة والنيجيري جونيور أغايي. يرغب البدري في زيادة قدرة اللاعبين على خلخلة دفاعات المصري والتسديد ومن ثم سهولة الاختراق، فضلا عن التوصية بالتسديد من بعيد، وذلك لتحقيق الفوز في وقت المباراة الأصلي دون الإجبار على ركلات الترجيح، التي فشل فيها عدد غير قليل من اللاعبين في أثناء التدريبات. ويفكر حسام حسن في مباغتة منافسه وإجراء البعض من التغييرات على التشكيلة التي خاض بها لقاء الزمالك، من بينها الدفع برأسي حربة وهما حمادة ناصر ومن خلفه أحمد جمعة، واستغلال قدرة الأخير على إحراز الأهداف، إضافة إلى قدرته على القيام بمهام دفاعية من الخطوط الأولى للأهلي. أظهر معسكر الفريق البورسعيدي رغبة حسام حسن في الاعتماد على لاعب الوسط عبدالله بيكا، لفتح مساحات في خطوط الأهلي باستخدام مهاراته الفردية، كما أوصى لاعبيه بالتمرير المتقن والضغط على لاعبي الأهلي، خصوصا وأن أغلبهم يمتلك مهارة تغيير المراكز داخل الملعب، وخاض المهاجم أحمد جمعة تدريب خاص على تلقي الكرات العرضية والتسجيل من ألعاب الهواء.
مشاركة :